رامي مهداوي
2020-10-10
دخلت القضية الفلسطينية المنعطف قبل الأخير من تصفيتها ضمن الرؤية الصهيونية، ومع ذلك فنجد إننا نعيش حالة ضبابية معقدة وشائكة، تخبط وسوء أداء بكافة المستويات، مرحلة غير محددة المعالم في ظل غياب كامل للنظام السياسي الفلسطيني وفلتان أمني وأحوال معيشية لا يعلم بها إلا الله، وتناحر فصائلي حتى ولو عاشوا شهر عسل يناقشون مصالحتهم.
دولياً الجميع يعلم بأن هناك سياسة القطب الواحد المنحاز بشكل كامل لدولة الاحتلال، أما أوروبا فهي الخجولة الصامتة بأفضل أحوالها، وعربياً فالعرب متصارعون فيما بينهم راكضون لمصالحهم، متفقون على اعتبار الساحة الفلسطينية ساحة نفوذ أخرى تتحكم فيها مصالح جميع الأطراف إلا الطرف الفلسطيني!!
الحالة الفلسطينية يمكن تلخيصها بكلمات قليلة: مشروع وطني فلسطيني محاط بحقل ألغام يهدد وجودنا كشعب له قضية عادلة، أصبحنا شعباً فقد توازنه وحرم وطنه من طاقاته وإبداعاته الى أن أصبحنا شعباً كاملاً يسأل: ما العمل؟؟
بدون شعارات وطخ بالهواء، كان هم الفلسطيني مرتبطاً بقضايا تحررية من عودة اللاجئين والقدس واستقلال وتنمية، أما الآن فأصبحنا نبحث عن الخلاص اليومي من خلال لقمة العيش المُغمسة بالدم والفوضى واقتتال الأخوة.
ليعترف من أراد أن يتصالح بأن أحداث الخميس الأسود 14-6-2007 الذي قادته حركة «حماس» بشكل دموي في قطاع غزة شكل المفصل الأكثر خطورة في تاريخ قضيتنا، دفعنا ثمنه ليس فقط دماء شهداء وإنما جعلنا القضية الفلسطينية في مهاوي أنياب الاحتلال وانكشاف الساحة الفلسطينية بشكل لم يسبق له مثيل أمام الصراعات والمصالح العربية والإقليمية والدولية.
نحن لسنا مركز الكون، ولا نمتلك قوة سوى قوة الحق والمنطق، لهذا علينا أن ندرك أهمية العمل السياسي على الساحة الدولية التي نخسرها بشكل يومي؛ لا سيما بأن الرئيس الأميركي الحالي قاد المنطقة العربية الى مرحلة جديدة بعكس ما كنا نتوقعه، لهذا علينا أن نكون مع أنفسنا أولاً وأخيراً وحذرين أيضاً في كيفية التعامل مع الأشقاء العرب وأن لا نزيد خسارتنا بخسائر متدحرجة ككرة الثلج.
إذا علينا أيضاً أن نستنهض علاقتنا مع كافة القوى الدولية من خلال وضع خطط وسياسات بتطوير سياستنا على قاعدة المصالح حتى لو كُنا ضعفاء، فالضعيف هو من يستطيع المراوغة في زمن العولمة لكن علينا دراسة الخطوات من خلال بذل كافة الجهود مع من تبقى معنا في كافة الساحات والأروقة، وبالأخص مع الدول الفاعلة من خلال بناء الجسور مع كافة الأحزاب والحركات والمؤسسات والشخصيات العالمية، وهذا ما تحدثت به في مقالات سابقة بأهمية العمل الآن على صعيد الدبلوماسية العامة.