حيث كان تحنيط الطيور لدى قدماء المصريين ودفنها في المقابر، لغزا يحير العلماء، قبل أن يتمكن علماء من مدينة ليون الفرنسية من حل هذا اللغز.
ونشر العلماء نتائج دراستهم في مجلة "سيانتيفيك ريبورتس" مشيرين إلى وجود ملايين الطيور المحنطة في مقابر قدماء المصريين، مثل أبو منجل وغيره من الطيور الجارحة والتي يعتقدوا أنها كانت تقدم كقرابين للآلهة مثل حورس ورع.
وقال الباحث الجيولوجي رومان أميوت إن المصري القديم كان يحرص على تربية أنواع مختلفة من الطيور والحيوانات، موضحا أن الطيور المحنطة محل الدراسة، كان يتم تقديمها كقرابين مصحوبة بصلوات وطلبات موجهة للآلهة، وفقا لإذاعة "فرانس انفو" الفرنسية.
ولكشف لغز الطيور المحنطة، تعامل العلماء مع الطيور المصرية المحنطة الموجودة في متحف "كونفليونس" بمدينة ليون بكل حذر شديد، نظرا لأنها ذات طابع ثمين.
وبعد فحص نحو 20 من الطيور المحنطة وإجراء تحليلات جيوكيميائية على كثير من الأنواع بينها أبو منجل والمجموعات الجارحة الموجودة في المتحف، كشفت عينات العظام والريش عن أنها كانت "طيور برية" مهاجرة.
وتوصل العلماء إلى هذا الكشف بعد الحصول على نتائج تحليل النظام الغذائي للطيور المحنطة، وكذلك المومياوات الأخري الموجودة في نفس التوابيت.
وحسب الدراسة، فإن الطيور كانت تتعرض لعمليات صيد جماعي، ومن المحتمل أن يكون هذا الأمر قد مارس ضغطا بيئيا كبيرا على الطيور البرية قبل فترة طويلة من الانخفاض الملحوظ في أعدادها اليوم.
وبمجرد انتهاء مراحل البحث العلمي، يعتزم المسؤولون إقامة معرض جديد في متحف ليون حول علم المصريات، حيث يضم بالفعل ما يقرب من 5 آلاف قطعة أثرية اكتشفت خلال أعمال التنقيب في عام 1910 و1911.
وعلى مر الزمان، قدس المصريون القدماء الطيور التي ظهرت على جدران المعابد والمقابر، فضلا عن دلالتها الدينية، لكن حتى نشر الدراسة، لم يكن معروفا ما إذا كانت طيورا برية، أم تم تربيتها خصيصا لتقديمها كقرابين للآلهة مثل الحيوانات الأخرى التي عثر عليها بجوار المومياوات المحنطة.