أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة فايز السراج استعداداه لتسليم السلطة قبل نهاية تشرين الأول/أكتوبر2020، داعياً لجنة الحوار السياسي إلى الانتهاء سريعاً من إعادة تشكيل السلطة التنفيذية.
قال السراج في خطاب مقتضب في طرابلس "أعلن للجميع رغبتي الصادقة في تسليم مهامي للسلطة التنفيذية القادمة في أجل أقصاه نهاية أكتوبر المقبل". ودعا لجنة الحوار المنوط بها تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة إلى "اختيار مجلس رئاسي جديد وتكليف رئيس حكومة يتسلم السلطة بشكل سلمي".
رحب السراج " بما صدر من توصيات مبدئية مبشّرة أفضت الى الاتجاه إلى مرحلة تمهيدية جديدة لتوحيد المؤسسات والتمهيد للانتخابات، بالرغم من قناعتي بأنّ الانتخابات المباشرة هي أقصر الطرق إلى حلّ شامل. لكن سأدعم أي تفاهمات غير ذلك".
بموجب المحادثات الليبية التي استضافها المغرب في 2015، توصّل خلالها طرفا النزاع إلى اتّفاق سياسي تشكّلت بموجبه حكومة الوفاق. ولفت السراج إلى أن "المناخ السياسي والاجتماعي كان يعيش حالة استقطاب واصطفاف حادّين جعلت كل المحاولات السلمية التي نحقن بها دماءنا شاقّة وغاية في الصعوبة، ولا تزال بعض الأطراف المتعنّتة تعمّق هذا الاصطفاف وتراهن على خيار الحرب في تحقيق أهدافها غير المشروعة".
تفاقمت الأزمة الليبية العام الماضي بعدما شنّ المشير خليفة حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق.
ويحظى حفتر بدعم مصر والإمارات وروسيا، في حين تحظى حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج وتعترف بها الأمم المتحدة بدعم تركيا.
مؤخّراً سيطرت قوات حكومة الوفاق مدعومة من تركيا على الغرب الليبي إثر معارك استمرت لأكثر من عام وانتهت مطلع حزيران/يونيو بانسحاب قوات حفتر من محيط طرابلس وسائر المناطق التي كان يسيطر عليها في غرب البلاد وشمال غربها.
توقفت المعارك في محيط مدينة سرت الاستراتيجية التي تعدّ بوابة حقول النفط وموانئ التصدير في الشرق الليبي.
في 22 آب/أغسطس أعلن طرفا النزاع في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء البلاد، ورحّبت الأمم المتحدة يومها بـ"التوافق الهام" بين الطرفين.
مونت كارلو الدولية