الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
أنا والآخر في زمن كورونا
تاريخ النشر: الثلاثاء 22/12/2020 19:10
أنا والآخر في زمن كورونا
أنا والآخر في زمن كورونا

كتبت: إكرام التميمي

بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه عمل الصحافيين والصحافيات والمؤسسات الإعلامية بشكل عام نتيجة وباء كوفيد19 والذي عصف بالعالم.

وبعيدا عن نمطية تكرار الذات، وحتى يتسنى للقراء ملامسة المعاناة النفسية التي قد تمس الإنسان دون تمييز ومن منظوري أنا ومن منظور الآخر في زمن كورونا ؟

ومن هنا تبدأ عملية إحداث التغيير في مجال الإعلام والصحافة والإبداع والتميز من منظور النوع الاجتماعي الخروج أحياناً عن المألوف يجدد في الروح شغف الحوار.

وأنا أرى ما بين صرخة الميلاد والنزاع الأخير لخروج الروح من الجسد حياة؛ فيها التأثيرات والتحديات والمتغيرات وحتى الأدوار والحقوق والواجبات جميعها خاضعة للإشراف والتطوير العلمي والاجتماعي لتنعم البشرية بكل مكوناتها العرقية والجنسية والثقافية والاجتماعية، بإحداث الأمان والأمن والسلامة والحفاظ على منظومة القيم والمعتقدات والقوانين المكملة للحفاظ على الكائن الإنساني.

إن بناء العلاقات الإنسانية الأخلاقية والقائمة على أساس الحفاظ على الكرامة واحترام الآخرين؛ وأنماط التواصل الاجتماعي والسلوك الأمثل، هي بمعرفة حقوقي وواجباتي وتعلمني أن ما هو مناط لي من أدوار بالمجتمع خاضع للتطوير نحو تحقيق التضامن والتكامل والتشارك مع الآخر.

وللتفاكر الجمعي واستشراف بعض الآراء تواصلت مع الإعلامي المخضرم مصطفي عمارة، لسؤاله حول " أنا والآخر في زمن كورونا"، وبمقتطفات من الحوار قال: "إن أساس النجاح في الحياة الأسرية هي المرأة، واسترسل في حديثه في بداية حياتي الزوجية استمعت لتسجيل إذاعي مع سهير القلماوي، وسألني هل تعرفي عنها، فقلت: لا أعرف الكثير، وأضاف وطه حسين، قلت:نعم، وتابع حديثه عن بداية عمله ووصوله لمنصب " نائب أول رئيس تحرير جريدة الجمهورية المصرية"، ومؤكداً الدور الأساسي لزوجته المرحومة "أ.عواطف السيد " وانها السبب في نجاحه الشخصي والعملي وسعادته واستقرار حياتهما الزوجية، ولها الفضل بتنشئة أولاده وتحفيظهم للقرآن الكريم وصولاً لنجاح أولاده الآن؛ وأيضا الوصول لهذا المنصب وعلى مدار أربع عقود هو من أثر الحوار الخاص مع "سهير القلماوي" التي سردت عن وصية أمها لها ليلة زفافها، كيف كانت هذه الهمسة هي سباب نجاح علاقتها مع زوجها والقائمة على الشراكة وعدم التمييز بين ابنها وابنتها التي أنجبتهم، وكيف غرست في طفليها منذ صغرهما تحمل المسؤولية من خلال توزيع المصروف اليومي لهما وكيف تعلما أن هناك ضرورات وأن كل قرش يدخرانه بالصغر وحتى وصولهما للمرحلة الجامعية جعلا منهما ناجحان في مواجهة الأعباء المادية وادخرا من مصروفهما "، وأضاف، التعامل في الولايات المتحدة مع كورونا والالتزام في إجراءات السلامة العامة ولبس الكمامة في الحافلة وعدم التجمهر والتجمعات في أماكن التسوق والذي ينم عن مدى وعي والتزام الجمهور من مخاطر هذا الوباء والخوف من نقل العدوى.

وتابع، إن نشر الوعي والأمثلة التي تتضمن طرح حلول لمشاكل الشباب أجدى من نشر الأرقام عن عدد الحالات المعنفة، ومؤكدا أن الحياة الأسرية قائمة على المودة والرحمة والسكينة، وأهمية طرح القضايا بموضوعية وعقلانية، وضرورة فضلى أن نعالج مشاكلنا بالشكل الايجابي لا بطرح الجانب السلبي فقط، وأن الإسلام حث على جمال العلاقة الطيبة بين كل البشر من قيم وأخلاقيات وهذا ما أوضحته السنة النبوية الشريفة من تأكيد على جمال كل تلك القيم، وبالطبع لنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في تعامله مع كل البشر.

ما بعد الحوار، بحثت من خلال الشابكة عن سهير القلماوي فوجدت بأنها من الصحافيات التي تركت إبداعات مميزة؛ وما نشر عنها بأنها بدأت الكتابة في مجلات "الرسالة" و"الثقافة" و"أبولو" في السنة الثالثة من دراستها الجامعية، وأصبحت مساعدة رئيس التحرير "طه حسين" في مجلة جامعة القاهرة، وأصبحت أول امرأة مصرية تحصل على رخصة الصحافة في مصر، كما عملت كمذيعة لخدمة البث الإذاعي".

ومن هنا كان حافزاً أمامي يجعلني أطرح السؤال ثانية على فلسطينية هي الأخرى أكملت دارستها الجامعية رغم حملها أعباء عديدة، هدم بيت الزوجية واستشهد زوجها وهي في السنة الأولى من زواجها وتركها لتحمل مسؤولية تربية يتيم وحيد فكانت له الأم والأب، وهو يمثل لها كل شيء بالحياة وقرابة العقدين فهل يتحقق حلمها بالبقاء من اجل حياة أفضل لها ولمن تحب؟.

قالت: أنا وكورونا " استيقظ صباحاً أحتسي كوب قهوتي المفضل، فلا اشعر بمذاق القهوة ولا رائحتها، أصبح الكل يخاف منك بمجرد أنك تشعر بدوار في رأسك أو ألماً في حلقك، بوجود فايروس كورونا أدركت جيداً أن لا أحد لأحد، علاقتي الباقية هي مع ربي، في ظل كورونا انعدمت الرغبة بالحياة، و لم يعد يستهويني شيء سوى العافية، للحظات أود أن أعانق من أحب أن آخذهم في أحضاني كم أنا مشتاقة لأحبائي، فرّق بيننا فايروس كورونا المخيف اكتفينا برفع اليد إشارة للسلام وكيف الحال ".

وتابعت: "الآخر هو كل الحياة، كم وددت لو أنني أستطيع أن أضمك إلى صدري لأحتويك بين ذراعي وأضمك إلى قلبي يا قطعة من روحي ولكن، حال بيني وبينك الخوف عليك أصبحت أخاف عليك منه، أخاف أن أتنفس لكي لا أكون حامله للفيروس ف يصيبك أذىً بسببي، واختتمت: اللهم احمي لي أبني .. فلا يمسه سوء فَيمسني أضعافه".

أنا والآخر في زمن كورونا؛ نحن الحياة على هذه الأرض، فكيف يراني الآخر وأنا هل يجوز أن أرسم شكل ومفهوم وأسلوب الشعور مع الآخر، نحن الحياة والميلاد واختلاف الجنس البيولوجي، متفقان حوله.

ولكن أنا والآخر خاضع للنقاش والحوار حوله بدأت بالحوار مع الفلسطينية المغتربة خريجة بكالوريس لغة انجليزية، والتي تسعى نحو تحقيق أحلامها ومع شريك عمرها، وطموحها لا حدود له وما حملته من فكر وشغف يدللان على سعيها نحو المعرفة قالت: " قرأت ذات مرة عبارة للراحل مصطفى محمود، جعلتني اتخذها منهجًا في حياتي؛ تعينني على تحدي الصعاب ومعايشة الأفراح، يقول فيها "واللقاء مع النفس شاق وتمام الوفاق مع النفس أشق وأصعب"، وذلك الانسجام الداخلي ذروة قل من يبلغها، ولكن الأمر يستحق المحاولة".

وتابعت هذه أنا: "فكلما أمسكت بحالة من حالتي وقلت هذه أنا ما تلبث هذه الحالة أن تفلت من أصابعي، وتحل محلها حالة أخرى، هي أنا أيضًا، أنا والآخر لا نختلف في الحاجة للضرورات، ولا يمكن للإنسان الوصول للسعادة والقناعة إلا بالصلح بين الظاهر والباطن، بين الإنسان ما يظهر منه للعيان وما هو خفي عن الأعين، وعن نفسه والآخرين وبين الإنسان وبين الله، فينسكب كل من ظاهره وباطنه في الآخر وينصهران معا كأنهما وحدة واحدة، ويصبح الفرد في الحقوق والواجبات وكأنه الكل فيشعر حينها وكأن الدنيا كلها تتحدث لغته وتشدو له".

وعبر المساحات الشاسعة ورغم المسافات في الزمن يلتقيان الشريكان هو مغترب فلسطيني والمجتهد للحصول على رسالة الدكتوراه في القانون الدولي، كان لي معه حوار مبني على احترام الرأي الآخر، ولا أستسيغ عادة في تزييف او تجميل واقع الشباب في ظل الغربة عن الوطن؛ والذي يحثنا جميعاً نحو التعاضد.

قال: "أنا والآخر، يكمن لي الآخر في تراب الوطن الذي أعيش بعيدا عنه ويعيش فيني، حيث كنت دوما في حلي وترحالي، يراودني حديث يختلج صدري، وهو أنني في كل مكان بالنسبة لي بعيد فهو قريب سهل الذهاب إليه إلا وطني المحتل".

وأضاف: ونبرة حزن في صوته، "كل مسجد قريب يمكنني الصلاة فيه إلا المسجد الأقصى، كل بيت قريب إلا بيت حماي وأهل زوجتي، الآخر يكمن في المحتل الذي قطع أوصال وطني حيث المسافة من غزة للخليل لا تزيد عن بضع دقائق، لكنك تحتاج لسنين وأزمان حتى تقطعها ولكنك لن تعبر تلك الطريق إلا وهي معبدة بدماء الشهداء وآهات الجرحى وأنين الأسرى".

وأضاف: "في زمن الكورونا كثيرون في العالم يعيشون أوقات تحت الحجر المنزلي وتقييد الحركة، في مشهد يلامس ظروف أهلي وشعبي في فلسطين وغزة كمثال التي تعاني من الحصار منذ زمن طويل".

وسألته استشرافا لما لديه من خبرات قانونية، هل هناك إرادة سياسية فلسطينية بتعديل أوضاع النساء في كافة المجالات؟

قال: "إن الوضع الفلسطيني الحالي يمر بحالة عامة من الركود، على كافة المستويات، وهذا الأمر بدوره ينعكس على قطاع المرأة بشكل عام، وأن الدور المنوط بالسلطة هو تجميل ديكوري للمشهد والقائم في كثير من الأحيان على المجاملة والتبعية للمؤسسات الدولية، دون الوقوف الفعلي لأبعاد حالة المرأة الفلسطينية وتمكينها".

وأضاف: "الأمر الذي يمكن أن نلمسه فعليا عبر برامج الوعي والتثقيف والدعم والإسناد الذي يمتد للمرأة العاملة في كافة نواحي المجتمع، والذي تشعر به عموم المرأة دون تصنيفات نخبوية وطبقية، بحيث يمس المرأة المربية في البيت والأم والزوجة وحتى تلك المرأة التي يمكنها نعتها بالمتحفظة على دور لجان المرأة و العمل النسوي التي تشعر بأنها غريبة عنها ولا تمثلها لا في أفكارها أو اهتماماتها، ولا في طلاء لون شعرها حتى أو طريقة لبسها، ولا في تربيتها لأبنائها بل تنظر لها بأنها تتسلق على قضيتها لتصل لمناصب طليعية وقيادية".

وسألته حول المعيقات التي تواجه سن تشريعات وقوانين فلسطينية خالية من التمييز ضد النساء؟ قال: " إن هناك بيئة ثقافية مختلفة لدى الشعب الفلسطيني يجب أن تكون هي منبع مسار تلك التشريعات وليس القوانين المستوردة من الخارج كنسخ ولصق.

وتابع،هناك غياب للمؤسسة التشريعية المسئولة عن سن القوانين والتشريعات منذ وقوع الانقسام الفلسطيني.

وأيضاً،عدم وجود رأس فعلي منتخب يمثل المرأة الفلسطينية سواء في منظمة التحرير أو السلطة أو في مجالات صنع القرار الفلسطيني.

ومضيفاً: هناك حالة من الشك والريبة بين عموم الشعب ومؤسسات المجتمع المدني التي تنادي بشعارات تمكين المرأة، وحالة التكتل العشائري في أحيان كثيرة تشكل حالة رفض للتدخل في مثل هذه القضايا".

وفي ختام التدريب؛ وبإطلالة جميلة نحو الآخر لعلنا نستطيع إحداث حياة أفضل للإنسانية جمعاء؛ ببذل الجهود والقيام بتحليل بعض من المستجدات ونستزيد من المعرفة، ونتعلم جزالة العطاء.

وهناك من بعيد سيتم سؤالنا ما هي الأولويات التي على فلسطينيات أن تحققها؟ وما الأثر ما بعد التواصل مع الآخرين؟ لعل الأرواح تلتقي والأفكار النظرية التي طرحت وتنوعت في هذه الحوارات الإلكترونية؛ رغم غياب التواصل الجسدي؛ إلا أنني لمست روحي تعانق شغف كل فلسطينية في فلسطينيات بالحديث من منظورها الخاص، ولدي قناعة بأنهن سيتركن الأثر الجميل، وسنحاول جميعنا البحث أكثر في الذاكرة الداخلية والعمل الجمعي لفلسطينيات، فهل هناك مساحة وفسحة من الأمل لنحقق العدالة معاً ولكل مظلوم أو صوت مغيب قهراً، و هنا الحق للجميع بأن يقول كل كلمته، هي ليست أمنيات وإنما سعي جاد ودعوة لتتكامل الأدوار أنا والآخرين، وبالمشاركة نستطيع ترك بصمة أمل لمن تعثرت بهم الطريق لمواصلة ركب المعرفة والصحافة كما هي صاحبة الجلالة بكل مكوناتها.

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017