الرئيسية / مقالات
انفجار بيروت: غادر رياضيو التجديف من دون أن يفقدوا الحلم بالأولمبياد
تاريخ النشر: الخميس 10/09/2020 20:17
انفجار بيروت: غادر رياضيو التجديف من دون أن يفقدوا الحلم بالأولمبياد
آثار الانفجار شوهدت من مركز التدريب

كان من الممكن أن يفقد رودريك إبراهيم حياته بسهولة في الرابع من أغسطس/آب الماضي. إذ كان الجندي وهاوي التجديف يخطط للتوجه إلى نادي التجديف المفضل لديه الذي يقع مقابل مرفأ بيروت في الساعة الخامسة والنصف بعد ظهر ذلك اليوم.

لكن حصة دراسة الكتاب المقدس على تطبيق زووم مع صديق له في لندن غيرت الخطة.

وقال رودريك البالغ من العمر 28 عاماً، "بسبب هذا الاجتماع، لم أذهب إلى نادي التجديف. كان من المفترض أن أكون هناك في ذلك الوقت.

بعد حوالي نصف ساعة، حدث انفجار هائل في الميناء، ونشأت سحابة أشبه بفطرٍ في الهواء وموجة تفجير كانت أسرع من الصوت هزت المدينة. قُتل ما يقرب من 200 شخص وأصيب الآلاف جراء ذلك.

وعلى بعد 200 متر من الميناء، تعرض مركز تدريب الاتحاد اللبناني للتجديف للدمار بشكل كامل.


يقو رودريك: "مع الله ، لا شيء مستحيل، مما يعني أنه ستكون هناك دائماً فرصة للنجاة".

"لكن لا يمكنني إخفاء السؤال الذي خطر ببالي من قبل.. ماذا كان سيحدث لي لو كنت في المركز؟".

عادة ما يكون النادي مكتظاً بالأعضاء في هذا الوقت، ولكن نظراً للقيود التي فرضت على الجميع قبل أيام قليلة فقط بسبب فيروس كورونا، كان المبنى خالياً من الناس.

كان رودريك من القلة الذين كانوا يزورون المركز لكونه مدرباً. وعلى الرغم من شعوره بالارتياح لعدم تواجد أي شخص في المبنى لحظة الانفجار، إلا أنه انهار حزناً عندما رأى المبنى مدمراً.

يقول: "كنت أقوم بكل شيء هناك بلا مقابل، كنت أدرب الناس وأصلح المعدات وأي شيء طواعية، كل ذلك لأنني أحبه؛ إنه حياتي".

"عندما وقع الانفجار، بكيت بشدة، كان الأمر في غاية الصعوبة".

تأسس الاتحاد اللبناني للتجديف عام 1968، وعلى الرغم من أنه يعاني من نقص التمويل ويدار من قبل متطوعين فقط، إلا أنه كان مركزاً لنحو 20 مجدفاً نشطاً، بدءاً من الأطفال إلى المحاربين القدماء.

مثل المدينة نفسها، فإن الاتحاد هو موطن لمجدفين من جميع الخلفيات. رودريغز مسيحي وزميله أكرم مسلم شيعي. يحافظ العديد من المجدفين السنة والشيعة والمسيحيين في النادي على روابط وثيقة خارج النادي أيضاً، ويحضرون حفلات زفاف بعضهم البعض، على سبيل المثال.

يقول رودريك : "نحن عائلة واحدة".

يتذكر الضابط حسن رستم ، الذي يترأس الاتحاد منذ عام 1998، لحظة وقوع الانفجار، ويقول: "كنت جالساً في المنزل مع عائلتي ، وفجأة بدا وكأن زلزالاً ضرب منزلي. لا أستطيع حتى وصف الصوت والإحساس الذي انتابنا في تلك اللحظة".

سارعنا لمشاهدة الأخبار لمعرفة ما حدث، وعلمت بالانفجار في مرفأ بيروت. غادرت مباشرة إلى مركز تدريبنا.

"لن أنسى أبداً ما رأيته في ذلك اليوم وأنا في طريقي إلى مركز التدريب، لقد كان بالفعل كابوساً. الحمد لله ،لم يكن أحد يتدرب في ذلك الوقت بسبب قيود كوفيد 19. تمر مركز تدريب التجديف بالكامل"
كان نادي التجديف شيئاً ثابتاً في حياة فرح الجارودي منذ أن كانت في العاشرة من عمرها. حصلت على أربع ميداليات ذهبية في البطولة الوطنية اللبنانية بين عامي 2003 و 2013 ، لكنها الآن فقط تجدف عندما يكون لديها وقت فراغ من وظيفتها كمهندسة تصميم داخلي.

وقضت أسعد أيامها وهي تجدف صعوداً وهبوطاً على امتداد 2 كم أمام الميناء. إنها تشبّه الحركة جيئة وذهابا بالتأمل وتقول: "أشعر وكأنني أطير مع الماء. إنه مريح للغاية".

في فترات الراحة من التدريب، كانت هي وهبة، شريكتها في التجديف، تستقلان القارب وتلحقان بالمجموعة. في بعض الأحيان كانتا تشغلان الموسيقى وتغنيان مع صوت المطربة اللبنانية فيروز عند غروب الشمس.

ونظراً لوجودهم في المياه المفتوحة، يحظى المجدفون في بيروت بحياة طبيعية أكثر من غيرهم.

تضحك فرح وتقول: "أحياناً تأتي الدلافين إلى الميناء إذا فقدت مسارها، لدينا سلحفاة بحرية معمرة، تخرج إلى سطح البحر أحياناً فنسعد بذلك كثيراً".

"وبمجرد أن نصل إلى مسافة 2 كم في النهاية، نكون قريبين من المياه المفتوحة. ستجد هناك الكثير من طيور النورس... إنه منظر رائع".

وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون المياه خطرة، ويجب على المجدفين أن يراقبوا السفن التي تدخل الميناء باستمرار.

bbc
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017