قد لا يتمكن المرء من التمييز بين موديلات الساعة الذكية آبل ووتش السابقة بسهولة؛ إلا أن هذا الوضع يختلف مع إطلاق شركة آبل "ساعتها الذكية الفئة 6" (Watch Series 6) الجديدة؛ حيث يمكن التفريق في ثوان معدودة بين طراز فئة 6 والطراز السابق فئة 5.
وعند إلقاء نظرة فاحصة على الطرازين تظهر بعض الاختلافات، حيث أكدت شركة آبل أن الساعة الذكية "آبل ووتش 6" تمتاز بشاشة أكثر سطوعا في الوضع غير النشط بمقدار مرتين ونصف مقارنة بموديل العام السابق، ويمكن ملاحظة ذلك في الحياة اليومية.
قياس تشبع الأكسجين
وعند خلع الساعة الذكية الجديدة من المعصم يظهر على الجانب الخلفي للساعة أحد الفروق الأخرى، الذي يتمثل في المستشعرات الجديدة و4 مجموعات "ليد" (LED)، حيث تتيح الساعة الذكية "آبل ووتش 6" إمكانية قياس نسبة خلايا الدم الحمراء، التي تنقل الأكسجين في الدم، وبالتالي يمكن قياس "تشبع الأكسجين" في الدم المعروف بـ(SpO2).
وتوضح هذه القيمة مدى جودة إمداد الجسم بالأكسجين، علاوة على أنها تؤدي دورا هاما في حالات الإصابة بأمراض الرئة المزمنة أو الربو أو متلازمة توقف التنفس أثناء النوم، وكذلك في حالة الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الرئة، كما يحرص الرياضيون على مراقبة هذه القيمة لمتابعة القيم الحيوية أثناء التدريب.
وتقوم أجهزة قياس التأكسج النبضي التقليدية باحتساب قيمة "إس بي أو 2" (SpO2) عن طريق طرف الإصبع أو شحمة الأذن، بينما يتم قياس النبض بواسطة الساعة الذكية آبل الجديدة والساعات الذكية الأخرى من الشركات المنتجة عن طريق المعصم؛ حيث تضيء مجموعة ليد الجلد، وتقوم المستشعرات بتسجيل لون الدم، وتحديد قيمة "إس بي أو 2".
وتعتمد هذه الطريقة على حقيقة أن الدم يظهر بألوان مختلفة حسب حالته؛ حيث يظهر الهيموغلوبين المشبع بالأكسجين باللون الأحمر الفاتح، ويمتص الضوء الأحمر بشكل أساسي، ويظهر الهيموغلوبين غير المشبع باللون الأحمر الداكن المائل للأزرق، ويمتص الضوء في نطاق الأشعة تحت الحمراء بشكل أساسي، وفي الاختبار العملي أظهرت ساعة "آبل ووتش 6" قيما متطابقة تقريبا لجهاز قياس التأكسج النبضي المتخصص على طرف الإصبع.
وأوضح الأطباء أن ظهور القيم بين 93% و100% يشير إلى أن الأمور على ما يرام، وفي حالة ظهور قيم منخفضة باستمرار، فعندئذ ينبغي استشارة الطبيب، وتروج الشركة الأميركية للوظيفة الجديدة باعتبارها ميزة خالصة للياقة البدنية والعافية فقط، ولا يجوز الاعتماد عليها لتقييم الحالة الصحية؛ لأن ذلك يعني أن الساعة الذكية ستخضع لقواعد قانونية أكثر صرامة إذا ما أعلنت شركة آبل أن ساعتها الذكية تعد جهازا طبيا.
وعلى العكس من مخطط كهربية القلب أحادي القناة، الذي أطلقته شركة آبل في ساعتها الذكية "آبل ووتش 4″، فإن المستخدم لا يضطر لتشغيل التطبيق الخاص به عند قياس الأكسجين في الدم؛ ولكن يتم تسجيل القيم في الخلفية، مثلا أثناء الليل لتحليل جودة النوم.
ومن ضمن الوظائف الجديدة في الساعة الذكية "آبل ووتش 6" وجود مقياس ارتفاع جديد يعمل باستمرار في الخلفية في وضع التشغيل العادي، كما أنه يعمل بصورة أكثر دقة من الموديلات القديمة، ومن خلال مقياس الارتفاع الجديد يمكن لمتسلقي الجبال أو راكبي الدراجات التخطيط لتدريباتهم بصورة أفضل، بالإضافة إلى قياس النشاط اليومي عند صعود الدرج بشكل أفضل.
تحسين المعالج الرئيسي
وأعلنت شركة آبل أنها قامت بتحسين المعالج الرئيسي لساعة "آبل ووتش 6″، حيث إنه يعمل بصورة أسرع بنسبة 20%؛ لكن لا يمكن ملاحظة فرق الأداء خلال الحياة اليومية مقارنة بالطراز 5، ويستجيب المساعد الصوتي لآبل "سيري" (Siri) بشكل أسرع، كما يمتاز المعالج الجديد بأنه أكثر كفاءة في استخدام الطاقة الكهربائية؛ إلا أنه لا يمكن ملاحظة ذلك في الحياة اليومية.
ومن المتوقع استعمال معالج جديد خلال عام أو عامين عندما يتم تثبيت نظام التشغيل "ووتش أو إس 9" أو الإصدار "ووتش أو إس 10".
وتأتي ساعة آبل ووتش الفئة 6 في جسم مصنوع من الألومنيوم قياس 40 ملم و44 ملم، وتتوفر بسعر يبدأ من 399 دولارا أميركيا.