قالت السعودية إنها تعتزم خفض الإنفاق بنسبة 7.5% في موازنة العام المقبل، التي يبلغ حجم الإنفاق فيها 990 مليار ريال (264 مليار دولار).
ومن المتوقع أن ينخفض الإنفاق إلى 955 مليار ريال في 2022، وإلى 941 مليار ريال في 2023.
يأتي تقلص الإنفاق في وقت يواجه فيه أكبر بلد مُصدّر للنفط في العالم انكماشا اقتصاديا جراء جائحة فيروس كورونا، وتدني أسعار الخام، وتخفيضات إنتاج النفط، ويعقب ذلك انخفاض كبير في الإيرادات هذا العام.
ونقلت وكالة رويترز -عن وثيقة أولية للموازنة- أن وزارة المالية تتوقع أن يبلغ العجز المالي للعام الجاري نحو 80 مليار دولار.
وأشارت إلى أن العجز المتوقع للعام المقبل سينخفض إلى نحو 38 مليار دولار، وذكرت أن الدين العام سيرتفع إلى نحو 228 مليار دولار خلال العام الجاري، وإلى نحو 251 مليار دولار عام 2021.
كما توقعت الوزارة انكماش اقتصاد المملكة هذا العام بنسبة 3.8%، وهو تقدير أكثر تفاؤلا مقارنة مع توقعات صندوق النقد الدولي لانكماش نسبته 6.8%.
المصدر: الجزيرة.نت
ومن المتوقع عودة الاقتصاد إلى النمو في 2021، ليحقق نموا قدره 3.2%، مدعوما بعوامل مثل التحسن المستمر في احتواء الجائحة.
وكانت بيانات رسمية أظهرت أمس الأربعاء أن الاقتصاد السعودي انكمش 7% في الربع الثاني، في مؤشر على مدى عمق تداعيات فيروس كورونا المستجد على القطاعين النفطي وغير النفطي.
وارتفع الدين العام السعودي إلى نحو 181 مليار دولار بنهاية 2019، ويمثل 24% من الناتج المحلي، في حين كان من المتوقع ارتفاعه إلى 201 مليار دولار في 2020 (26% من الناتج المحلي) قبل ظهور الفيروس.
وتضررت إيرادات الميزانية السعودية جراء تراجع أسعار النفط (مصدر الدخل الرئيسي للبلاد) مما استدعى خفضا جزئيا في بعض بنود موازنتها، بقيمة 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار).
وكانت السعودية أعلنت موازنة 2020 بإنفاق 272 مليار دولار، مقابل إيرادات بـ222 مليار دولار، متوقعة عجزا قيمته 50 مليار دولار، حسب ما أوردته وكالة الأناضول.
وتنظر اقتصادات دول الخليج العربي بأهمية كبيرة لأبرز أرقام موازنة السعودية، أكبر اقتصاد عربي وخليجي.
كان وزير المالية السعودي محمد الجدعان توقع ارتفاع حجم الاقتراض هذا العام إلى 220 مليار ريال (59 مليار دولار)، في حين كان المخطط له 120 مليار ريال (32 مليار دولار) قبل كورونا.
وقال جيسون توفي، كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس "إن توقع تراجع الإنفاق بدرجة أكبر في الأعوام القليلة القادمة يعني أنه رغم تصريحات صناع السياسات في الآونة الأخيرة بأنهم يدرسون شتى الإجراءات لتعزيز التعافي الاقتصادي؛ فمن المستبعد أن يشمل ذلك التراجع عن التقشف المالي الذي بدأ حديثا".
وقال مدير الأبحاث في الراجحي المالية مازن السديري إن على الحكومة تسخير أدوات أخرى لتدعيم الاقتصاد، "ومن المرجح أن يتعاظم دور صندوق الاستثمارات العامة في تدعيم الاقتصاد المحلي".