اعتبر المرشد الإيراني الأعلى على خامنئي الإثنين 09/21 أن حرب الأعوام الثمانية بين إيران والعراق أظهرت تصميم الجمهورية الإسلامية على "الدفاع عن نفسها" ضد أعدائها، دون التطرق مباشرة الى الظروف الراهنة.
وأتى موقف المرشد في كلمة عبر الاتصال المرئي إحياء لبداية "أسبوع الدفاع المقدس"، في إشارة لذكرى اندلاع الحرب الإيرانية-العراقية التي امتدت بين العامين 1980 و1988. وتحيي إيران الاثنين بحسب التقويم الفارسي، ذكرى اجتياح قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين أراضيها في 22 أيلول/سبتمبر 1980، ما أطلق حربا حصدت أرواح مئات الآلاف من الجانبين.
وقال خامنئي في كلمته التي بثتها قنوات التلفزة "خلال ثمانية أعوام، وظّفوا كل قواهم لكن في نهاية المطاف لم يحققوا شيئا. هل يمكن تخيل انتصار أكبر من هذا؟ الأمة الإيرانية حققت انتصارا باهرا". وشدد على أن "الدفاع المقدس أظهر أن العدوان على هذا البلد مكلف، وهذا ما يمنح البلد (إيران) الأمان".
وتابع في كلمته خلال مراسم تكريم "مليون شخص من الشهداء والمقاتلين القدامى"، "عندما تظهر أمة أن لديها ما يكفي من القوة والتصميم للدفاع عن نفسها، وأنها تتصرف بطريقة مدمرة للمعتدي، تدفع هذا المعتدي الى التفكير".
ووضعت الحرب أوزارها في صيف 1988، مع موافقة مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني على قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 598، المطالب بوقف فوري للأعمال القتالية، وذلك بعد نحو عام من التصويت عليه.
واعتبر المرشد الأعلى ان الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين كان "أداة" للدول التي دعمته خلال الحرب، لا سيما الغربية منها وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تعتبرها إيران بمثابة "الشيطان الأكبر".
وتأتي الذكرى غداة إعلان واشنطن أن عقوبات الأمم المتحدة التي رفعت بموجب الاتفاق النووي الإيراني في العام 2015، دخلت مجددا حيز التنفيذ، محذرة من "عواقب" على الدول غير الملتزمة بها.
لكن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات واسعة لا سيما من روسيا والدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، والتي رأت أن الخطوة الأميركية لا تستند لأساس قانوني، لا سيما أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران. من جهتها، رأت طهران أن الخطوة الأميركية ورد الفعل عليها، يضعان واشنطن في خانة العزلة والخسارة.
ولم تنظم إيران هذا العام العرض العسكري التقليدي الذي كان يقام في ذكرى اندلاع الحرب، وذلك نظرا للإجراءات الوقائية المتخذة في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد. وتطرق خامنئي الى واقع كوفيد-19 في إيران، وهي أكثر دول الشرق الأوسط تأثرا بالجائحة منذ تسجيل أولى الوفيات بسببها في شباط/فبراير. ورأى المرشد الأعلى أن "البعض لا يتمتعون بتقييم جيد للمشكلة".
وأضاف "لنفترض ان طائرة على متنها 300 شخص تتحطم كل يومين ويموت كل من فيها! هل هذا أمر صغير؟"، وذلك نظرا إلى أن عدد الوفيات المسجّلة بكوفيد-19 يوميا يبلغ حوالى 150 شخصا. وسجلت إيران وفاة أكثر من 24 ألف شخص بسبب الفيروس، وأكثر من 425 ألف إصابة، بحسب الأرقام الرسمية. ووفق المسؤولين الصحيين، شهدت حالات الوفاة والإصابة تزايدا منذ مطلع أيلول/سبتمبر، بعدما سجلت تراجعا كان الأكبر منذ أسابيع طويلة.
مونت كارلو الدويلة