الرئيسية / مقالات
«مين راح يسد محله أو محلها؟!»
تاريخ النشر: السبت 12/12/2020 11:20
«مين راح يسد محله أو محلها؟!»
«مين راح يسد محله أو محلها؟!»

رامي مهداوي
2020-12-12
تشهد الساحة السياسية الفلسطينية رحيل بعض اللاعبين السياسيين المُهمين والمُهيمنين على المشهد السياسي خلال العقود الماضية لأسباب مختلفة منها: الموت وهو سُنة الحياة، والاستقالة وهي نادرة الحدوث في العقلية العربية والفلسطينية بالتحديد.
بالتأكيد، الموت والاستقالة هما خسارة تقع على صاحبها أولاً وأخيراً وعلى من هم حولهم، وبالتأكيد، خسارة الميت لا تعوض لعائلته ومحبيه، أما الاستقالة فهي فعل سياسي للتعبير عن رفض فعل أو/و قرار، على أي حال ما اسمعه في العديد من الأوساط عند حدوث الموت والاستقالة للشخصيات السياسية بالتحديد عبارة «مين راح يسد محله أو محلها؟!».
بالتالي أصبح الشارع الفلسطيني باللاوعي لا يشاهد سوى شخصيات محددة لها مواقع محددة، ويرفض استقبال شخصيات جديدة لتلك الأماكن، لهذا أصبحنا جزءا من تكلس أدوات التغيير بسبب خوفنا من النتائج ربما!! أو خوفنا على مصالحنا التي أصبحت مرتبطة بهؤلاء الأشخاص المُتمترسين في مواقعهم ربما، والأخطر بأننا فقدنا الثقة بأنفسنا وباستطاعة الرحم الفلسطيني أن يلد العديد من القيادات في مختلف المجالات وليس فقط السياسية.
هي الحياة، علمتنا الدرس القائل، «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك» فتلك حقيقة، يجب أن تكون شعاراً لكل مسؤول في قلبه ووجدانه ومكتبه وممارسته، فليس فينا أحد مخلدا! والمحزن في حالتنا الفلسطينية أن العديد من المواقع مبنية على شخص وليس على المؤسسة إن وجدت بشكل فعلي ومهني ومؤسساتي، وهذا ما نجده مع الكثير من القيادات الحالية بمختلف أطيافها وكأنهم متعددو المهارات وأن لا أحد غيرهم يمتلك مثل هذه المتطلبات.
ما يحدث، اليوم، من عدم اكتراث وإهمال ومحسوبية وتواكل وعدم فهم معنى المسؤولية احدث شرخا في المجتمع وأصبح هم كل من تولى وسيتولى المسؤولية لا شيء غير الحفاظ على ذاته أولاً، دون الاكتراث بإنشاء جيل وأجيال متتابعة حتى تحمل الراية وتتابع المسيرة، ما أدى إلى ضعف العديد من المؤسسات الحزبية والمدنية والحكومية.
الكثير من المواقع ستكون شاغرة في الفترة القادمة لأسباب مختلفة وليس فقط بسبب الموت والاستقالة، وإنما بسبب النزاعات على المواقع.
بالتالي ما يجب فعله هو ضخ دماء شابة جديدة في مختلف المواقع دون التقليل من كفاءة شبابنا وشاباتنا بمقدرتهم بتولي زمام الأمور، فيجب ألا ننسى بأن من رحل وسيرحل استحوذوا على مقاعدهم عقودا من الزمن ولم يولدوا كيفما رحلوا وإنما خاضوا تجاربهم، فمن حق شبابنا، الآن، وظل المتغيرات التي تعصف بنا أن ينتزع الشباب زمام المبادرة بالقيادة وهو أقل حق لهم؛ فالأيدي التي ترتعش لا تستطيع خوض المواجهات في مختلف الجبهات.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017