يحرص كثيرون على التقاط صورة سيلفي عندما يأخذون جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا، ثم يتقاسمون هذه الصورة مع أصدقائهم ومتابعيهم على المنصات الاجتماعية، لكن هذه الخطوة التي قد تبدو بريئة وعفوية لا تخلُو من جدل يُوصف بـ"الأخلاقي".
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن بعض الخبراء يشجعون على التقاط صورة أثناء أخذ اللقاح، لأن هذه الخطوة ستشجع آخرين على يحذوا حذوهم، وهذا الأمر سيساهم في إقبال الناس على التطعيم.
ويراهن خبراء الصحة على التقاط هذه الصور، لأن كثيرين ما زالوا يشككون في سلامة اللقاحات، إذ تظهر استطلاعات الرأي أن ثلث الأميركيين يؤكدون أنهم لن يأخذوا اللقاح على الأرجح أو أنهم عازمون تماما على عدم أخذه.
في المقابل، يرى آخرون أن هذه الصور قد تكون بمثابة "استفزاز" لأشخاص لم يحصلوا حتى اليوم التطعيم، وربما سينتظرون طويلا، وبالتالي، فإن صور "السيلفي" إلى جانب اللقاح ستعملُ على تعزيز الفوارق وإشعار فئة من الناس بأنهم لا يحظون بالعناية الكافية.
وإلى غاية الآن، أخذ 47.2 مليون أميركي جرعة واحدة أو جرعتين كاملتين من اللقاح المضاد لكورونا في بلد هو الأكثر تأثرا في العالم بمرض "كوفيد 19".
ويرى الصحفي ميلز هوارد، أن نشر الصور قد يزيد من وقع "فوارق اللقاح"، لأن كثيرين لم يتمكنوا بعد من الحصول على جرعة تحميهم وتحمي أهلهم.
أما الطبيب في قسم الطوارئ، آلان دروموند، فيرى أنه من الأفضل أن يقوم الشخص الذي أخذ اللقاح بنشر هذه الصور على نطاق ضيق مع أصدقائه ودائرته المقربة، لأن أناسا كثيرين ما زالوا يعانون المخاوف في ظل الوباء وهم يترقبون التطعيم.
وخاطب الطبيب آخذي صورة السيلفي "لا ترشوا الملح على الجروح"، في إشارة إلى تقاسم لحظة التطعيم مع الجميع.
لكن ثمة من يصف أخذ "السيلفي" بإسداء خدمة للمجتمع، لأنه يبرز عدم خشية الناس من التطعيم، في الوقت الذي يعمل فيه المؤمنون بنظرية المؤامرة على بث الشكوك غير المبنية على العلم.
وحث بارون الأطباء الأعضاء في الاتحاد على نشر صورهم وهم يأخذون اللقاح إلى جانب عبارات تحفيزية من قبيل "لقد أخذت جرعتي من اللقاح، فماذا عنك؟".
ويقول إن استخدام أي قناة تواصلية لأجل التوعية بأخذ اللقاح أمرٌ جيد وتنبغي الاستفادة منه.