– الحياة الجديدة – عبد الهادي عوكل - شكل تفشي فيروس كورونا من جديد في قطاع غزة، حالة من القلق الشديد للمواطنين بعد أن ارتفعت الإصابات إلى أكثر من 1500 إصابة يومياً، وهو ما دفع خلية الأزمة في غزة للعودة للإجراءات التقييدية في محاولة منها لمنع التجمهرات والتجمعات بين المواطنين لتخفيض عدد الاصابات.
بين الاجراءات التي اتخذت، وقف حركة المركبات بشكل كامل اعتباراً من الساعة 9 مساء اليوم الأربعاء، وحتى الساعة السادسة صباح الأحد القادم، مع تعطيل عمل جميع المؤسسات التعليمية، رياض الأطفال والمدارس، والجامعات، حتى إشعار آخر.
مع استمرار إغلاق صالات الأفراح، ومنع التجمعات، والإغلاق الليلي يومياً عند الساعة 9 مساء، وإغلاق الأسواق الشعبية الأسبوعية، ومنع إقامة الحفلات وبيوت العزاء في الشوارع العامة.
وتأتي هذه الإجراءات مع قرب شهر رمضان المبارك المتوقع قدومه يوم الاثنين القادم 12 أبريل، الأمر الذي سيجبر المواطنين يوم الأحد إلى الأسواق والمحال التجارية للتجهيز لشهر رمضان المبارك.
وعادة ما يشهد موسم شهر رمضان المبارك، اكتظاظ شديد في الأسواق والحركة التجارية، حيث يعتبر التجار هذا الموسم مليء بالخير والبركة، خاصة وأن غالبية المحال التجارية استعدت للموسم وكدست البضائع في محلاتها.
ولجأ بعض المواطنين إلى التجهز لشهر رمضان من اليوم الأربعاء، لتفادي الاكتظاظ يوم الأحد القادم الذي يعتبر وقفة شهر رمضان.
المواطنة أم محمود صلاح، رأت أن النزول للسوق يوم الأحد القادم فيه مخاطرة كبيرة، نظراً لتجمهر الناس في الأسواق، وهو مكان باعتقادها سيكون مليئاً بالفيروس، لذلك اقتنصت الفرصة اليوم الأربعاء لتجهيز بيتها بالمطلوب لشهر رمضان، خاصة أن رواتب الموظفين تم صرفها اليوم.
وحثت المواطنين لعدم الاستهتار بكورونا، وضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية، مشيرة إلى أنها فقدت والدها من هذا الفيروس. وشددت على ضرورة تقييد الحركة قدر الإمكان وإغلاق الاماكن التي يتجمهر فيها المواطنون، كالمساجد، والاسواق وبيوت العزاء خلال شهر رمضان المبارك.
في ذات السياق، حرص المواطن ابراهيم عبدالقادر، على التسوق لشهر رمضان، لتفادي الزحمة والاكتظاظ التي يسود الأسواق والمحالات التجارية يوم الوقفة التي من المتوقع أن تكون يوم الأحد القادم. وعبر خلال حديثه لمراسلنا في سوق مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، عن ارتياحه لصرف الرواتب مبكراً قبل بدء سريان الإغلاق، خاصة وأن الشهر الفضيل بحاجة لمصاريف خاصة.
وحث المواطن عبد القادر الجهات المختصة لملاحقة التجار الذين يتلاعبون في الأسعار، لافتاً إلى أن الأسعار تختلف من تاجر لآخر، وهو أمر يجب ملاحقته، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع، وأن هناك شرائح مختلفة من المجتمع بحاجة لكل شيقل.
ومع بدء صرف رواتب الموظفين، انتعشت حركة السوق والمحال التجارية، للاستعداد لشهر رمضان المبارك.
وأفاد التاجر أسامة لبد، لـ "الحياة الجديدة"، أن الحركة التجارية ازدادت نشاطاً بعد ظهيرة اليوم الأربعاء، خاصة بعد صرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية.
ويلفت إلى أن ازدياد الحركة التجارية قبل موعدها جاء نتيجة الاغلاقات التي تم إقرارها في غزة والتي ستبدأ حيز التنفيذ مع تمام الساعة التاسعة مساءً. وأوضح أن السلع متوفرة بكثرة وتناسب جميع المستويات، حيث السلع المحلية والمستوردة، عازياً ارتفاع بعض أنواع السلع بسبب موسم رمضان، وسرعان ما تتراجع بعد الأسبوع الأول منه.
وفي ظل المعطيات التي تعلنها الصحة بصعوبة الوضع في ظل تفشي كورونا، الأمر الذي يستدعي من المواطن أخذ درجات الحيطة والحذر، والالتزام بالاجراءات الوقائية، وعدم الاستهتار مطلقاً حتى لا يقع فريسة لفيروس كورونا.