شهاب_قال الضابط الإسرائيلي حاييم مانور، إن "الهدوء الأمني في الضفة الغربية المحتلة موجود فقط في وسائل الإعلام، لأن الهجمات الفلسطينية تتفجر على مدار الساعة هناك، وحان الوقت للتوقف عن تجاهل هذا الواقع الأمني".
وأضاف مانور، المسؤول الأمني السابق في جهاز الأمن العام-الشاباك، في مقال بصحيفة مكور ريشون، أن "الجمهور الإسرائيلي، مثل قيادته، في غيبوبة عميقة؛ بسبب شعور وهمي بالصمت والهدوء، رغم أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن الضفة الغربية تغلي، والأرض تهتز، لكن جرس الإنذار ليس له صدى بين الإسرائيليين".
وأشار مانور، الذي خدم في مناطق الخليل وبيت لحم ونابلس، وهو عضو في حركة "ضباط من أجل أمن إسرائيل"، أن "البيانات الرسمية الصادرة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تكشف حقيقة هجمات إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف في مناطق الضفة الغربية، حيث وقعت 1500 حادثة رشق حجارة في 2020، وألقيت 229 زجاجة حارقة على المستوطنين، ولم يذكر الجيش الإسرائيلي هجمات مماثلة ضد جنوده".
وأكد أنه "إذا ذكرنا العمليات ضد الجيش الإسرائيلي، فإن عددها الإجمالي في عام 2020 بلغ 3951 عملية رشق بالحجارة، إضافة إلى 698 زجاجة حارقة، بمعدل 11 عملية رشق بالحجارة وزجاجتين مولوتوف كل يوم، وبحسب جهاز الأمن العام، فقد شهد عام 2020 تنفيذ 56 عملية مسلحة، قُتل فيها ثلاثة إسرائيليين وجُرح 46 آخرون، ومجموع الهجمات التي تم إحباطها تصل 40 هجوما شهريا، أي أكثر من هجوم واحد في اليوم".
وأضاف أن "الصمت الذي يمر به الجمهور الإسرائيلي وهمي، وقد يتحول إلى مجرد صمت مؤقت في حالة إلقاء أي حجر على رأس جندي أو مستوطن، لأن أي زجاجة حارقة قد تحرق مركبة أو منزلً على ركابها، وأي محاولة اختطاف قد تتدهور لمواجهة عسكرية شاملة، ويكفي أن نذكر اختطاف وقتل طلاب المدرسة الدينية الثلاثة في غوش عتصيون وحرب الجرف الصامد في غزة 2014".
وأشار إلى أن "الإسرائيليين مطالبون بأن يفهموا أن أي حادث من هذا القبيل ينطوي على خطر كبير على حياتهم، ما قد يسفر عنه إمكانية تفجيرية واسعة النطاق، وإن قدرتهم على عيش حياة روتينية في واقع مشبع بالهجمات مسلحة بقوات الأمن الإسرائيلية، ومساهمة قوات أمن السلطة الفلسطينية".
وأوضح أن "تآكل حكم السلطة الفلسطينية، وتراجع دوافع العاملين في أجهزتها الأمنية، من خلال غياب أي أمل سياسي، يجعلهم يُنظر إليهم من قبل مواطنيهم بأنهم "متعاونون مع الاحتلال"، فيما يتداول الإسرائيليون مصطلحات شائعة من قبيل أن مكافحة الهجمات تشبه جز العشب، لكن هناك الكثير مما يجب عمله لتغيير هذه الصورة".
وأكد أنه "قبل كل شيء، هناك حاجة أمنية إسرائيلية لطريقة تفكير مختلفة تتعلق بالاستقرار الأمني على الأرض، والفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتقليل الاحتكاك بينهم، ودراسة التحركات لخلق الأمل والرفاهية الاقتصادية على الجانب الآخر، لكن هذا لن يحدث ما دام الجمهور يعيش في وهم الاستقرار والهدوء، ولا يدرك المعطيات المذهلة لمدى الهجمات الفلسطينية في الضفة الغربية".
وختم بالقول إنه "إذا استمر القادة الإسرائيليون في المقامرة بأن السلطة الفلسطينية لن تنهار، وأن أجهزتها الأمنية لا تخضع لضغوط الشارع، فإن ذلك لن يسهم في منع أي هجوم قادم، وإلا فلن يكون أمام الإسرائيليين المزيد من الوقت للاستيقاظ على حقيقة أمنية متفاقمة في جميع أنحاء الضفة الغربية".