وبعبارات أكثر شيوعا، هذا يعني أن الكويكب سيمر في حدود 16 مليون كيلومتر من كوكبنا، وهو ما يقرب من 40 مرة أبعد من القمر.
وعلى الرغم من هذه الأعداد الهائلة، فإن هذا يعني أن "أبوفيس" سيكون قريبا بدرجة كافية لرؤيته باستخدام التلسكوبات.
وقال موقع SpaceWeather: "كويكب "أبوفيس" يمر فوق الأرض هذا الأسبوع على مسافة آمنة تبلغ 0.11 AU (نحو 40 مرة أبعد من القمر).
هذه هي فرصتنا الأخيرة لدراسة صخرة الفضاء قبل أن تعود لتغرق عبر حزام الأقمار الصناعية المتزامن مع الأرض في أبريل 2029".
ويبلغ عرض صخرة الفضاء العملاقة 370 مترا، وإذا كان "أبوفيس" في طريقه لضرب الأرض، فمن المعتقد أن كويكبا بهذا الحجم سيكون قادرا على القضاء على دولة متوسطة الحجم.
وتشير الحسابات إلى أن صخرة الفضاء العملاقة ستمر بعد ذلك بالقرب من الأرض في عام 2029، عندما يلقي العلماء نظرة غير مسبوقة على الكويكب.
ومع ذلك، فإن الرحلة التي يجريها "أبوفيس" عام 2068، هي أكثر ما يهتم به الباحثون.
وصرح خبراء من جامعة هاواي سابقا أن هناك فرصة واحدة من كل 530000 فرصة لضرب الأرض في عام 2068.
ولكن في وقت سابق من هذا الشهر، قال الباحثون إن الفرصة الآن أصبحت واحدة من بين 380 ألفا.
ولوضع الأمور في نصابها، هذه فرصة بنسبة 99.99974٪ أن يخطئ الكويكب الأرض. ورغم ضآلة الفرص، إلا أنها موجودة.
واستخدم ديف ثولين، والمتعاونون معه في الجامعة تلسكوب Subaru، الذي يبلغ طوله 8.2 مترا في Maunakea، هاواي، لإجراء أحدث الحسابات.
وتشير نتائجهم إلى أن صخرة الفضاء الضخمة تنجرف أكثر من 500 قدم (حوالي 170 مترا) سنويا من موقعها المتوقع في مداره.
واكتشف العلماء في المعهد ما يُعرف بتسارع "ياركوفسكي" على سطح الكويكب، والذي يمكن أن يؤثر على مسار الصخرة لتحليقها عام 2068.
ويحدث تأثير "ياركوفسكي" عندما يغير كويكب أو جرم سماوي مداره بسبب دفعة صغيرة من الحرارة، إما من تلقاء نفسه لطرد الغازات، أو دفع الجاذبية والاندفاع من الأجرام السماوية بما في ذلك الشمس والأرض.
وفي هذه الحالة، اكتشف العلماء تفاعلا حراريا صغيرا يمكن أن يغير مسار "أبوفيس" بشكل طفيف.
وقال الدكتور ثولين: "عرفنا منذ بعض الوقت أن التأثير على الأرض غير ممكن خلال اقتراب عام 2029. الملاحظات الجديدة التي حصلنا عليها مع تلسكوب Subaru في وقت سابق من هذا العام، كانت جيدة بما يكفي للكشف عن تسارع "ياركوفسكي" لأبوفيس.
وأظهرت أن الكويكب ينجرف بعيدا عن مدار الجاذبية البحتة بحوالي 170 مترا في السنة، وهو ما يكفي للحفاظ على سيناريو تأثير 2068 قيد التشغيل".
وكان يعتقد سابقا أن هناك فرصة ضئيلة لأن يصطدم الكويكب بالأرض في عام 2036، على الرغم من استبعاد ذلك لاحقا.
وقال دون يومانس، مدير مكتب برنامج الأجسام القريبة من الأرض التابع لوكالة ناسا في مختبر الدفع النفاث في ذلك الوقت: "مع البيانات الجديدة التي قدمها Magdalena Ridge [معهد نيو مكسيكو للتعدين والتكنولوجيا] والمراصد البصرية Pan-STARRS [جامعة هاواي] إلى جانب البيانات الحديثة جدا التي قدمها رادار Goldstone Solar System، فقد استبعدنا فعليا إمكانية تأثير "أبوفيس" على الأرض في عام 2036.
كما أن احتمالات التأثير كما هي الآن أقل من واحد في المليون، ما يجعلنا مرتاحين للقول إنه يمكننا استبعاد تأثير الأرض بشكل فعال في عام 2036".
ومع ذلك، سيكون لدى علماء الفلك فهم أفضل لمسار الكويكب المستقبلي عندما يقترب من الأرض في عام 2029.
وستكون الصخرة في أقرب نقطة لها من الأرض قبل الساعة السادسة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 13 أبريل 2029، عندما تكون الصخرة الضخمة فوق المحيط الأطلسي.
وقالت مارينا بروزوفيتش، عالمة الرادار في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا، كاليفورنيا: "إن اقتراب "أبوفيس" في عام 2029 سيكون فرصة رائعة للعلم. سنراقب الكويكب بالتلسكوبات البصرية والرادارية. ومن خلال عمليات رصد الرادار، قد نتمكن من رؤية تفاصيل السطح التي لا يتجاوز حجمها بضعة أمتار".
وأُطلق على أبوفيس اسم إله الشر والظلام والدمار في مصر القديمة، وكذلك كويكب "يوم القيامة".
وإذا اصطدم الكويكب البالغ وزنه 27 مليار كيلوغرام بالأرض، فسيحسب العلماء أنه يترك فوهة بعرض يزيد عن ميل واحد وعمق مذهل يصل إلى 518 مترا.
وسيكون التأثير معادلا لتفجير 880 مليون طن من مادة تي إن تي - 65000 مرة أقوى من القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما.