قالت مصادر لشبكة إيه بي سي نيوز (ABC News) الأميركية إن جميع المحامين الخمسة الذين كان من المتوقع أن يمثلوا الرئيس السابق دونالد ترامب استقالوا قبل أيام قليلة من موعد محاكمته أمام الكونغرس.
وقالت المصادر إن الفريق بقيادة بوتش باورز محامي ولاية كارولينا الجنوبية استقال بسبب الخلافات حول كيفية الدفاع عن ترامب.
وبجانب باورز الذي عمل أيضا بوزارة العدل إبان حكم الرئيس السابق جورج بوش الابن، استقالت أيضا ديبورا باربير التي عملت مدعية فدرالية عامة لمدة 15 عاما، والمحامي جوش هاورد.
وكان المحامون قد خططوا للدفاع عن دستورية إجراء محاكمة بالنظر إلى أن ترامب الآن رئيس سابق، في حين يريد ترامب التركيز على ما يسميه تزوير الانتخابات.
وذكرت "سي إن إن" (CNN) أن ترامب أراد من فريق الدفاع أن يركز مرافعاته على ما يعتبره تزويرا للانتخابات، وليس على عدم دستورية المحاكمة، وهو ما رفضه المحامون المنسحبون.
وبحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصدر مطلع فإن هذا "القرار مشترك"، مشيرة إلى أن هذا القرار سيربك فريق الدفاع الخاص بترامب الذي يستعد للمحاكمة.
وتعتقد المصادر أنه ستكون هناك محاولات أخرى للحصول محامين جدد لتغطية هذا النقص خلال الأيام المقبلة، رغم رفض العديد من المحامين الذين عملوا مع ترامب أو مثلوه خلال محاكمة عزله الأخيرة الدفاع عنه في مجلس الشيوخ، ومن بين هؤلاء كبير محامي ترامب السابق، جاي سيكولو، الذي مثله في أول محاكمة لعزله.
كما أعلن رودي جولياني، المحامي الشخصي لترامب، أنه لن يمثل الرئيس السابق بعد ظهوره في التجمع نفسه الذي سبق اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني.
وسبق عملية الاقتحام تجمع حاشد لأنصار ترامب الذي طلب منهم التوجه إلى الكابيتول وقال مرارًا إنهم يجب أن يقاتلوا من أجله. وبعد ساعات اقتحم أنصار ترامب الكونغرس خلال انعقاد جلسة لمجلسيه للتصديق على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية.
وكان الجمهوريون في مجلس الشيوخ قد طالبوا تأجيل المحاكمة بعد تسلم لائحة العزل حتى يعمل ترامب مع فريقه القانوني الذي ما زال يتشكل.
ويقول مراسل الجزيرة في فرجينيا محمد العلمي إن ترامب مصمم على رواية أن الانتخابات الرئاسية مزورة، رغم أن دعم هذه النظرية انهار بشكل شبه كامل، باستثناء جهات قليلة جدا.
وحسب مراسل الجزيرة فإن معظم الجمهوريين بمجلس الشيوخ يرفضون إجراء المحاكمة، شكلا وليس مضمونا، مدعين أن محاكمة رئيس غادر منصبه بالفعل غير دستورية، وهم لا يرتقون بالنقاش لمسألة الدفاع عنه وتأكيد ما يذهب إليه بالقول إن الانتخابات مزورة.
محاكمة سريعة
وقالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن محاكمة ترامب البرلمانية المقررة في الثامن من فبراير/شباط القادم، يتوقع لها بأن تكون "أسرع وأسهل في الفهم وأشد قوة".
وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" (Los Angeles Times) أن النواب الديمقراطيين بمجلس النواب المسؤولين عن المحاكمة المقبلة التي ستنعقد بمجلس الشيوخ، والذين يقومون بدور المدعين، يستعدون لما يعد (أن يكون) إجراء مختلفا جذريا، مسلحين بالدروس المستفادة من أول محاكمة لاتهام ترامب بالتقصير، وبقضية أكثر وضوحا ومباشرة في ظل سيطرتهم على مجلس الشيوخ والبيت الأبيض.