الرئيسية / الأخبار / فلسطين
(جيست هاوس رمزي) بداية لإحياء كل ما هو أثري في نابلس
تاريخ النشر: الخميس 28/01/2021 10:22
(جيست هاوس رمزي) بداية لإحياء كل ما هو أثري في نابلس
(جيست هاوس رمزي) بداية لإحياء كل ما هو أثري في نابلس

كتب: عنان أبو جاموس
تكاد مدينة نابلس لا تخلو من أي منزلٍ أو عقدٍ أو حتى خانٍ قديم، ومع مرور الزمن والتقلبات البيئية وعمليات التدمير والهدم من قبل الاحتلال، تعرضت هذه الرموز الأثرية الى التلاشي الكامل وفقدان قيمتها الأثرية ، إلا أن الشاب رمزي دواي أحد سكان مدينة نابلس، ولد على حب الاستكشاف والتراث، فقام بالبحث والتنقيب عن تلك الرموز الأثرية المندثرة، وإعادة ترميمها وتأهيلها وتحويلها إلى مصدر سياحي يكسب فيه قوتَ عيشه.
عمل الشاب رمزي على ترميم ديوان عثماني قديم وجَعله نُزلاً يستقله السياح الأجانب خلال زيارتهم لمدينة نابلس، ثم عمل على توسعة هذا النُزُل وجعله مقهى على ذو طرازٍ قديم وسُمية ب "مقهى البوابة"، حيث يتوافد عليه الزوار للترفيه عن النفس والمطالعة ورؤية التراث الفلسطيني، لم يقتصر رمزي على ترميم ذلك، فعمل على ترميم مقهى "طرابيش"، المُسمى حالياً ب " أنتيك" في البلدة القديمة، بعد أن كان مصنعاً مهجوراً للمكانس منذ حوالي 15 عاماً، وبالإضافة لذلك عمل رمزي على تحويل بيت مهجور دُمِّر في قصفٍ، خلال فترة الاجتياح للبلدة القديمة في عام 2002، ليصبحَ نُزلاً يستقله السياح.
يقول رمزي دواي: "منذ طفولتي وأنا أعشق زيارة الأماكن القديمة، وبعد دخولي للسجن تسللت لي أفكار كثيرة تمثلت في، بإعادة تأهيل الأماكن المهدمة حيث أنني أُجيد أَغلبُ الحِرف المهنية، فقمت في ترميم وبناء الأماكن بنفسي وجهدي، وقمت بإعداد وتصميم المكان حسب الطراز القديم لان هذا النوع من التصميم يجلب السياح والزوار ويستهوي ازواقهم، فمن المعروف أن السياح الأجانب يتوافدون لمدينة نابلس خصيصاً لرؤية التراث، والمعقود، التصاميم المعمارية القديمة".
ويضيف دواي " أخذ مني ترميم أول مقهى كان في البلدة القديمة وقتاً طويلاً، وجهداً كبيراً قبل أن أقوم بافتتاحه، كان لم يمضي على خروجي من السجن يوماً واحد، فقد عملت فوراً لكي أجلب قوت يومي لتلبية احتياجات أسرتي وأولادي، لم أكتفي بفتح المقهى فقد عملت أيضا على ترميم النُزل الذي كان بجانبه فحولته إلى مكان يتوافدون عليه السياح للاسترخاء، والنوم بعيد يوم متعب أمضوه فالمشي بين أزقة البلدة، ساعدني كثيراً في هذا أنني أُجيد اللغة الإنجليزية، فأنا متخصص بإدارة الأعمال وتخرجت منها بمعدل جيد" .
ويوضح دواي أن هدفه الأساسي في ترميم وتحويل الأماكن المهدمة إلى مقهى، هو جمع طلاب الجامعات والقراء والسياح الأجانب في مكان واحد يتبادلون فيه الأفكار واللغات، فهذا الشيء جلب لي مزيداً من الزائرين للمقهى وأيضا السياح.
وينوه دواي بعد أن تغيرت البلدة القديمة وازدادت بها المشاكل اضطررت إلى إغلاق المقهى، فلم يعد أحد يأتي إليه كما كان في السابق، وحتى السياح فضلوا أن يبتعدوا بسبب الأخطار والمصاعب التي كانوا يواجهوها في الوصول، فقد كنت أغلق يومين وثلاثة بسبب عدم قدوم أحد خوفاً من الذي يحصل في البلدة القديمة .
وفي التعقيب على مقهى البوابة يذكر رمزي دواي، أنه في بداية عام 2019 تعرف على ابو العبد النُابلسي، وعرض عليه فكره ترميم المكان الذي يملكه بعد أن كان مغلقاً منذ عشرات السنين.
ويفيد أبو العبد النابُلسي صاحب المنزل الذي أقام علية رمزي المقهى، أن هذا المكان يعود إلى أكثر من 300 عام، فقد كان ديوان يجتمع فيه كبار الشخصيات والوافدين من تركيا، ومصر، والبلاد المجاورة، ومع مرور الزمن انتقلت ملكيته للعائلة وأصبح عبارة عن منجرة وبيتاً للعائلة، حيث أن مساحته لا تقل عن 1200 متراً، وتم تأجيره لعدة أشخاص بعد موت جدي ووالدي وقررت أن أغلقه بعد ذلك، بسبب سفري إلى لبنان بعد تردي الأوضاع هنا.
ويتابع النابلسي قائلاً: "التقى بي رمزي وعرض علي فكرة إعادة إحياء هذا البيت بعد أن كان (خرابة)، فلم أبخل علية في هذه الفكرة والسبب أنها راقت لي، وقمت بمساعدته ودعمه فيما يرضيه، ليصبح هذا المكان سياحي و تراثي يتوافد علية الزوار من مختلف الأعمار والأجناس.
ويقول نضال عواد أحد زوار المقهى: "أحب الذهاب الى المقهى في معظم أوقات فراغي، إن كان من أجل العمل أو أداء واجباتي الجامعية، التي تحتاج الى هدوء وتركيز، إذ يغلب عليه الطابع القديم الذي يمنح الاسترخاء، كما أن التفاصيل التي تملأ جدرانه، وجلساته الهادئة تمنحني الطاقة الايجابية".


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017