بحث حلف شمال الأطلسي (ناتو) في قمته التي انطلقت الخميس بمقاطعة ويلز البريطانية سبل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي وسع من وجوده في العراق وسوريا، كما ناقشت القمة الأزمة الأوكرانية في ظل اتهام روسيا باستمرار دعم الانفصاليين فيها.
وطالبت الولايات المتحدة أثناء القمة على لسان رئيسها باراك أوباما بوضع إستراتيجية دولية للتصدي لتنظيم الدولة وبمشاركة دول الإقليم. كما تعهد أوباما بمواصلة الحملة العسكرية التي تشنها بلاده ضد من أسماهم بـ"الجهاديين" في العراق، مشيرا إلى أن الأمر سوف يستغرق فترة.
من جهته لم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون توجيه ضربات جوية في العراق وسوريا لتنظيم الدولة.
وأضاف أنه عندما يحتجز مواطن بريطاني يتعين أن تعمل كل دواليب الحكومة بانسجام، وأن يشرف هو شخصيا على الأمر، وأضاف أنه طلب من المخابرات وأجهزة الدولة المختلفة للتعاطي مع هذا الحدث.
ويأتي كلام كاميرون في رد على تنظيم الدولة الذي هدد مؤخرا عبر شريط فيديو بقتل صحفي بريطاني يحتجزه التنظيم.
من جهته اعتبر الأمين العام لحلف الناتو أندرياس فوغ راسموسن "أن تمدد ما يعرف بالدولة الإسلامية التي ارتكبت فظائع مفجعة" يحتم على الحلف في هذه القمة اتخاذ خطوات مهمة لمواجهة هذا الخطر الذي يتوسع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن إجراءات الحل تتضمن دعم القدرات الدفاعية لحلفاء الناتو من دول المنطقة.
وكان راسموسن قال قبيل القمة إن دول الحلف ستفكر بجدية في أي طلب للمساعدة تتقدم به حكومة العراق للتصدي لتنظيم الدولة.
كما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضرورة الرد سياسيا وإنسانيا على تهديد تنظيم الدولة، وإذا اقتضت الضرورة عسكريا في إطار احترام القانون الدولي.
الأزمة الأوكرانية
وركزت القمة كذلك على الأزمة الأوكرانية ومواجهة ما يعده كثير من قادة الحلف انتهاكا روسيا صريحا للسيادة الأوكرانية.
غير أن ما رشح من القمة استبعد في ظل تراجع الإنفاق العسكري لكثير من دول الحلف أن يقر الناتو مواجهة مباشرة مع الروس.
وفي حديث للجزيرة استبعدت الخبيرة في الشؤون الدفاعية الأوروبية جولي ديمسي أن يكون هناك إجماع بين دول حلف الناتو لتسليح أوكرانيا، وأضافت أن هناك إجماعا على أن النزاع في أوكرانيا لا يمكن حسمه عسكريا.
وفي اللقاء الذي سيتواصل اليوم الجمعة في منتجع بمقاطعة ويلز سيسعى قادة حلف الناتو إلى تشكيل توافق جديد وربما عقيدة جديدة للتعاطي مع أخطار وتهديدات قديمة حديثة.
واتهم الأطلسي روسيا صراحة بمهاجمة أوكرانيا بقوله "نواجه مناخا أمنيا تغير بشدة، إلى الشرق. روسيا تهاجم أوكرانيا"، وهو ما يصعد من حدة الخطاب الغربي ضد موسكو في القمة.