الشذوذ الجنسي بين المرض والضلال
كتبت: نادين صعابنة
المثلية الجنسية، الشذوذ الجنسي، السُحاق، اللواط...
أسماء متعددة تُطلق على الفعل نفسه، وهو الانجذاب العاطفي سواء من الأنثى أو الذكر لشخص من نفس جنسه.
وكلمة شذوذ تعني اختلاف الشيء، أو خروجه عن الحالة الطبيعية.
اعتادت بعض المجتمعات على نبذ المثلين باختلاف طبيعتهم، ويتم توارث هذه النظرة بين الأبناء تباعًا، وقلة قليلة منهم من يتطرق للقراءة في حقيقة الشذوذ الجنسي.
حيثُ أثبتت الكثير من الدراسات العلمية والنفسية أن المثلية قد تكون مُكتسبة من البيئة التي ينشأ فيها الطفل، أو القدوة الأولى له "وفي حال تعرض الطفل للاغتصاب من شخص مطابق لجنسه عدة مرات دون أن يتجرأ على البوح، فإنه يتحول تدريجيًا لشاذ لا يستطيع تَقّبُل العلاقة الطبيعية".
أما عن الحالة الأخرى فهي التي يتم تحديدها وراثيًا، حيثُ يقوم العامل الوراثي بتحديد "ثُلث" الميول الجنسي لدى الإنسان، إما أن تكون ميول طبيعية، أو يُخلق بميول شاذة.
موقف الإسلام من الشذوذ الجنسي:
وبالتطرق لموقف الإسلام من المثلية، فإنه اعتبر ممارسة الشذوذ فاحشة وفعل مُحرم يُحاسب فاعله ومشجعه، أما الذين يحاولون جاهدًا التغير من أنفسهم وعدم الوقوع في الفاحشة يتوجب على جميع أفراد المجتمع دعمهم والوقوف بجوارهم للتخلص من هذه الإصابة لعدم الوقوع في الهلاك.
لذا تُعتبر دراسة هذه المواضيع غايةً في الأهمية للتفريق بين الضلال والحق، بين الفئات التي يجب مساندتها والأخرى التي يجب نبذها.
ولا يصح معاملة الطرفين معاملة واحدة، وذلك لكسب الذين يحاولون جاهدًا المحافظة على الطريق الصحيح، والابتعاد عن المهلكات.
أما عن الذين يجاهرون بمعصيتهم ويبيحون فعلتهم تحت شعار الحرية الجسدية فأولئك أقر الإسلام بضلالهم و وحرمة أفعالهم، ووصف الداعمين لهم على أنهم شرار الخلق.
ولكن لماذا يتوجب علينا دراسة هذه الموضوعات؟
حتى يسهل علينا فهم وتفهم مثل هذه الأمراض، وكيفية علاجها والإدراك في حال حدوث التغيرات الهرمونية والحركية لدى الأطفال في مراحل البناء الجسدي والعقلي، ولعدم الخلط بين الفئتين ومراعاة أولئك الذين يرفضون مرضهم ويحاولون جاهدًا للتغلب عليه.
أثبتت الدراسات العلمية والنفسية أن العلاج يكون عن طريق تقّبل المريض لفكرة مرضه ورفضه له، وقناعته بضرورة علاجه، والتوجه لطبيب نفسي بِرضا وقناعة، حيث تعتبر هذه الخطوة أهم خطوات العلاج.
بالإضافة لأهمية الدعم النفسي والاجتماعي الذي يجب أن يتلقاه المريض من قِبَل المحيطين به، ولذلك حتى لا يتعرض لضغط نفسي يؤدي إلى خلق التمرد لإثبات وجوده، والانحياز للفئات الضالة التي تُرحب به وتحثه على ارتكاب الفاحشة وسلك الطريق الخاطئ، ويجد بداخلها تقبل لطبيعته دون محاولة للإنقاص من شأنه.