الرئيسية / مقالات
زحمة أم أزمة؟! بقلم: رامي مهداوي
تاريخ النشر: السبت 06/09/2014 09:19
زحمة أم أزمة؟! بقلم: رامي مهداوي
زحمة أم أزمة؟! بقلم: رامي مهداوي

 

جميلة وواقعية وتلائم كل الأوقات أغنية الفنان أحمد عدوية "زحمة". زحمة يا دنيا زحمة، زحمة وتاهوا الحبايب.. زحمة ولا عدش رحمة، مولد وصاحبو غايب... آجي من هنا زحمة أروح هنا زحمة هنا أو هنا زحمة.. الساعة اللي تلت وميعادي معاه تمانية... لا من سكّا دي روحت ولا لاقي سكة تانية... كتير كتير الناس وأنا عايز أوصل وأطير.. آجي من هنا زحمة أروح هنا زحمة هنا او هنا زحمة. تلك الأغنية تتناسب بشكل متزايد مع مرور الوقت، بحيث أن زحمة الثمانينات تكاثرت لتلد زحمة وأزمات أكثر من السبعينيات، لنصل الى مشارف عام 2015 والحال كما أنتم تعلمون.
ما هي الزحمة؟ وهل الزحمة تقتصر فقط على عملية السير بالشوارع؟ وما علاقة الزحمة بالأزمة؟ أم أن مصطلحي الزحمة والأزمة يهدفان الى ذات المعنى؟! وهل علاج الأزمة يحتاج الى ذات علاج الزحمة؟! وماذا نقصد بالأزمة أيضاً؟! هل هناك علاقة بين أزمة القيادة وزحمة قلنديا؟ هل هناك علاقة بين زحمة شوارع رام الله وأزمة تراكم "النخبة" بها؟! وهل تأجيل معالجة الأزمات يخلق الزحمة أم العكس هو الصحيح؟!
أتفاجأ بمفاجأة من يتفاجؤون بحدوث الأزمة أو/و الزحمة وكأنه حدث عابر آني، كأن الأزمة غير مولودة من تزاوج التراكم في عدم الحلول أولا بأول وغياب التخطيط الإستراتيجي لتلك الحلول، والمحزن بالموضوع هو تعاطي الكثير منّا مع تلك الأزمات وكأنها أزمات موسمية يتم محاولة علاجها من خلال "ضرب المندل" بواسطة قراءة بعض الآيات القرآنية وبعض العبارات غير المفهومة المبهمة، أو الاستعانة السريعة بالمشعوذين والمنجمين الدوليين، لتنهال علينا الحلول السحرية، ما يزيد الأمور أكثر تخبيصاً فيزداد الطين بلة ويجعل الأمور عبارة عن مستنقع من الوحل.
والأخطر من ذلك، هو استيقاظ المؤسسة المسؤولة عن علاج تلك الأزمات أو/و الزحمة بشكل متكاسل، لتقوم بتبرير هذه الأزمة دون الاشتباك بها لعلاجها؛ فنبرر ما يمكن تبريره ونصنع شماعة في ذهن كل مواطن نعلق عليها كل ما لا يمكن ولا نستطيع علاجه بسبب حالة العقم التي لم تلد معنا وإنما قمنا بتعزيزها من جهة، وحالة التيه الدائرية التي تأقلمنا عليها بكامل إرادتنا العقلية والجسدية. ما يجعل مصالح تلك المؤسسات تدافع عن كينونتها بكامل قوتها التي يجب أن تذهب تلك القوة الى مكان آخر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ فيلد صراع المؤسسات والأفراد وكأننا في غابة تحرق لا نقوم بإطفائها لكي نضمن سلامة الجميع بل نقوم بإشعال ما يمكن إشعاله من حولنا على أمل النجاة!!
وهنا أيضاً نحن كأفراد علينا النظر الى عمق ذاتنا للإجابة على سؤال واحد يحمل بداخله العديد من الأسئلة وهو هل الزحمة ولدت بسبب أزمة وعي لدى المواطن؟! فتلد الأسئلة: ما هو الوعي؟ من يحدد الوعي؟ من يقوم بمقاربة الوعي بما هو قائم من ازدحامات يومية نصطدم بها؟ وهل سبب أزمة الوعي بالأساس هي كثرة الازدحامات التي لم نستطع معرفة كيفية تحديد أولوياتنا حتى نتمكن من عملية العلاج بشكل فعّال!! الوعي المعرفي للمجتمع هو الأساس لعلاج كل أزمة، الوعي بالحقوق والواجبات والأخلاق أيضاً أساس لمحاربة الزحمة.
في بعض اللقاءات بأشكالها المتنوعة، تشارك شخصيات_ بعمر رحمة جدي الله يرحمه_ هم أسباب الأزمة والزحمة وارتفاع أسعار اللحمة، وعندما يبدأ الحديث عن الأزمة تجده كأنه محلل.. كاتب.. ناشط شبابي.. صحافي... ويحملنا المسؤولية الكاملة عن أزمة أوكرانيا.. أزمة الحوثيين في اليمن؛ ويتناسى بأن وجوده حتى هذه اللحظة على كرسيه هي أزمة البرنامج النووي الإيراني، وبصرااااااحة عندما يتحدث مثلاً (س) عن أزمة المصالحة وبدون أي مجاملة يسبب لي أزمة أكثر من أزمة داعش، المشكلة الأكبر بأنه (س) يترعرع على الانقسام، فمن مصلحته أن تحدث زحمة أزمات من أجل استمرار مصالحه. 
عزيزي المواطن/ة علينا النظر ليس فقط الى الأزمة أو الزحمة، كثير من الأحيان علاجهما أزمة بحد ذاتها لأنها تحارب من هم منتفعون من الأزمة، بالتالي المنتفع من الأزمة يجعل الأزمة تلد أزمات حتى نغرق بالأزمات، الأزمة والزحمة وجودهما مصلحة لأقلية وعذاب يومي للأغلبية، في زحمة السيارات هناك من يستفيد من بياع البرّاد والقهوة مروراً الى محطات الوقود والميكانيكي، أيضاً الأزمات السياسية والاقتصادية.... الخ هناك من يتغذى عليهما حتى يستمر وجوده بتعزيز نفوذه واستثماره، بالتالي نحن كمجتمع يتحكم بنا زحمة من الأزمات، العلاج واضح ولا أستطيع التحدث به في هذا المقال حتى لا أخلق أزمة مع أصحاب المصالح، بالتالي تحرم أنت عزيزي القارئ من مقالاتي، لأنهم سيعالجون أزمتهم باحتفائي، وحتى لا تحرم من مقالاتي سأكتفي الى هذا الحد. لأن وجود الأزمة أيضاً مصلحة للإعلام والكاتب... فمثلاً تخيلوا معي لو ما في أزمات وزحمة، دخلكم عن شو راح أكتب؟ عن أزمة توم مع جيري؟! ولا عن أزمة الحرب الباردة بين السنافر وشرشبيل؟!

للتواصل - بريدالكتروني:mehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017