كشف متحف قطر الوطني عن تعاونه مع عدة جهات محلية وعالمية لإجراء بحوث وسلسلة من الورش حول بقر البحر، وهو حيوان ثديي بحري يتخذ من مياه قطر موطناً له.
وسيفتتح المتحف في مقره معرض "حكايات بقر البحر: رحلات في مروج الأعماق" يوم 30 مارس/ آذار الحالي، ويستمر لغاية منتصف يوليو/ تموز المقبل.
وأنشأت المؤسسات الشريكة، وهي "إكسون موبيل" للأبحاث قطر، وجامعة قطر، ومكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" في الدوحة، وجامعة "تكساس إيه آند إم" في غالفيستون، ووزارة البلدية والبيئة القطرية، لجنة خبراء المحتوى، التي عنيت بمراجعة المعلومات قبل وضع الصيغة النهائية لبرنامج المعرض.
ووفقاً لبيان أصدره متحف قطر الوطني، اليوم الأحد، أجرت اللجنة تقييماً للأبحاث الجارية على البيئة البحرية بشكل عام، مع التركيز على أبقار البحر والوقوف على الموضوعات الرئيسية التي ستعرض خلال المعرض.
وقالت باحثة المعارض، في متحف قطر الوطني، لينا باتمالي: "إن متحف قطر الوطني عمل بشكل وثيق مع مؤسسات مختلفة لتطوير دراسة أبقار التي تشكل جزءاً خاصاً من تاريخ قطر الطبيعي، واعتبرت هذا البحث العلمي أمراً حيوياً للحفاظ على بيئة أبقار البحر وإنقاذها من الانقراض.
وسيسلط المعرض الضوء على حيوانات بقر البحر من منظور علمي وبيئي، وسيعرض سلالاتها السابقة وعاداتها ومواطنها الأصلية والتهديدات التي تواجهها، فضلاً عن أهمية البحث العلمي في حمايتها من الانقراض.
وتوجد في قطر، وتحديداً في جنوب الخرايج إلى منطقة العريق، أحفوريات لأبقار البحر تعود للعصر الميوسيني (23 إلى 5 ملايين سنة)، وقد عاش بقر البحر في المياه القطرية لأكثر من 7500 عام. إذ يمكن العثور على قطعان تتكون من 600 إلى 700 من أبقار البحر، وهو أكبر تجمع لتلك الحيوانات في العالم.
والخليج ثاني أكبر تجمّع لأبقار البحر في العالم بعد أستراليا، وهي تعيش طويلاً وتتغذى على أعشاب البيئة البحرية، وتواجه خطر الانقراض بسبب أنشطة الصيد البحري، والتلوث البيئي، وبسبب ارتطام أجسادها بالسفن.
وتركز جهود المؤسسات الشريكة البحثية المشتركة على أبقار البحر القطرية بشكل خاص ومبادرات الحفاظ عليها لحماية موطنها، إذ تميل الثدييات البحرية إلى البقاء منعزلة أو في مجموعات صغيرة، وعادة ما تتكون من الأم وصغيرها، ولكنها شوهدت في قطعان كبيرة في أثناء فترة التكاثر. ومع ذلك، تميل أبقار البحث في الخليج العربي إلى التحرك في مجموعات كبيرة.
وأوضح البيان أنه سجل أول أكبر تجمع من أبقار البحر على الإطلاق في العالم بلغ 674 بقرة، بين قطر والبحرين في عام 1986. أما في عام 2020، فسُجِّل تجمّع يفوق العدد السابق، إذ وصلت أعداد أبقار البحر إلى ما يقارب 840 رأساً.
وتتولى "إكسون موبيل" للأبحاث قطر وشركاؤها، منذ 2014، جمع عيّنات أبقار البحث من الساحل الغربي لدولة قطر، ودراسة هذه الثدييات، ويسعى الخبراء من خلال البحث إلى معرفة الحقيقة وراء وجود مجموعات كبيرة في الخليج العربي لهذه الثدييات البحرية التي تميل عادة إلى العزلة.
ويدرس الخبراء العوامل الملوثة وتأثيرها في أعشاب البحر ومياهه، التي تشكل الموطن الطبيعي لأبقار البحر.
المصدر: العربي الجديد