الرئيسية / مقالات
هل سيقول العالم لفيروس كورونا " شكرا "
تاريخ النشر: الأربعاء 21/10/2020 05:21
هل سيقول العالم لفيروس كورونا " شكرا "
هل سيقول العالم لفيروس كورونا " شكرا "

عائشة عبدربه
لقد أحدث فايروس كورونا الكثير من الارتباك والقلق في كافة مجالات الحياة ، وجلب خسائر فادحة في كافة المستويات وعلى رأسها الاقتصاد ، بل أن العالم أصبح يرى المستقبل بشكل مظلم أكثر من أي وقت مضى . ولكن علينا أن نعترف أن هذا الفايروس له تداعيات وآثار ايجابية عميقة على الأفراد والمجتمعات أيضا ، لامست هذه التداعيات جوانب حياتنا كافة وانعكس تأثيرها على سياسات وإجراءات مؤسسية وفردية في كافة المستويات.
لقد كانت فترة الحجر الصحي بمثابة استراحة محارب لكل منا ؛ فقد أتاح هذا الحجر الفرصة للم شمل العائلات وأصبح التواصل بين أفراد العائلة الواحدة أكثر قربا من ذي قبل ، كما أتاح لنا فسحة من الوقت للممارسة هوايات كانت على وشك الاندثار ، واكتساب مهارات جديدة كانت على قائمة الانتظار .
لقد اصبحنا أكثر اهتماما بالنظافة ، وأكثر تفهما لأهمية التباعد الاجتماعي الايجابي المعنى ، بل اصبحت الأسر والأفراد أكثر وعيا بالأمور الصحية ، وأصبح كل منا طبيب على مواقع التواصل الاجتماعي وبين أصدقاءه وأقاربه ، مما انعكس بشكل ملفت على مستوى الوعي الصحي لدينا كأفراد وجماعات ، بل ساهم هذا الفايروس ايضا بتصحيح كثير من سلوكياتنا العشوائية التي لم نكن نلقي لها بالا في السابق ، وتغيرت معه وتيرة حياتنا اليومية بشكل كبير ، ومعها تغيرت سلوكاتنا وعاداتنا الاجتماعية ، فلا مواعيد مزدحمة ولا واجبات اجتماعية مرهقة ولا توتر وضغط نفسي على مدار الساعة ، بل اصبح لدينا الكثير من الوقت للتمتع بطبخة شهية ، وموهبة دفينه لم يتح الوقت لاكتشافها ، وساعات أكثر للنوم . أما على المستوى المؤسساتي ، فقد كشفت هذه الجائحة عن جوانب الضعف في امكاناتنا وبنانا التحتية ، وسلطت الضوء بشكل أكبر على مجتمعاتنا المحلية واقتصادنا المحلي الذي بدأ يتنفس واهتماماتنا الخاصة محليا .
وفي النهاية و مع رجوعنا التدريجي لممارسة نشاطاتنا اليومية ، علينا أن ندرك أن هذه المرحلة أصبحت جزء لا يتجزأ منا ، وعلينا أن نتمسك بمكتسباتنا التي حصلنا عليها خلال مرورنا بهذه الجائحة ، بل ونعمل على تطويره
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017