محمد داودية
أشاع توزير ابن الأغوار الجنوبية المحامي النائب محمود الهويمل، حالة غامرة من الرضى والفرح، ليس في الأغوار فحسب وهذا مهم جدا، بل لدى ابناء الطبقات الكادحة الفقيرة في ارجاء بلادنا الحبيبة.
كانت الوزارة، الى ما قبل عودة الحياة الديمقراطية في نهاية الثمانينات، حِكرا وطابو للسلالات ال High Class، حتى كسر دولةُ عبد الكريم الكباريتي حلقتَها الفولاذية الجهنمية بتوزير محمود الهويمل الذي كان الكباريتي يناديه تحببا «ابو سمرة».
وليس محمود الهويمل فقط. فقد وصفني وزير مخضرم قائلا: «محمد داودية Low Class» وهو يقصد انني من طبقة ابناء الحراثين والعسكر والعمال والمعلمين، الذين ادخلهم الكباريتي قدس اقداس النخبة -أو الطغمة لا فرق- الممسكة بالمفتاح.
فلما سمعتها -وكانت من وراء ظهري طبعا- قلت ان الفصيح الذي قالها، لم يكتشف البارود، فأنا لا اتوقف عن الكتابة حول نشأتي وطفولتي وخط حياتي البياني الطالع من اعماق شعبنا النبيل الفقير.
صدق الرهان على محمود الهويمل، الذي دخل النيابة والوزارة مديونا وخرج منها اكثر دِينا و دَينا.
محمود الهويمل الذي رحل قبل سبع سنوات، هو اول وآخر وزير من أغوارنا الجنوبية الحبيبة. وظلمُ الأغوار وايضا سحاب وغيرها، مؤلم لا يغطيه أي تبرير.
عمل محمود المحامي والنائب والوزير للمصلحة العامة. فلم يطلب لنفسه ولا لابنائه. وظل يحمل معاناة العاملين في قطاع الزراعة وهمومهم واحتياجاتهم وعلى الأخص مزارعي الاغوار.
عاش محمود عيشة الكفاف في منزل لم تزد مساحته على 120 مترا مربعا. وهو المنزل الذي استقبل فيه الناس اثناء حملته الانتخابية واستقبل فيه كبار الزوار.
ومعلوم ان محمود الهويمل كان سببا في تفوق كتلة الوفاء في انتخابات 1989 في محافظة الكرك، والرافعة الرئيسية لنجاحها.
زاملته في النيابة 1993-1997 وفي حكومة عبد الكريم الكباريتي 1996-1997. عرفته عن قرب، شديد الاعتداد بنفسه، ذا أنَفةٍ وكبرياء، وذا موقف صلب لا يزحزحه عنه ترغيب ولا ترهيب.
كنا محمود وانا وعدد من النواب من جماعة «النيابة مكان لدفع الثمن لا لقبضه».
يرحم الله محمود الهويمل والشرفاء ويحسن اليهم.
الدستور