وبحسب ما نقل موقع "إن بي سي"، فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال ثنائيي اللغة يتنقلون باستمرار بين لغتين في أدمغتهم، مما يزيد "المرونة المعرفية"، والقدرة على التبديل بين التفكير في المفاهيم المتعددة في وقت واحد، و"قدرات الانتباه الانتقائي"؛ وهي العملية العقلية للتركيز في مهمة واحدة.
وكانت دراسات سابقة أظهرت أن الأطفال ثنائيي اللغة بمقدورهم استكمال الألغاز العقلية بشكل أسرع وأكثر كفاءة من أولئك الذين يتحدثون لغة واحدة.
وأرجعت الدراسات السبب في ذلك إلى أن التحدث بلغتين يتطلب "وظائف تنفيذية"، وهي مهارات معرفية عالية المستوى، مثل التخطيط واتخاذ القرار وحل المشكلات والتنظيم؛ والتي تعد بمثابة تمرين للدماغ.
في الدراسة الجديدة، شارك بالغون ثنائيو اللغة في تجربة تطلبت ملاحظة التغييرات عند مشاهدة صور تتحول تدريجيا على الشاشة.
كان البالغون الذين بدأوا يتحدثون لغة ثانية عندما كانوا صغارا قادرين على ملاحظة التغييرات بشكل أسرع بكثير من أولئك الذين تعلموا لغة أخرى لاحقا.
ويقول دين ديسوزا، مؤلف الدراسة ومحاضر علم النفس في جامعة أنجليا روسكين، في بيان، إنه يجب على الأطفال الذين يتحدثون لغتين "الاستفادة من مصادر متعددة للمعلومات المرئية، مثل حركات الفم وتعبيرات الوجه والإيماءات الدقيقة".
وكتب مؤلفو الدراسة: "الأطفال من منازل ثنائية اللغة يتكيفون مع بيئتهم اللغوية الأكثر تعقيدا عن طريق الاستعانة بنماذج من بيئتهم المرئية وإضافة مزيد من الأهمية على المعلومات الجديدة".
فعندما يتعلم الأطفال لغة ثانية في سن مبكرة (بين 0 و3)، تكون أدمغتهم أكثر مرونة، مما يسهل الأمر.
وأشار بيان ديسوزا إلى أن الفوائد العقلية لبدء لغة جديدة في وقت مبكر يبدو أنها تستمر حتى مع نمو الأطفال في سن الرشد.