الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
4 اعتداءات في شهر.. مستوطن يتسلّط على الكنيسة الرومانية بالقدس
تاريخ النشر: الأربعاء 03/03/2021 05:42
4 اعتداءات في شهر.. مستوطن يتسلّط على الكنيسة الرومانية بالقدس
4 اعتداءات في شهر.. مستوطن يتسلّط على الكنيسة الرومانية بالقدس

لم تتوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضد الأماكن الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، في مسعى واضح لاستهداف كل ما هو فلسطيني وإلغاء وجوده، تمهيدًا لتحويلها إلى مدينة يهودية.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة وبشكل ممنهج وخطير، حدة الاعتداءات التي يمارسها المتطرفون اليهود ضد المقدسات المسيحية بالقدس، وكان أحدثها الاعتداء على الكنيسة الرومانية الأرثوذكسية غربي القدس، وإشعال النيران في مدخل الدير المؤدي إليها.

وتعرضت الكنيسة الرومانية خلال السنوات الماضية لسلسلة اعتداءات وانتهاكات من اليهود المتدينين، كونها تقع بالقرب من الحي اليهودي الأرثوذكسي.

وقال مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، إن" مجهولين أضرموا النار أمس في مدخل دير الكنيسة الرومانية في القدس، لكن الكاهن المحلي نجح بإخمادها بسرعة".

وأضاف "هذا هو التخريب الرابع في شهر الذي يستهدف الدير، ويعتبر اليهود المتزمتين المعتدين المحتملين عليه"، مطالبًا سلطات الاحتلال بالتحقيق في هذه الحوادث بجدية، وتقديم المعتدين للعدالة.

وتقع الكنيسة في المصرارة غربي القدس، في منطقة محاذية لحي يُسمى "مئه شعاريم" الذي يقطنه المتدينون اليهود.

وتعتبر من أقدم الكنائس في المدينة، وذات معلم تاريخي، وبُنيت قبل مئات السنين، وقبل "قيام دولة الاحتلال" واحتلالها المدينة المقدسة.

إرهاب منظم

رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري ديلياني يقول لوكالة "صفا" إن مواصلة اعتداءات المتطرفين اليهود على الكنائس المسيحية بالقدس، يشكل "إمعانًا في العداء والإرهاب المنظم الذي تدعمه حكومة الاحتلال".

ويضيف أن" الكنيسة الرومانية تعرضت لثلاثة اعتداءات خلال الشهرين الماضيين وعلى يد نفس الإرهابي الإسرائيلي، دون أن يتم اعتقاله أو محاسبته على جريمته؛ ما يشجع كل متطرف على ارتكاب المزيد من الاعتداءات على الكنائس عامةً، وتلك الكنيسة خاصة".

ويؤكد استمرار استهداف الكنيسة، وفق ديلياني، تواطؤ حكومة الاحتلال في الأعمال الإرهابية التي تستهدف المسيحيين والمسلمين في القدس، خاصة أن شرطة الاحتلال لم توفر الحماية للكنيسة من اعتداءات المتطرفين.

ويشير إلى أن الاحتلال ومستوطنيه يستهدفون كل ما هو غير يهودي بالمدينة؛ بهدف طرد الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين.

ويتابع أن وجود الكنيسة وسط حي يهودي يُذكرهم بأن "هذه الأرض فلسطينية إسلامية مسيحية، ليس لليهود أي علاقة فيها"، لذلك يتمادون في الاعتداء عليها.

ويوضح ديلياني أن هذه الجماعات المتطرفة والعنصرية تتربى في مدارس دينية تدعمها حكومة الاحتلال ماليًا وسياسيًا وقانونيًا، ويتلقون رواتبهم منها، مما يؤكد أن "جرائمهم ما هي إلا إرهاب دولة منظم"، بتعبيره.

ويطالب دلياني بتواجد دولي في القدس لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من الإرهاب الإسرائيلي، "باعتبارها مدينة دينية حضارية تاريخية لمئات ملايين المسلمين حول العالم".

مدينة يهودية

ولا تريد سلطات الاحتلال أي معلم إسلامي أو مسيحي في القدس، لذلك تواصل سياساتها العنصرية ضد كل ما هو غير يهودي، وتُقدم الدعم للمستوطنين لتنفيذ تلك السياسات، كما يقول الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب.

ويوضح أبو دياب لوكالة "صفا" أن الاعتداء الإسرائيلي على دور العبادة والأماكن المقدسة، يأتي ضمن سياسة ممنهجة لاقتلاع الوجود الإسلامي والمسيحي من القدس، وجعلها مدينة يهودية خالصة، "لا يوجد فيها أي معلم يُدلل على هويتها الإسلامية التاريخية والحضارية الحقيقية".

ويشير إلى أن المستوطنين يحاولون منذ سنوات إغلاق الكنيسة الرومانية، وتحطيمها وإحراقها، وإبعاد كل من بداخلها؛ "لأن وجودها يغيظ المتدينين اليهود".

واستولى الاحتلال على كثير من المعالم التابعة للمسيحيين الشرقيين والروس، والواقعة بالقرب من الكنيسة، وجرى تحويل جزء منها لوزارة المعارف الإسرائيلية.

ووفق أبو دياب، فإن ما يشجع المستوطنين على مواصلة ارتكاب الجرائم ضد دور العبادة والمقدسات، عدم وجود رادع حقيقي وإجراءات عقابية صارمة بحقهم.

أما رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا فيقول في تصريح له، إن "الأعمال التخريبية في الكنيسة تحمل في طياتها عنصرية وعداء للمسيحية وكنائسها ورموزها الدينية من هذه الجماعات التي تتبنى فكرًا أيديولوجيًا متشددًا، ولا تقبل ولا تحترم خصوصية الآخر، ولا تقبل التعددية الدينية".

وتساءل: "هل ما يحدث يندرج في إطار سياسة هادفة لتطفيش من بقوا في هذا الدير من رهبان وراهبات من خلال تخويفهم وترهيبهم، أم أنها رسالة تقول بأنكم يا أيها المسيحيون ليس مرغوبا بكم في المنطقة؟!".

وأكد أن تكرار مثل هذه الأفعال يحتاج إلى متابعة واهتمام من جميع الجهات المعنية، وضرورة ردع المعتدين اليهود ومحاكمتهم ومساءلتهم.

كما أدانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اعتداء المستوطنين على الكنيسة، معتبرة أن "هذه الأعمال التخريبية تتعارض مع روح التعايش السلمي بين مختلف الطوائف الدينية في المدينة".

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017