كتبت رشا سناقرة
سيطرت حالة من التوتُّر الشديد على العلاقة بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بعد الانتخابات الامريكية لعام 2020؛ بفعل سياساته شديدة الانحياز لصالح «إسرائيل»، وتجاهله الكامل للحقوق الفلسطينية، وإجراءاته المستفزة فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتوقيع «صفقة القرن»، وتأييد خطة ضم الأغوار والمستوطنات.
وقد ادى التوتر في العلاقات بين الجانبين إلى إجراءات عقابية نفذتها إدارة ترامب بحق السلطة، على صعيد وقف المساعدات ، وإغلاق مكاتب تمثيل منظمة التحرير في الولايات المتحدة، ووقف مخصصات الولايات المتحدة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا(.
اما فيما يخص ادارة جوبايدن فان كثير من المحللين وبعض محاضري جامعة النجاح يرون (أن انتهاء حكم ترامب وقدوم إدارة بايدن يمكن أن يشكل فرصة وإن كانت ضيقة للفلسطينيين، وبأن هذا رهن بامتلاك مشروع وطني قائم على إعادة تعريف الاحتلال، وعدم ربط مسار المصالحة وإنهاء الانقسام وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بالعلاقة مع الاحتلال أو مع واشنطن وتوسيع دائرة الدبلوماسية الشعبية الفلسطينية حول العالم.(
وهناك عدة عوامل يرجح ان تؤثر على موقف الرئيس جوبايدن اتجاه القضية الفلسطينية منها:
1. رغبة الديموقراطيين في العودة إلى المسار التفاوضي.
2. موقف بايدن المؤيد للتوصل لاتفاق مع إيران بخصوص ملفها النووي.
3. انشغال إدارة بايدن بمواجهة مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية.
4. محاولات روسيا المتواصلة الدخول على ملفات المنطقة.
5. تأثير الكتلة التصويتية الإسلامية في الانتخابات الأمريكية.
ومن المتوقع أن تتبنى إدارة الرئيس بايدن توجهات سياسية قريبة من تلك التي تبناها الديموقراطيون في عهد الرئيس أوباما، وأن تسعى لإنهاء حالة القطيعة وخفض مستوى التوتر واستئناف العلاقات مع السلطة الفلسطينية، بما يقتضيه ذلك من حراك دبلوماسي، وإعادة المساعدات الأمريكية للسلطة، وفتح مكاتب منظمة التحرير التي أغلقتها إدارة ترامب في الولايات المتحدة، لكنْ، يتوقَّع أن تربط إدارة بايدن بين هذه الإجراءات وبين عودة السلطة الفلسطينية إلى المسار التفاوضي.
لن يتمكّن من الوصول إلى حل، وهي حالةٌ تشبه ما سبق أن المنطقة ستكون في ظل حالة اللاحرب واللاسلم، وهذا الوضع مريح تمامًا للرئيس عباس والسلطة الفلسطينية، ويعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل إعلان "صفقة القرن" وفي أحسن الأحوال قد يتمكّن من إدارتها، لكنه لن ينجح في التقدّم باتجاه مشروع وطني جديد، أو إنهاء الاحتلال والاستيطان.
أيًا كان ما سيحدث، ولأن الشيء ينتج نقيضه، فإن الاحتلال، بتمسّكه بروايته التاريخية، ورفضه أنصاف الحلول، لم يُبقِ أمام العرب والفلسطينيين سوى التمسّك بروايتهم، وهو باحتلاله الأرض وضمها، وتكريسه نظام أبارتهايد صهيوني فريد من نوعه .
أملين بالتوجه الى بداية لتشكل مشروع وطني فلسطيني جديد بعد سنوات من الضياع.