أكدت جماعة الحوثي أنها نفذت عملية هجومية واسعة في العمق السعودي، فيما قالت وزارة الدفاع في المملكة إن قواتها تصدت لهذه الهجمات التي اعتبرتها "اعتداء إرهابيا ضد إمدادات الطاقة العالمية".
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إنهم نفذوا عملية هجومية واسعة في العمق السعودي، موضحا أن الهجمات استهدفت شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة وأهدافا عسكرية أخرى بمنطقة الدمام.
وأكد المتحدث العسكري أن مقاتلي الحركة أطلقوا 14 طائرة مسيرة و8 صواريخ باليستية صوب السعودية، موضحا أنه تم استهداف مواقع عسكرية أخرى في عسير وجازان، مشيرا إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار ما سماها عملية توازن الردع.
الرد السعودي
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع السعودية أن منطقة شرق المملكة قد تعرضت لهجمات بطائرة مسيرة وصاروخ باليستي.
وأورد بيان الوزارة أنه تم التصدي لهذه الهجمات، وكانت أولى هذه الهجمات عبر صاروخ باليستي أطلق لاستهداف مرافق أرامكو بالظهران، وتسبب في سقوط شظايا قرب المدنيين.
كما قالت وزارة الدفاع السعودية إنه تم تدمير طائرة مسيرة قادمة من البحر حاولت استهداف أحد خزانات ميناء رأس تنورة، ووصفت الهجوم بأنه فاشل، مؤكدة أنه تم إسقاط الطائرة المهاجمة قبل الوصول إلى هدفها.
وقد أعلنت وزارة الدفاع السعودية أن الهجمات على ميناء رأس تنورة ومرافق أرامكو في الظهران هي اعتداء إرهابي ضد إمدادات الطاقة العالمية.
بدورها، قالت وزارة الطاقة السعودية إن أحد الهجومين استهدف أكبر موانئ شحن البترول في العالم، ووصفت الهجمات ضد المملكة بأنها اعتداءات تخريبية وانتهاك سافر لجميع القوانين والأعراف الدولية.
وأضافت أن الهجمات تستهدف بدرجة أكبر الاقتصاد العالمي، داعية دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الأعمال.
السفارة الأميركية
وفي السياق، نصحت السفارة الأميركية في السعودية رعاياها باتخاذ إجراءات احترازية ومراجعة احتياطاتهم الأمنية بعد تقارير عن احتمال هجمات صاروخية وتفجيرات في الظهران والدمام والخبر.
وعلق المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية سالم اليامي على دعوة السفارة الأميركية بقوله إن تلك الدعوة تصب في خانة الرسائل الخاطئة التي قد يفهمها الحوثيون بطريقة خاطئة.
وأضاف اليامي في مقابلة مع الجزيرة أن الناس في المملكة يعيشون حياتهم بشكل عادي، ولديهم الثقة في قدرة قوات الدفاع السعودية على التصدي لأي اعتداء.
من جهته، عزا المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي الهجمات على السعودية إلى تعجل الإدارة الأميركية في رفع جماعة الحوثي من قائمة المنظمات الإرهابية دون أن تتفاوض معها أو تأخذ منها أي ضمانات.
عملية للتحالف
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام سعودية ببدء تنفيذ عملية عسكرية بضربات جوية ضد الحوثيين في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، وذلك بعد ساعات من إعلان المملكة اعتراض 12 طائرة مسيرة ملغمة أطلقها الحوثيون على أهداف داخل الأراضي السعودية.
ونقلت وسائل إعلام سعودية عن التحالف العسكري السعودي الإماراتي قوله إنه نفذ الأحد ضربات جوية على أهداف عسكرية لجماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران في صنعاء وعدة محافظات أخرى.
وأضاف التحالف أن العملية النوعية تتماشى مع القانون الدولي وقواعده العرفية، مشددا على أنه سيحاسب "القيادات الإرهابية" التي تحاول استهداف المدنيين.
وأكد أنه دمر منظومة دفاع جوي تابعة للحوثيين في مأرب، لافتا إلى دعمه عمليات الجيش الوطني والقبائل في المعارك التي تشهدها المحافظة.
وقالت مصادر للجزيرة إن غارات التحالف العسكري السعودي الإماراتي استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين في العاصمة صنعاء، مضيفة أن معظم القصف استهدف "معسكر الصيانة" التابع لوزارة الدفاع.
معارك مأرب وتعز
في الأثناء، قالت مصادر عسكرية يمنية إن عشرات القتلى سقطوا نتيجة تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية والحوثيين في جبهات عدة بمحافظة مأرب.
وكانت المصادر ذاتها قالت للجزيرة إن قوات الجيش أحبطت ما وصفتها بمحاولة تسلل واسعة للحوثيين في مديرية صرواح غربي المحافظة، واستهدفت مدفعية الجيش مواقع وآليات للحوثيين.
وفي محافظة تعز، قال مصدر عسكري إن قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية استكملت السيطرة على كافة المواقع التي كانت تسيطر عليها جماعة الحوثي في الريف الغربي لمديرية جبل حبشي.
ونقل المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري عن المصدر قوله إن المعارك انتقلت إلى منطقتي الطوير والكويحة في منطقة عزلة اليمن بمديرية مقبنة.
وأضاف أن العشرات من المسلحين الحوثيين سقطوا بين قتلى جرحى.