تقرير سنابل صالح
لم يمر يوم الأحد الماضي على الطفلة حلا مشهور من قرية مادما جنوب مدينة نابلس كغيره من الأيام، اذ كانت تعتزم وشقيقتها الدراسة لامتحاناتها النهائية عند ابنة عمها حتى تفاجأتا بمجموعة من المستوطنين انهالوا على حلا ضربا_وفقا لوالد لحلا السيد مشهور قط أثناء حديث مع موقع أصداء_ مقدرا عدد من اعتدى على طفلته ب 15 مستوطنا فيما بقية المستوطنين كانوا على بعد أمتار من المكان، ويتابع "عادت شقيقتها تصرخ للمنزل، وهرعت الوالدة واشتبكت مع المستوطنين، وتمكنت من تحرير طفلتها منهم"
لم يكن حادث الاعتداء على الطفلة حلا هو الأول من نوعه، فمعظم المنازل التي تقع على مقربة من المستوطنات الإسرائيلية تعيش حلقات من مسلسل إجرامي ممنهج ما بين اعتداء على المواطنين وتكسير نوافذ منازلهم وإعطاب إطارات سياراتهم والشعارات العنصرية على جدران منازلهم وغيرها بغية السيطرة عليها وترحيل الفلسطينيين من أراضيهم.
اعتداءات مستمرة:
من جانبه يقول رئيس مجلس قروي عصيره القبلية حافظ صالح " الهجمة المبرمجة التي تستهدف الأراضي الفلسطينية بشكل عام في مناطق الضفة الغربية وخاصة منطقة جنوب نابلس واضحة للعيان تحت مرأى ومسمع جيش الاحتلال بتسيير اعتداءات المستوطنين على الأهالي وعلى الأراضي سواء الاعتداءات الجسدية أو الاعتداء بمصادرة الأراضي ومنع أصحابها من الوصول إليها خاصة في المناطق والأراضي المحاذية لمنطقه ج"
ويتابع صالح" في المنطقة الشرقية القريبة من مستوطنة يتسهار في عصيره القبلية المستوطنون يمنعون الناس من زراعة الأراضي، حتى المناطق التي يستطيعون الوصول إليها ويزرعونها يأتي إليها المستوطنين ويكون معهم دورية مسيرة من الاحتلال ويقتلعون الأشجار التي يتم زراعتها"
ويضيف صالح" ما يسمى حارس امن مستوطنة يتسهار يدعي أن هذه أملاك وأراضي مستوطنة يتسهار في الشرق من عصيره القبليه وفي الغرب الشمالي للقرية مستوطنة جلعاد الجاثمة على أراضي قرية تل، وقام بتسيير مسيرة لأطفال المستوطنين حتى يشبعهم بالعداء ضد العرب والفلسطينيين ويوهمهم أن هذه الأرض هي أراضي إسرائيلية"
والجدير بالذكر أن ما يسمى ب "أمن مستعمرة يتسهار" يقوم بأفعال وحركات استفزازية برفقة جيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية عصيرة القبلية والقرى المجاورة في محاولة للسيطرة على المناطق المحيطة بالمستعمرة وحتى المناطق المصنفة ب حسب اتفاقية أوسلو.
في فلسطين كل شيء مختلف، ما بين ليلة وضحاها تغدو أرض المزارع الفلسطيني التي اعتنى بها كبؤبؤ عينية لمستوطن غريب الجنسية لمجرد أن أراد ذلك، والأصعب في الأمر أن حكومة بأكملها تقف إلى جانبه وتناصره وتبعث إليه جيشاً لحمايته، في فلسطين أصبح أمر اعتيادي أن تسير بسيارتك على الطرقات وفجأة تنهال عليك الحجارة من كل حدب وصوب وبالكاد تستطيع تخليص نفسك من الموقف هذا بأقل الخسائر، في فلسطين لا تتمكن من بناء منزل جديد في الأرض التي هي ملكك بحجة أن هذه الأرض واقعة في منطقة ج.
نظرة قانونية:
في ذات السياق يحدثنا مدير مركز أبحاث الأراضي في مدينة نابلس محمود الصيفي"المستوطنون يمارسون الإجرام والبلطجة من خلال المستوطنات الواقعة بيت التجمعات السكانية في قرى جنوب نابلس عصيره القبلية مادما وعريف وحواره وبورين.. والاحتلال يغض النظر عن مجموعات المستوطنين التي تسمي نفسها مجموعات تدفيع الثمن أو مجموعة شباب التلال "
ويضيف الصيفي "من الناحية القانونية كل ما يقوم به المستوطنين غير قانوني حتى الاحتلال وما يقوم به من مصادرة الأراضي وشق الشوارع وانتهاكاته ضد السكان كله مخالف للقانون الدولي ومخالف لاتفاقية جنيف الثالثة والرابعة"
ويتابع "الاحتلال يمارس أبشع جرائمه في الأرض الفلسطينية بحق السكن والشجر، يفتح المياه العادمة على أراضي وأشجار المزارعين الفلسطينيين وهذه المياه العادمة غالبا ما تؤدي إلى موت الأشجار والحبوب عدا عن الروائح الكريهة التي تسببها، عدا عن الأضرار التنفسية التي يعانيها السكان بسببها، إضافة إلى أن هذه المياه تحول الأراضي إلى غير زراعية بسبب المواد الكيماوية التي تحويها وبالتالي أي نبات أو نوع من الشجر لا ينبت "
وإذا أراد الفلسطيني المدافعة عن حقوقه فلا ملجأ إليه فلمن يشتكي والجلاد هو الحاكم؟ فبحسب الصيفي فإن ما يزيد عن مئات الحالات التي يقوم بها المستوطنين على السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض والأرض نفسها "بكل أسف عندما يتوجه الفلسطيني لتقديم شكوى على هذه العناصر تسجل ضد مجهول من المجهول لا نعلم رغم أن جيش الاحتلال هو الذي يسهل لهؤلاء المستوطنين وعصابات تدفيع الثمن أن تمارس اعتداءات على المواطنين الفلسطينيين"
