وجّه خبراء صحة في بريطانيا تحذيرات بشأن مأزق السمنة الزائدة في البلاد، وقالوا إنه على الوزراء تنظيم آلية لبيع الطعام السريع كما التعامل مع التبغ والسجائر، واعتبروه "التحدي الوطني الضخم"، وفقًا لتقرير أعدته صحيفة "ذي غارديان".
وطالب الخبراء بفرض قيود حازمة على الشركات المصنعة للأغذية السريعة والعمل على حظر منافذ الوجبات السريعة في أماكن قريبة على المدارس، والحدّ من ساعات الإعلانات المتعلقة بهذا النوع من الطعام لغاية الساعة 21:00 من مساء كل يوم.
وترتفع الأصوات المطالبة والمحذّرة في الوقت الذي يعمل فيه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، للكشف عن خطة "الحرب على السمنة"، بعد أن تم التأكيد على أن معيار الوزن له تأثير على وفيات مرضى فيروس كورونا.
توضيحية (pixabay)
ويذكر أن 64% من البالغين في بريطانيا يعانون من السمنة المفرطة ومن المرجح دخول الخطة إلى حيّز التنفيذ مع نهاية الشهر الجاري، ونصح الخبراء أنه يجب فرض كل شيء ممكن أن يصب في مصلحة معالجة الأزمة الصحيّة خصوصًا ومع التخوف من انتشار موجة ثانية لفيروس كورونا في بريطانيا.
وقال الرئيس التنفيذي لصندوق الملك، ريتشار موراي "فكروا ما حدث مع التبغ، ولا تجعلوا الأغذية ماركات حدّوا قدر الإمكان من المبيعات، افرضوا عليها ضرائب، استعينوا بكل طريقة ممكنة، ومن المفهوم إننا لن نجد الحل السحري والمباشر في علاج الأزمة، ولكن علينا الاعتراف أن هذا تحد وطني ضخم".
وتشمل المقترحات الأخرى التي قدّمها الخبراء؛ إنشاء المزيد من ممرات الدراجات الهوائية، وإلغاء حملات التخفضيات على الكحول، فرض نشر كمية السعرات الحرارية في كل وجبة في لائحة الطعام.
وأشار الخبراء ومطلقو الحملة إلى أن حملة 2018 لفرض الضرائب على المشروبات الغازية، نجحت بإجبار المصنعين على دفع ضريبة أو خفض مستويات السكر، وظهر في النتائج أن 28% من كميّة السكر انخفضت من المشروبات الغازية.
وقالت أستاذة النظام الغذائي وصحة الجمهور في جامعة أوكسفورد، سوزان جيب، إن "الوقت قد حان لعلاج السمنة كمشكلة شبيهة بالتدخين".
توضيحية (pixabay)
ويذكر المعنيون خطة هولندا عام 2012 التي وُضعت لمحاربة السمنة بعد أن وصلت الإحصائيات إلى واحد من خمسة أطفال يعاني من سمنة زائدة، وفي فترة 3 سنوات انخفضت نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة الزائدة بـ12%.
ومن التدابير التي شملتها خطة أمستردام؛ حظر عصير الفاكهة من المدارس وإتاحة الماء والحليب فقط، لا رعاية من شركات الوجبات السريعة، والطلب من الأهالي للتوقف عن استخدام الكراسي المدفوعة منهم والبدء في وضع الأطفال على دراجات التوازن بدون دواسة.
وتخصيص فريق من 100 شخص يركز على أول 1000 يوم من حياة كل طفل، وإعطاء عضوية صالة رياضية مدعومة من الحكومة ومركز رياضي للعائلات منخفضة الدخل، ودروس للطبخ من أجل اتباع منظومة طعام صحية من الوصفات التقليدية، ويمنع على الأطفال حضور المطاعم الخاصة بالوجبات السريعة دون وجود الأهل.
عرب 48