فجرّ الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، حالة صخب سياسي وإعلامي عربي إزاء الخطوة، لتترك سؤالا حول إمكانية تأثيرها على دول خليجية أخرى، قد تحذو حذوها في هذا السياق.
وتعتبر الإمارات أول دولية خليجية تعلن عن اتفاق تطبيع علني مع إسرائيل، في مخالفة للمبادرة العربية التي أطلقتها السعودية مطلع انتفاضة الأقصى، والتي تقوم على مبدأ التطبيع الكامل مقابل دولة فلسطينية على حدود 67.
وحذر مراقبون خليجيون من إمكانية قيام دول خليجية أخرى من التطبيع مع إسرائيل، خاصة في ظل وجود مؤشرات مماثلة لدى حكام هذه الدول وترحيب مسؤوليها بالاتفاق.
مؤشرات قائمة!
القانونية والحقوقية السعودية، حصة آل ماضي، رأت من جهتها، أن الاتفاق قد يشكل توطئة ومدخلا لتعزيز حالة التطبيع الخليجي مع إسرائيل، ودخول أطراف خليجية أخرى على خارطة التطبيع.
وقالت آل ماضي لـ" وكالة سند للأنباء" إنّ الاتفاق يشكل في جوهره إعلانا لفترة سرية من العلاقة بين الطرفين.
وبينت أن ذلك يعني أن بعض الدول الخليجية التي تقيم علاقات سرية مع إسرائيل قد تفصح عنها علنا بعيد الإعلان عن الاتفاق.
ورأت أن الاتفاق لم يكن ليمر لولا موافقة دول خليجية بارزة، أو على الأقل علمها ومباركتها بهذا الاتفاق.
وذكرت أن المؤشرات التي سبقت توقيع الاتفاق الإماراتي، هي ذاتها التي تسود بعض الأجواء السياسية لدول خليجية.
ورجحت أن تذهب بعض الدول الخليجية الصغيرة، للإعلان عن الاتفاق السياسي مع الاحتلال والتطبيع معه، ثم يعقبها السعودية.
تخوف بحريني!
التخوف من دخول البحرين في قطار التطبيع، دفع جمعية مكافحة التطبيع البحرينية التي تضم 26 حزبًا وجمعية ومؤسسة حقوق إنسان، لإطلاق بيان سياسي يدين التطبيع ويحذر من دخول البلاد في ذات المسار الإماراتي.
وبحسب أمين عام "التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي" في البحرين حسن المرزوق، فإن هناك حراكًا سياسيا في البلاد يضغط باتجاه تحذير الحكومة من الولوج في مسار التطبيع أو إقامة علاقة مع الاحتلال.
وأوضح المرزوق لـ"وكالة سند للأنباء" أن المؤشرات باتجاه تطبيع الحكومة البحرينية العلاقة مع الاحتلال موجودة، في ظل ترحيب وزير الخارجية البحريني السابق بالاتفاق، وبعض المسؤولين الآخرين.
واستضافت البحرين أعمال "مؤتمر البحرين" الاقتصادي في 26 حزيران/يونيو 2019، الذي اعتبر تطبيقا اقتصاديا لصفقة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا "صفقة القرن" ، ورفضته الرئاسة والفصائل الفلسطينية .
كما تستضيف البحرين الاحتلال في المجالات الرياضية والفنية وغيرها، ما يجعل فرص إقامة علاقة سياسية طبيعية قائمة، بحسب المرزوق.
وأكد أنه بناء على ذلك، فإن القوى السياسية لن تسمح للحكومة البحرينية بتمرير اتفاق مماثل للاتفاق الإماراتي.
وذكر أن الرفض ليس فقط على الصعيد الشعبي، بل يتجاوزه على صعيد النخب السياسية والفكرية والمؤثرة التي ترفض أن تكون إسرائيل حليفا وصديقا.
ذرائع موحدة!
تتذرع الدول الخليجية بالخطر الإيراني ، إلى جانب إعادة تشكيل الخارطة السياسية بالمنطقة وبروز الدور التركي في فيها، بعيد الاتفاق مع باكستان وإعادة التموضع التركي في ليبيا بعيد اتفاقية ترسيم الحدود.
الذرائع الخليجية أحدثت تقاربا كبيرا في التحالف الأمني والعسكري مع الاحتلال في السنوات الأخيرة، خاصة مع الحديث عن إعطاء إسرائيل حق الحماية في الملاحة بالشواطئ الخليجية، ما يعني تهديدا مباشرا لإيران.
وتشير التقديرات السياسية للاتفاق إلى إمكانية تعزيز التواجد الإسرائيلي بالقرب من المياه الدولية والإقليمية الإيرانية من جهة عبر الإمارات التي تحاذي إيران، كما أنه من جانب آخر قد يدفع بتعزيز التواجد الإسرائيلي في المجالات التكنولوجية والاتصالات وغيرها في الامارات.
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو أن ثمة تدفقا ماليا من شأنه أن يساعد إسرائيل في أزمة كورونا، ما يعني أن العائد الاقتصادي على إسرائيل سيكون ذو منفعة أكبر بكثير من الإمارات.