الرئيسية / الأخبار / دولي
حب غير مشروط.. "الأسر البديلة" تتجاوز القوالب في مصر
تاريخ النشر: الأحد 20/12/2020 16:20
حب غير مشروط.. "الأسر البديلة" تتجاوز القوالب في مصر
حب غير مشروط.. "الأسر البديلة" تتجاوز القوالب في مصر


لو قرر أحدهم أن يكفل طفلًا في مصر، كفالة تامة، بأن يرعاه داخل بيته، ويتخذه كابنٍ له، قد يواجه تحذيرات شديدة بأن فعله ربما يخالف الشرع، فقد تغلغل في الأذهان أن من يربي طفلًا ليس من صلبه، كمن يزرع أرضًا لا يملكها، لكن يبدو أن هذه المفاهيم تتغير تدريجيًا في مصر في هذه الأيام، فماذا يحدث؟

ألف طلب كفالة في 4 أشهر

ينص قانون الطفل على شرعية نظام الأسر البديلة التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، وبدأ استخدامه في عام 1959، ويعتمد على إلحاق الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية خاصة مجهولي النسب بأسر يتم اختيارها وفقاً لشروط ومعايير تتضمن أهلية الأسرة وسلامة مقاصدها لرعاية هؤلاء الأطفال دون استغلالهم في مصالح ذاتية.

وفي العام الجاري صدرت تعديلات بشأن هذا النظام طبقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1143 لسنة 2020. تضمنت السماح لمن لن يسمح لهن الزواج وبلغن من العمر ما لا يقل عن ثلاثين عامًا بكفالة الأطفال، إذ توافرت بهن الشروط اللازمة.

وعلى إثر تلك التعديلات، تلقت وزارة التضامن الاجتماعي، نحو ألف طلب كفالة أطفال خلال 4 شهور فقط منذ تطبيق التعديلات الأخيرة على اللائحة التنفيذية، وهو العدد الأكبر من نوعه في تاريخ مصر.

لم تكتفي الوزارة بذلك، بل بدأت في عقد دورات تدريبية للأسر البديلة في أغلب المحافظات بالتعاون مع جمعيات أهلية، لكسر الصورة النمطية عن كفالة الأطفال، وتأهيل من سيسمح لهم بالكفالة.

 

وخلال هذا العام، ظهرت أكثر من جمعية أهلية تدعم فكرة "الأسر البديلة" في مصر، من بينها مؤسسة "يلا كفالة"، التي بدأت عملها منذ خمسة أشهر.

مدير العلاقات العامة بالجمعية إيمان السيد، توضح أن الجميعة تسعى لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية الأسر البديلة، وأثرها على المجتمع، وإن هناك حلم يسيطر على جميع أعضاء "يلا كفالة" بأن يأتي يوم تكون دور رعاية الأطفال فارغة تمامًا، بأن يحصل كل طفل فيها على أسرة تقدم له الرعاية اللازمة.

أوضحت: "تأسست "يلا كفالة" على يد رشا مكي، وهي أم كافلة لطفل، ومن قلب تجربتها، أرادت أن تنتشر الأسر البديلة في مصر، وأن تنتهي الأفكار المضللة التي تعيق البعض من أخذ خطوة كفالة الأطفال".

وأوضحت السيد، أن المؤسسة أطلقت "أول موقع إلكتروني لكفالة الأطفال في مصر" يقدم كل المعلومات الخاصة بنظام الأسر البديلة، بدايًة من الشروط الواجب توافرها لدى من يرغب في كفالة طفل، وكيفية تعامل الأسر البديلة مع الأطفال.

كما يعرض الموقع قصصًا لأسر بديلة لتشجيع المقبلين على تلك الخطوة، وبيان مدى التجاوب المجتمعي معها في الشهور الأخيرة.

وتقول السيد إن المؤسسة تنظم لقاءات أسبوعية تجمع الأسر البديلة بخبراء تربويين ونفسيين، لزيادة قدرتهم على التعامل مع الأطفال المكفولين، وتحصينهم من أي رد فعل سلبي.

أخبار ذات صلة
فرجاني مع معلول
تجربة معلول وساسي ألهمت كثيرين.. تونسيون يغزون الدوري المصري
تجربة أم كافلة

السيدة ياسمينة الحبال، أو "أم غالية" كما تحب أن تنُادى تروي لموقع "سكاي نيوز عربية" أنها كانت تكفل طفلتين، فور تخرجها من الجامعة، لكن مع بقائهما داخل دار رعاية حتى وصولهما إلى المرحلة الجامعية حاليًا، مؤكدة أنها كانت تتمنى أن تكفل طفلًا كفالة تامة، وأن ينتقل للعيش معها لولا المحاذير القانونية والمجتمعية والشرعية.

وجاءت تعديلات الأخيرة على نظام الأسر البديلة في صالح ياسمينة، حيث أتاح لمن لن يسمح لهن الزواج وبلغن من العمر أكثر من ثلاثين عامًا بكفالة الأطفال، إذا توافرت بهن الشروط اللازمة.

على إثر ذلك، قدمت ياسمينة أوراقها إلى وزارة التضامن الاجتماعي، وأجرت مقابلة مع لجنة تضم ممثلي الأزهر الشريف ووزارتي التضامن الاجتماعي والصحة، لآخذ قرار نهائي حول إمكانية كفالة طفل من عدمها، لتقر اللجنة بقدرتها بأن تكون أم كافلة. 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017