الرئيسية / الأخبار / اقتصاد وأعمال
"كورونا" و"الحصار" يعمقان أزمات عمال "المياومة" بقطاع غزة
تاريخ النشر: الأثنين 31/08/2020 07:46
"كورونا" و"الحصار" يعمقان أزمات عمال "المياومة" بقطاع غزة
"كورونا" و"الحصار" يعمقان أزمات عمال "المياومة" بقطاع غزة

غزة (فلسطين) / خاص - خدمة قدس برس
عمقت جائحة "كورونا" والحصار الإسرائيلي المستمر منذ 14 عاما، من أزمات عمال قطاع غزة بشكل عام، وعمال المياومة على وجه الخصوص، ليأتي الكشف عن إصابات محلية بالفيروس، ويزيد المُعاناة سوءا في ظل فرض حظر للتجوال على كافة القطاع.

وكانت اللجنة الشعبية لرفع الحصار غزة، قد أكدت، في بيان سابق، أن "عدد العمال المتعطلين عن العمل في غزة وصل نحو 350 ألفا بسبب الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الجهات الرسمية لمواجهة كورونا، إضافة لإجراءات الاحتلال المتواصلة منذ سنوات طويلة".

يقول المواطن زياد علي (33 عاما) وهو اب لـ 6 أطفال: "أنا اعمل بجمع ركام المنازل من أجل طحنه وتحويله إلى مواد لتعبيد الطرق، ولكن منذ بدء منع التجول يوم الثلاثاء الماضي لن يسمح لي بالخروج للعمل".

وأضاف: "أنا أتقاضى راتبي يوميا، واليوم الذي لا أعمل فيه لا يكون لي راتب، ما يزيد معاناتي في توفير لقمة العيش".

وأشار إلى أن أقاربه وأصدقائه أرسلوا له بعض المساعدات الغذائية، الا أنها بالكاد تسد رمق العيش.

أما المواطن سمير سالم والذي يعمل في احد المطاعم فقال إن المطعم الذي كان يعمل به أغلق منذ فرض نظام منع التجول ولا يوجد له الآن مصدر دخل كما أن ما لديه من مال نفد نظرا لان عمله يومي".

وأضاف سالم والذي يعيل 8 أطفال لـ "قدس برس": "حينما فرض منع التجول لمدة 48 ساعة قلنا ممكن ندبر أمورنا فيها من هنا أو هناك ولكن الآن وبعد مضي 6 أيام من فرض نظام منع التجول فالأمور باتت صعبة جدا".

وفي هذا السياق، كتب وزير الإعلام الفلسطيني الأسبق، يوسف رزقة، مقالا، اليوم الأحد، أشار فيه إلى معاناة قطاع غزة منذ سنوات، من الفقر والبطالة، لاسيما في طبقتي العمال والخريجين"، مشيرا إلى أن "كثير من شرائح المجتمع رزقهم يوم بيوم كما يقولون، أي ليس لديهم مدخرات لحالات الطوارئ، والإغلاقات، ومنع التجوال".

واستعرض رزقة في مقاله بعنوان: "غزة الفقر.. والصبر الجميل" بعض هذه الشرائح مثل العمّال، والباعة المتجولون، وموزعوا المياه، والخردة، وسائقوا التكسي، والصيادين، وصاحب التكتك، وعربة الكارو، وعامل المقهى، والكوفي شوب".

وأضاف: "نحن لا نختلف مع أحد في تشخيص حالة الفقر والبطالة، وحاجة المواطنين للعمل، وللحركة اليومية، بغض النظر عن إحصاء شرائح من رزقهم يوم بيوم، آنفة الذكر، لأن متوسط الدخل ضعيف، وربما بعض الأغنياء يحتاجون إلى العمل اليومي كغيرهم، أو أشد".

وتساءل عن بديل منع التجوال والإغلاق؟! وهل تقوم حكومة في غزة، بتوفير أساسيات ما يحتاجه من كان رزقه يوما بيوم، وهو ليس مسجلا في الشؤون الاجتماعية، ولا يتلقى مساعدة المائة دولار؟.

وأضاف: "هل تملك وزارة التنمية والشئون الاجتماعية توفير مساعدات عاجلة لشريحة اليوم بيوم، وهي شريحة واسعة النطاق في المجتمع"؟

وتابع: "ما من شك أن غزة لا تملك المال لمعالجة حاجة هذه الشريحة التي تخضع الآن لمنع التجوال والإغلاق، كغيرها من أبناء المجتمع الغزي؟".

وقال رزقة: "غزة في امتحان، وعلى المواطنين الأخذ بالصبر الجميل، لحين سيطرة وزارة الصحة على مصادر تصدير المرض الداخلية، والخارجية. والصبر الجميل يحتاج إلى التوكل، ويحتاج إلى عمل الجهات المسئولة بنشاط بلا كلل ولا ملل، ويحتاج من المواطن ترك الاستهتار، ونبذ الإشاعات، والتحلي بواقعية طلباته من الجهات المسئولة".

وتحاول وزارة التمنية الاجتماعية مع المؤسسات الخيرية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين توفير مساعدات غذائية للسكان الذين يخضعون لنظام منع التجول.

وقالت عزيزة الكحلوت المتحدثة باسم وزارة التنمية الاجتماعية في تصريح لها إن الوزارة ستقوم بتفعيل روابط لتسجيل الأسر المتضررة من جائحة كورونا والعمال العاطلين عن العمل عند الانتهاء من فترة الطوارئ والعودة لعمل المؤسسات الحكومية.

وأضافت: "هناك أسر عديدة تتلقى مساعدات يومية يصعب الوصول إليها في هذه الأيام".

وأشارت إلى أن هناك خطة أعلنت عنها وكيل الوزارة للوصول إلى ما يقارب 50 ألف أسرة فقيرة ومحتاجة في قطاع غزة.

وقالت الكحلوت : "يتم العمل حالياً على تسجيل كشوفات للوصول لنحو 15 ألف أسرة لتقديم المساعدات لهم خلال الأيام القادمة.

وأضافت: "هناك تعاون كبير بين العدد من الجمعيات الخيرية ووزارة التنمية الاجتماعية في إغاثة المحجورين وتقديم الخدمات اللازمة لهم".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أعلنت تسجيل 257 منذ بداية الجائحة في آذار/مارس الماضي؛ منها 3 وفيات و72 حالة تعاف.

وقبل اكتشاف هذه الحالات، كانت جميع الإصابات المسجلة بغزة، من العائدين عبر معبري "رفح" مع مصر، و"بيت حانون" مع الاحتلال الإسرائيلي، والذين يتم استضافتهم في مراكز خاصة للحجر الصحي 21 يوما، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

ومنذ مساء الإثنين، فرضت السلطات الحكومية في القطاع، حظرا شاملا للتجوال لمدة يومين ضمن إجراءات مكافحة الفيروس، عقب إعلان اكتشاف إصابات وسط القطاع.

والأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، تمديد حظر التجوال المفروض ضمن إجراءات مكافحة "كورونا" لمدة 72 ساعة.

كما أغلقت أبواب دور العبادة، والمحال التجارية، والمؤسسات الحكومية والتعليمية.

ويعاني قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعا اقتصادية ومعيشية متردية للغاية، جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ ما يزيد عن 14 عاما.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017