يصدم المرء عند اكتشافه للمعايير الأخلاقية التي يتربى عليها جنود جيش الاحتلال، والتي تسمح لهم، وتجيز قتل الأطفال وقنصهم في رؤوسهم وظهورهم خلال المسيرات في الضفة الغربية، وتعذيبهم كالكبار دون رحمة أو شفقة خلال الاعتقال والتحقيق.
بث الذعر والرعب والخوف في نفوس الأطفال تحت جنح الليل، ومداهمة بيوتهم للاعتقالات اليومية؛ حين يكون الأطفال نائمين ويحلمون أحلاما جميلة ليستيقظوا فجأة على صراخ وسلاح ووجوه مشحبرة بالسواد، وتفتيشات همجية قاسية واشاعة الدمار، والشبح في البرد القارص، هذا بنظر جيش الأخلاق العظيمة؛ رحمة وإنسانية ورأفة لا حدود لها.
أصغر مقاوم فلسطيني لديه من الأخلاق أكثر من جيش الاحتلال جميعه؛ فالقوى الفلسطينية تمتعت بقوة أخلاقية عالية خلال تنفيذها للعمليات ضد الاحتلال؛ بحيث ابتعد المقاومون عن قتل الأطفال والنساء؛ بعكس جيش الأخلاق الذي قتل امرأة على حدود خان يونس، وقتل الفتى سمير عوض من بدرس، وقتل الطفل وجيه الرمحي من مخيم الجلزون قبل اسابيع، وقنصه في ظهره عن بعد 200متر كما أثبتت التحقيقات.
من المؤكد ان جيش الأخلاق العظيمة والجيش الذي لا يقهر لا يعرف أنه حتى قطع شجرة لا يجوز عند المسلمين في الحرب، فكيف له أن يستمتع بقتل وذبح الأطفال الفلسطينيين، وبدون حرب؟!
القوة الأخلاقية تشكل عنصراً قوياً في جلب النفوس، وقبول الآخر، وبالقوة الأخلاقية العظيمة فقط ودون حرب، انتشر الإسلام، ووصل دول بعيدة. فالأخلاق مهمة جدا في تربية وتنشئة الإنسان بشكل سوي بعيدا عن الوحشية والهمجية التي يتمتع بها جنود الاحتلال بامتياز خلال ملاحقة وقتل وتعذيب أطفال الضفة.
القوة الأخلاقية في غاية الأهمية؛ الأشخاص او الدول التي تريد أن تنشر فكرها وطريقتها في الحياة؛ يجب أن تحرص على التميز الأخلاقي بحيث يبقى الضمير الإنساني لديها حيا ومتحفزا دائما؛ من أجل الإيثار والوفاء والصدق والإخلاص في العمل والقيام بالواجب والدفاع عن الحق، لا الدفاع عن التصرفات المشينة والمخجلة، ولا الزعم الكاذب من قبل جيش الاحتلال؛ أنه صاحب أخلاق رفيعه، وقيم ومثل عليا، وأنه جيش لا يقهر.
وقبل يومين فقط؛ قام مئات الجنود في الجيش الاكثر اخلاقية في العالم بهدم منزل على شاب، وسحق منزله بجرافة ضخمة، واطلق عليه زخات من الرصاص الجبان، وأرده قتيلا وامام الكاميرات والعالم .
جيش الاخلاق العظيمة يعلم الفلسطينيين كيف تكون الاخلاق وحقوق الانسان؛ فقتل وتعذيب الاطفال خلال التحقيق، وأسر عشرات الفتيات والنساء ومئات الأطفال وآلاف الفلسطينيين في سجون لا تصلح حتى للحيوانات، هو بنظر الجيش الاكثر أخلاقية قمة في الأخلاق والمعاملة الانسانية .
وصف جيش الاحتلال بأنه "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم" جاء من خلال قادته، فالأخلاق عند الاحتلال تعني قتل الأطفال بالفسفور الأبيض المحرم دوليا كما حصل في غزة عام 2008، واعتقالهم وضربهم وشبحهم وفرض الغرامات عليهم، وحرمانهم حتى من اللعب كبقية أطفال العالم عبر الجدار والحواجز وحصرهم في كانتونات ومخيمات.
جيش الاخلاق يحاسب ويقتل سلفا على النوايا؛ وهو الجيش الوحيد في العالم يتصرف هكذا بوحشية لا نظير لها، ويستغل تفوقه خلال الاعتقالات بالقتل؛ فلا توجد طريقة أخرى لاعتقال الشاب معتز وشحه سوى تصفيته بصاروخ "لاو" وهدم بيت عائلته فوق رأسه؛ فهكذا تكون الأخلاق العظيمة!