يبهرك الحجاج الماليزيون بأخلاقهم العالية وانضباطهم التام أثناء أداء مناسك الحج زيادة على لطفهم وابتسامتهم التي تكون أداة التواصل مع الحجاج الآخرين الذين لا يفهمون لغتهم كما أنك لا تراهم في المراكز التجارية فهم يخصصون أكثر أوقاتهم للعبادة.
نشأت عادة في ماليزيا ودول شرق آسيا كإندونيسيا وغيرها لتدريب الحجاج على أداء المناسك قبل سفرهم للأرضي المقدسة فالحج لديهم أولويته الخاصة ، فمن خلال مؤسسة الادخار للحج تدعى (تابونج حج) كإحدى المؤسسات شبه الحكومية، والتي بدأت عملها عام 1963 بإدارة حسابات توفيرية تتبع تعاليم الشريعة الإسلامية لمساعدة الماليزيين في استكمال الفرائض الخمس، فهي مزيج عملي بين الدين والحياة يجمع بين النشاط الاقتصادي الإسلامي. وتعد الشركة التابعة لتابونج حاج من أنجح الشركات التي تعمل في مجال الحج والعمرة في العالم الإسلامي وقد فازت بالمركز الثاني على مستوى العالم في خدمة الحجاج، كما بلغت إجمالي الموارد المالية للمؤسسة 41 مليار رنجيت (13.6 مليار دولار امريكي) وبذلك يجعلها ذلك أكبر مؤسسة ماليزية لإدارة الاعتمادات المالية بطريقة إسلامية.
قبل خمسين عاما تقريباً، لم تكن هناك مؤسسة تشرف على خدمة الحجيج، وكان الماليزيون البسطاء يجتهدون في تحقيق حلم زيارة بيت الله الحرام، وتهوى قلوبهم، وتتوق أنفسهم إلى لحظات التلبية والسعي ورمي الجمار والشرب من ماء البئر المباركة زمزم. وكانوا يبيعون ثرواتهم ويرهنون ممتلكاتهم وجواهرهم من أجل تلبية النداء. ثم يعودون للسداد فمنهم من يعجز فيفقد ما يملك، ومن هنا جاءت فكرة مؤسسة الادخار للحج بهدف تيسير أمور الحج والعمل على استقرار أوضاع الحج المالية لا سيما بعد عودتهم من رحلة الحج المباركة. إضافة إلى ذلك فإن المؤسسة تعمل على استثمار الفرص التجارية المناسبة لاستثمار أموال المسلمين في الأنشطة التي تتوافق مع الشريعة السمحاء. ومن هنا يتوجب على الباحثين المهتمين بتناول هذه التجربة بشكل اكثر وضوحا وتعميها في بلادانهم
من الزميل الدكتور حافظ ابو عياش