بقلم:حياة دوابشة
"في ظل الطفرة التكنولوجية التي نشهدها اليوم تواصل مجموعة mbc جهودها لتوسيع رقعة البث واستقطاب جمهور عالمي أكبر، ويبقى هدفنا توفير محتوى نوعي يمتاز بأخلاقيات رفيعة وجودة لا مثيل لها، إنها غايتنا الراسخة.. ورؤيتنا الطموحة" هذا هو نص رؤية العاملين في باقة mbc.
ولكن المثير للجدل إحدى قنوات الباقة قناة وناسه والتي تتناقض مع الأخلاقيات الرفيعة التي تمتاز بها رؤية العاملين في مؤسسة mbc .
ليس من الحق انتقاد هذه القناة لأنها وضعت لخدمة جانب الولع الموسيقي الذي يتمتع به شباب الأمة العربية، فهم بحاجة لأن يرتقوا من الناحية الموسيقية إذاً جاءت قناة وناسه لتملأ الفراغ الذي تركته باقي القنوات العربية.
قناة وناسه تذيع على مدار أربع وعشرين ساعة أغاني مصورة وحفلات موسيقية وبرامج تتناول أسلوب الحياة إلى جانب عرض القناة البرامج المسلسلة واشتهارها بتقديم حلقات "جلسات وناسه "كما يؤكده موقعها الرسمي.
وحتى نكون منصفين إن أدرت التلفاز في يوم جمعة على هذه القناة ستستغرب وستظن أنك أخطأت وضغطت على قناة أخرى لكن تعود لتكتشف بأنك لم ترتكب أي خطأ فما تسمعه وتشاهده هي حقا قناة وناسه.
القناة تتبع سياسة غريبة كل يوم جمعة حيث تعرض فقط أغاني عصرية ركيزة بعبارة أخرى "أغاني إسلامية"، فيبدو أن القناة والعاملين عليها يحترمون مشاعر المسلمين ويعطونهم إجازة من المجن والعصرية الغريبة كل نهاية أسبوع حتى يتفرغوا لأمور أخرى.
كما قلت ليس من الحق انتقاد هذه القناة ولكن ماذا عن باقي قنوات باقة mbc.
تستوقفنا قناة mbc4 التي تولت قبل حوالي السنة عرض برنامج "Arab got talent" برنامج الموهبة والذي استقطب ملايين المشاركين وتم تقليصهم حتى وصلوا لواحد وأصبح عربيا يمتلك موهبة فذة.
هذا البرنامج هو في الواقع نسخة عن ""American got talent وحتى عندما تم استنساخه لعرضه على القنوات العربية بقي بلغته "لا أعرف لمَ لم يتم استنساخه ليصبح العرب لديهم موهبة باللغة العربية" كان هذا أحد التعليقات الشهيرة التي تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت.
الشيخ محمد العريفي في إحدى حلقاته في برنامج قلبي معك طرح موضوع البرامج الغنائية التي تعرضها القناة وقال" هذه البرامج هدفها هدم طموح الشباب العربي وشغل طاقته بأمور أخرى حتى يبتعدوا عن مشاكل وهموم وطنهم ولا يكونوا قادرين على الإسهام بتطوير مجتمعهم".
وأضاف " إن هكذا برامج لها أهداف مبعدية أكثر مما نراها وهي إن كانت نجحت في أماكن أجنبية بأن تكون ترفيهية فهي في مجتمعاتنا العربية لا تغني ولا تسمن من جوع وهدفها استفزاز عواطف الشباب اتجاه ما يروه وما يسمعوه".
صحيفة الشرق القطرية نشرت مقالاً في أيام خلت تحت عنوان أرب غوت تالنت والإفلاس الموهبي جاء فيه"البرنامج اللي يجيك منه ريح.. انسخه واستريح"
وأضاف التقرير" برنامج ارب غوت تالنت ليس فيه أي عروبة أو موهبة خاصة والمواهب مستنسخة استنساخاً رديء الجودة، وهذا يوضح أننا سرقنا الجمل بما حمل، فلم نكتفِ باستنساخ البرنامج فقط بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك ألا وهو استنساخ المواهب أيضاً".
التقرير أصاب نقطة حساسة حين سأل السؤال التالي هل تتخيلون مشاركاً في برنامج أمريكان غوت تالنت يشارك وهو لا يتكلم اللغة الإنجليزية! واختتم أتمنى ألا يكون الإفلاس (الموهبي) الذي عانى منه البرنامج هو انعكاس لحال عالمنا العربي.
ليس هذا البرنامج الوحيد الذي تعرضه باقة mbc بل هناك أيضا برنامج غنائي آخر هو Arab idol -والذي يجي عرضه حالياً- منسوخ أيضا عن برنامج أجنبي والذي يرى كثير من النقاد أن لا غاية واضحة خلفه.
يذكر أن أحد الخليجين عندما تم بث البرنامج العام الماضي أنفق 15 أف دولار على متسابقة واحدة الأمر الذي حذا بأحد السوريين التعليق على شبكة التواصل الاجتماعي بقوله "في الوقت الذي كان يعرض فيه هذا البرنامج كان هناك أناس في سوريا تبكي الجوع ولم يجدوا الدعم الذي لاقاه هذا البرنامج في حلقة واحدة فقط ".
قد تبدو هذه القنوات وديعة وغير مؤذية في ظاهرها ولكن في باطنها ما هي إلا قنوات لا أخلاقية و ما تعرضه من برامج يجعل منها تلك القناة التي يجب الوقوف عندها وعند تلك الرؤية التي تتنافى مع ما يتم عرضه من برامج تستهدف كما يرى الكثيرون عقول الشباب العربي .
