الرئيسية / مقالات
قلعة "آل جرار" الصامدة في صانور
تاريخ النشر: السبت 23/01/2021 20:37
قلعة "آل جرار" الصامدة في صانور
قلعة "آل جرار" الصامدة في صانور

قلعة "آل جرار" الصامدة في صانور

كتبت لبنى محمد

على تلة مرتفعة تقع القلعة الأثرية القديمة في بلدة صانور قضاء جنين، والَّتي يعود تاريخها للفترة العثمانية في فلسطين، وكانت مركزاً للإقطاعيين المتنفذين في المناطق الجنوبية لمحافظة جنين، لجمع الضرائب وحماية المصالح العثمانية.
وتعد هذه القلعة إحدى القلاع الحصينة التي استخدمها أبناء البلدة في الدفاع عن المدينة ضد الهجمات الخارجية عليها من الإنجليز والفرنسيين وأيضاً ضد الثورات الداخلية بين أبناء العائلات أنفسها.
يعيش في صانور أربع عائلات أبرزها جرار، الرشيد، عبد الهادي والعبوشة التي تعاقبت على حكم وإدارة البلدة، وقد مرت البلدة في فترة من الوهن والنزاعات بين هذه العائلات على النفوذ.
قد تم بناء القلعة حوالي سنة 1785 على يد شيخ جبل نابلس وهو يوسف الجرار الملقب ب "سلطان البر" ومن قبله والده محمد الزين الذي قام ببناء سور القلعة بعد قدومه من شرق الأردن إلى منطقة جنين.
ويقول خالد تميم وهو باحث ودليل سياحي أن مساحة القلعة قرابة 30 دونماً، تشتمل على عدد كبير من المغاور والآبار، التي كانوا يلجئون إليها وقت الحصار، وكانت هذه الآبار تحفر يدوياً حيث كانت المصدر الأول والرئيس للمياه في القرية، ومن أسماء هذه الآبار: بئر" متيرك " و"بئر الجامع"، "بئر الحارة" و"بئر القوسة".
وأضاف، يبلغ مسطح القلعة 675 متراً مربعاً، وقد هُدمت بعض من أبنية القلعة بفعل العوامل الجوية والإهمال الذي أصابها والبنايات الجديدة التي غطت عليها.
ونظراً لتعرض أجزاء من القلعة لعمليات الهدم بسبب متغيرات الجو كما يقول تميم لم يكتفي أهالي البلدة بالنظر إليها تُهدم أمام أعينهم فتوجهوا إلى بعض المؤسسات لإعادة تأهيلها، وقد قامت مؤسسات تعنى فعلياً بالتراث بترميم القلعة وإعادتها إلى شكلها السابق كما كان قبل أكثر من قرنين حيث تشكل معلماً فلسطينيا بارزا، شهدت حقبة من تاريخ الشعب الفلسطيني الذي واجه الحملات الخارجية، وسجلت القلعة تاريخا من الصمود والتحدي أيام حملة نابليون بونابرت على فلسطين.

تعرضت القلعة لعدة هجمات في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان أهمها : حملة الظاهر عمر الزيداني الذي قام بالاعتداء على أراضي مرج ابن عامر، ثم زحف وضرب الحصار على قلعة صانور. ولكنه لم يتمكن من دخولها ولا من الزحف إلى نابلس.

كما تعرضت القلعة لهجمات أخرى كانت على يد أحمد باشا الجزار الذي فرض عليها حصار في عام 1790، تكرر مرة أخرى في 1795، الا انه لم ينجح في فتحها وبقيت القلعة بيد آل جرار.
وكان عبد الله باشا المصري أول من نجح في اقتحام القلعة سنة 1830 بمساعدة الأمير بشير الشهابي - حاكم لبنان آنذاك، ولم تستطع صانور أن تصمد كذلك أمام حملة إبراهيم باشا المصري على فلسطين.

 

وأضاف تميم كان يطلق على بلدة صانور اسم جبل النار، ويُعزا سبب ذلك إلى إحراق كل المحاصيل الزراعية فيها أثناء محاصرة البلدة في احدى المرات.
وبلغ عدد الرحلات التي اشتملت على وصف قلعة صانور وقاطنيها إثنتين وأربعين رحلة، واحدة لرحالة عربي وهي رحلة ابن عثمان المكناسي سنة 1785. ومع إنها الرحلة العربية الوحيدة ، فهي تعتبر الأقدم بالرحلات جميعا. ومن الرحالة الأجانب الذين زاروا صانور ووصفوها : وليام براون 1792، إدوارد دانييل كلارك 1801، وليام تيرنر 1813، الملكة كارولاين "ملكة بريطانيا" 1814... وكان آخرها رحلة جودريش فرير 1903. 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017