هل لاحظت الغمامة الحمراء -بلون الدم- التي انبعثت خلال الانفجار الضخم الذي وقع في العاصمة اللبنانية بيروت الثلاثاء؟ فما سرها؟ وما مخاطرها؟
العالم- منوعات
ووقع الانفجار الضخم في مخزن بميناء بيروت، وأحدث موجة تدميرية هزت أنحاء بيروت، مما أودى بحياة ما لا يقل عن 135 شخصا، واهتزت على وقع الانفجار المباني في جزيرة قبرص بالبحر المتوسط، على بعد نحو 160 كيلومترا.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طنا من نيترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ 6 سنوات، من دون إجراءات سلامة منذ وقت مصادرتها.
كيف حدث الانفجار؟
نيترات الأمونيوم (NH₄NO₃) لا تحترق وحدها، وبدل ذلك تعمل كمصدر للأكسجين، ويمكنها تسريع احتراق المواد الأخرى.
فلكي يحدث الاحتراق يجب أن يكون الأكسجين موجودا، وتوفر حبيبات نيترات الأمونيوم مصدرا أكثر تركيزا للأكسجين من الهواء المحيط، ولهذا السبب تستخدم في المتفجرات، وفقا لموقع ساينتفك أميركان (Scientific American).
كما يمكن أن تتحلل نيترات الأمونيوم في حال تعرضها لدرجات حرارة عالية (مثل تعرضها لحريق)، وتنتج هذه العملية غازات -بما في ذلك أكاسيد النيتروجين وبخار الماء- وهذا الإطلاق السريع للغازات هو الذي يسبب الانفجار.
وتشير معطيات إلى أن حريقا قد اندلع في البداية في جزء من منطقة الميناء قبل وقوع الانفجار، وقد يكون هو ما أدى لاحقا إلى الانفجار الضخم.
وأنتج انفجار نيترات الأمونيوم كميات هائلة من أكاسيد النيتروجين، منها ثاني أكسيد النيتروجين (NO₂)، وهو غاز أحمر كريه الرائحة، وتكشف صور من بيروت عن لون أحمر في عمود الغازات الناتجة عن الانفجار.
ما أكاسيد النيتروجين؟
أكاسيد النيتروجين (Nitrogen Oxides) مجموعة من 7 غازات ومركبات تتكون من النيتروجين والأكسجين، وتعرف أحيانا مجتمعة باسم غازات أكاسيد النيتروجين (NOx gases)، وأكاسيد النيتروجين الأكثر شيوعا والأكثر خطورة هما أكسيد النيتريك وثاني أكسيد النيتروجين، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة (National Library of Medicine).
وتنتج غازات أكسيد النيتروجين من عوادم السيارات، وحرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي، وأيضا تنبعث من السجائر ومواقد الغاز وسخانات الكيروسين وحرق الأخشاب.
ويستخدم ثاني أكسيد النيتروجين في إنتاج وقود الصواريخ والمتفجرات.
ويمكن أن تؤدي أكاسيد النيتروجين إلى مخاطر صحية بيئية عندما تتفاعل مع ضوء الشمس والمواد الكيميائية الأخرى لتكوين الضباب الدخاني، كما تتفاعل أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت مع المواد الموجودة في الغلاف الجوي لتكوين أمطار حمضية.
وتدخل أكاسيد النيتروجين عادة إلى الجسم من خلال الاستنشاق وملامسة الجلد.
على المدى القصير يمكن أن يؤدي التعرض لأكاسيد النيتروجين إلى تهيج الجهاز التنفسي والعينين والجلد، تفاقم أمراض الجهاز التنفسي خاصة الربو والسعال والاختناق والغثيان والصداع وألم في البطن وصعوبة في التنفس.
تعرض الجلد والعين لغازات أكسيد النيتروجين أو ثاني أكسيد النيتروجين السائل يمكن أن يسبب تهيجا وحروقا.
أما على المدى البعيد فيمكن أن يؤدي التعرض لأكاسيد النيتروجين إلى الربو والتهابات الجهاز التنفس.
أما التعرض لمستويات عالية جدا من أكاسيد النيتروجين فقد تؤدي إلى الطفرات الجينية ومشاكل لدى الجنين وتراجع خصوبة الأنثى وتشنجات وتورم الحلق وتضخم القلب والموت.
إذا كنت تعتقد أنك قد تعرضت لأكاسيد النيتروجين فيجب مراجعة الطبيب.
وتشمل الفئات السكانية التي قد تكون حساسة بشكل خاص لأكاسيد النيتروجين مرضى الربو، وأولئك الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض القلب.
ووفقا لوكالة تسجيل المواد السامة والأمراض (Agency for Toxic Substances and Disease Registry) التابعة للمراكز الأميركية للتحكم في الأمراض والوقاية منها؛ فإنه لا يوجد ترياق لأكاسيد النيتروجين، ويشمل العلاج الأساسي دعم الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
وتشكل هذه الأبخرة في بيروت خطرا صحيا للسكان، حتى تزول من الجو، الأمر الذي قد يستغرق عدة أيام اعتمادا على أحوال الطقس.
المصدر: الجزيرة