أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تصميم حكومته على صياغة دستور جديد مدني عبر إسهام مختلف الأطراف.
جاء ذلك في كلمة عقب ترؤسه اجتماع الحكومة اليوم الإثنين، في المجمع الرئاسي بأنقرة.
وقال أردوغان "نعتقد أن أهم مسؤوليات المؤسسة السياسية تخليص تركيا من أغلال الدستور الانقلابي"، مضيفاً "للأسف لم نحقق حتى اليوم حلمنا بدستور جديد ومدني يليق بشعبنا، لكن سننجح بذلك هذه المرة إن شاء الله".
وأردف "مصممون على استكمال دستور مدني جديد وطرحه على الشعب لإبداء رأيه فيه".
وقبل شهر من الآن، أعلن الرئيس التركي عن إمكانية قيام التحالف الجمهوري الحاكم الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية"، وأحزاباً أخرى، باتخاذ الخطوات اللازمة لصياغة دستور جديد للبلاد في الفترة المقبلة.
وبين أردوغان في كلمة له عقب اجتماع الحكومة، أن صياغة الدستور يجب أن تكون عبر ممثلي الشعب، وأن تحظى بالموافقة العامة من قبل الشعب نفسه.
وتأتي خطوة أردوغان في وقت تكثف فيه المعارضة تحركاتها من أجل إعداد مسودة دستور جديد يجمعها ويوحدها، استعداداً للانتخابات المقبلة، سواء في موعدها أو في حال كانت انتخابات مبكرة.
كما تأتي في ظل حديث الرئيس التركي عن الإصلاحات التي تعتزم حكومته القيام بها في مجال الحقوق والقانون والاقتصاد، والتي وصلت لمرحلة متقدمة من الإعداد من قبل الوزارات المعنية.
وقال أردوغان في هذا الصدد "الوزارات المعنية تواصلت مع المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني من أجل تلبية جميع الاحتياجات المطلوبة، ويتم الآن تقييم الوضع تمهيداً للوصول إلى النتيجة النهائية، ومشاركة الإصلاحات مع الشعب".
وأضاف "مهما غيرنا في القوانين فإن روح الانقلاب والوصاية موجودة في الدستور ولا يمكن مسح آثارها، ومن قبل طالبنا بتغيير الدستور، وطالبنا بأن يكون هناك تمثيلٌ متساوٍ من كل أحزاب البرلمان لكتابة الدستور بغض النظر عن النسبة البرلمانية، ولكن حزب الشعب الجمهوري عطل تلك المرحلة دون الوصول لأي نتيجة".
وأوضح أردوغان أنه "جاء وقت كتابة دستور جديد لتركيا، وهذا لا يكون في ظل من هم ملتصقون بالإرهاب، بل هذا يكون أمام أعين الشعب وبمشاركة شفافة من قبل ممثلي الشعب، وأن تقدم النتيجة لموافقة الشعب".
وختم كلامه بالقول "ربما حان الوقت لفتح النقاش حول دستور جديد في البلاد، ومن الممكن أن نتحرك في التحالف الجمهوري خلال الفترة المقبلة من أجل كتابة دستور جديد".
وقصد أردوغان في كلمته "الإرهابيين" حزب "الشعوب الديمقراطي الكردي" المؤيد لحزب "العمال الكردستاني"، المتحالف مع حزب "الشعب الجمهوري" و"الحزب الجيد" في تحالف "الشعب المعارض"، وبمشاركة الأحزاب المنشقة من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم وأهمها حزبا "دواء" و"المستقبل".
المصدر: (العربي الجديد، الأناضول)