تسنيم أحمد- تعتبر صناعة الصابون من زيت الزيتون صناعة فريدة تميزت بها مدينة نابلس منذ عدة قرون، فيحظى الصابون النابلسي بافضلية لدى ابناء فلسطين خاصة والمنطقة بشكل عام لكونه صابون مصنع تماما من زيت الزيتون وخال من اي مواد كيميائية، ولا يحتوي على اية شحوم كالتي يصنع منها الصابون الذي يحمل العلامات التجارية المختلفة.

ومن الامثلة المهمة على الصبانات الفلسطينية القديمة جدا ، والتي يبلغ عمرها تقريبا المئة والخمسون عاما صبانة طوقان( صابون المفتاحين) والتي تعمل منذ عام 1872، والتي من بين شركائها الذين يملكون هذه الصبانة هم الشاعران المشهوران ابراهيم طوقان وشقيقته فدوى طوقان.

تنتج هذه الصبانة ما يقارب 600 طن من الصابون سنوياً، والعبوات الحالية يتم تسويقها بكراتين سعة 10كغم لكل كرتونة،وتحتوي كل كرتونة على 63 قطعة وكل قطعة مغلفة بورق يحمل شعار الشركة.

قال احمد دويكات وهو عامل في هذه الصبانة منذ ثلاثين عاما بان هذه الصبانة هي من اوائل الصبانات الفلسطينية واهمها، حيث كان في فترة الثمانينات الطلب هائل جدا على الصابونة النابلسية وذلك بسبب عدم وجود الصابون المستورد والمعطر،اما الان فقد قل الطلب على هذا الصابون، ولكن ما زال هناك اقبال جيد على الصابون النابلسي.

وتتبع معنا دويكات ايضا طريقة صنع الصابون فالعملية الاولى تسمى طبيخ الصابون عن طريق وضع زيت الزيتون والصودا والماء فقط في وعاء ضخم على النار، وهذه العملية تحتاج الى خمس ايام وكلما ازدا وقت هذه المكونات بالنار كلما زادت جودتها، والمرحلة الثانية يتم نقلها الى الارضية لفرشها بشكل منبسط وتبقى يوما كاملا حتى تجف، ثم يتم ختمها وتقطيعها وترتيبها على شكل تنانير، وتبقى مدة شهرين حتى يتم التاكد بانها جمدت، ومن ثم يتم ترقيمها لمعرفة الاقدم لننتقل الى المرحلة الاخيرة وهي التغليف والترتيب في كراتين حيث اخبرناأحمد دويكات بان عمل هذه الصبانة نصفه يتم توريده الى الاردن و النصف الاخر يبقى للضفة الغربية كلها.

واختتم حديثه بان عمل هذه الصبانة لا يشتمل على اي الة كهربائية وكلها اعمال يدوية وتقليدية مئة بالمئة، و انهم رفضوا استخدام اي الة لكي يبهرنوا للعالم تمسكهم بهذا العمل الذي يعتبر من التقاليد والتراث الفلسطيني.

المصدر: تلفزيون الفجر