تعتزم شركة تويتر، عملاق شبكات التدوين المصغر على الإنترنت، إطلاق خدمة غرفة الدردشة الصوتية "تويتر سبيسز"، الشهر المقبل.
ويقول خبير وسائل التواصل الاجتماعي أحمد بسيوني، إن "إطلاق تويتر لخدمة سبيسز واحدة من تحركات الشبكة لجذب مزيد من المستخدمين ومن ثم تحقيق الأرباح في مواجهة الأزمة المالية، التي تواجه الشركة منذ سنوات، مع وجود انتقادات موجهة إليها بشأن انتهاك
ويضيف بسيوني في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، أن "استنساخ المتنافسين على سوق التكنولوجيا للتجارب الناجحة التي يخلقها الآخرون هي سمة كل شركات وسائل التواصل الاجتماعي لتعظيم الأرباح، وهو بالضبط ما تسعى إليه تويتر عبر إطلاقها خاصية سبيسز لجذب شريحة من مستخدمي كلوب هاوس".
وأشار بسيوني إلى إقدام المستخدمين على الخدمات الصوتية في السنوات الأخيرة "لأنها تُسهل التواصل المباشر بين البشر، حيث يستطيع الفرد التعبير عما يدور بداخله ببساطة وأريحية، كأنها جلسة على المقهى بين الأصدقاء، دون التكلف بالكتابة كما الحال بالنسبة لتطبيقات أخرى، وعدم اضطرار مستخدميها إلى التقيد بهيئة معينة كما تفرض بعض تطبيقات الفيديو مثل زووم".
ويعتقد استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني محمد الحارثي، أن سبب إطلاق تويتر لخاصية سبيسز هو "مواكبة تغير مستقبل التواصل الاجتماعي بعد جائحة كورونا"، ضاربا المثل بالنجاح الكبير الذي حققه "كلوب هاوس" بعد تفشي الأزمة عالميا.
ويضيف الحارثي، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، أن "التواصل الصوتي هو مستقبل الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي لقدرته على تقريب البشر من بعضهم البعض في ظل ما يفرضه التقدم التكنولوجي والظروف العالمية الحالية من تباعد إنساني".
وتوقع أن "يكون مستقبل الاجتماعات والمؤتمرات داخل غرف الدردشة الصوتية".
الشركة تسعى من خلال "تويتر سبيسز" إلى منافسة تطبيق "كلوب هاوس"، الذي اكتسب زخما عالميا وانتشارا كبيرا خلال الأسابيع الماضية.
وتشير التقديرات إلى بلوغ عدد مستخدمي تطبيق "كلوب هاوس" إلى 25 مليون مستخدم، بعدما كان عدد مرات تنزيل التطبيق حتى أول فبراير الماضي 3.5 مليون مرة فقط ثم وصل إلى 8.1 مليون مرة يوم 16 فبراير، بحسب تقرير نشرته شركة "آب آني" للاستشارات.
لا يعتقد بسيوني أن ينجح "تويتر سبيسز" في إزاحة "كلوب هاوس" من على عرش خدمات الدردشة الصوتية، قائلا: "كلوب هاوس جذب ملايين المستخدمين في أسابيع قليلة، رغم اقتصار نظام تشغيله على مستخدمي آي.أو.إس، وهي الأعداد التي يتوقع أن تتضاعف مع السماح لمستخدمي أندرويد من التمتع بخدماته، وهو ما ينتظر تطبيقه خلال الأسابيع المقبلة، بعكس تويتر الذي عليه أن يبدأ من الصفر في التسويق لخاصيته الجديدة، والتي لا تتيح بحسب المعلن إلى الآن أكثر ما يوفره كلوب هاوس الآخذ في الانتشار".
ففي غضون بضعة أشهر فقط، طرحت شبكة تويتر خاصية غرفة الدردشة الصوتية للتجربة، وسرعان ما تكرر إدخال تعديلات على هذا المنتج مثل إضافة العناوين والأوصاف وخيارات الجدولة ودعم المضيفين المشاركين والمشرفين وقوائم الضيوف وغير ذلك، ويرى موقع "تك كرانش" أن هذا الطرح للخدمة على نطاق عام سيكون سريعا جدا بالنسبة لتطوير منتج تم طرحه للتجربة فقط في أواخر العام الماضي.
ولا يعتقد الحارثي، أن ينجح "تويتر" في جذب مستخدمي "كلوب هاوس"، شارحا: "نجاح كلوب هاوس في جذب شريحة المستخدمين العطشة للدردشة الصوتية يجعل من الصعب على أي شركة أخرى استقطابهم لصالحها، خصوصا مع نجاح كلوب هاوس في تلبية حاجات المستخدمين بالكلية، وعدم ظهور مشاكل تقنية تُنفر المستخدمين من التطبيق، وهو ما يفرض على تويتر جهدا وتكاليف إضافية لجذب مستخدمين إلى منصتها الجديدة في ظل تواجد أخرى تعتبر سباقة ورائدة في ذلك المجال".