واشنطن_ أصداء
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الأربعاء أنها ستتبرع بمبلغ 150 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، معيدة بذلك دورها كصديق وداعم على مدى عقود طويلة للوكالة التابعة للأمم المتحدة والتي تقدم خدمات تنمية بشرية ومساعدات إنسانية منقذة لحياة لاجئي فلسطين في الشرق الأوسط.
وتأتي استعادة التمويل هذه بعد سنوات من أزمة مالية حادة عانت منها الأونروا؛ فيما عملت جائحة كوفيد-19 على زيادة حدة الوضع سوءا، الأمر الذي أجبر الأونروا على الاستجابة لأزمة صحة عامة في خضم أخطر أزمة مالية في تاريخها وعلى إدارة مواردها على أساس شهري بسبب التمويل غير الموثوق.
ومنذ الوقت الذي تم فيه تأسيس الأونروا في عام 1949 وحتى عام 2018، كانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر ممول للوكالة، وكانت تعمل على ضمان أن الأونروا قادرة على الإيفاء بولايتها الممنوحة لها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تقضي بتقديم المساعدة الإنسانية للاجئي فلسطين إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم للنزاع.
وفي معرض تعليقه على الإعلان الأمريكي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن "الولايات المتحدة الأمريكية سعيدة باستئناف الدعم لخدمات الأونروا، التي تشمل التعليم لأكثر من 500,000 طالب وطالبة فلسطينيين، وبالتالي توفير الأمل والاستقرار في أقاليم عمليات الأونروا الخمسة في لبنان والأردن وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة".
وسيعمل التمويل الأمريكي الجديد الذي تم الإعلان عنه على دعم موازنة البرامج الكلية للأونروا – والتي غالبيتها تعمل على تمويل العمليات لأكثر من 700 مدرسة تقوم بتعليم ما يزيد على نصف مليون طفل وما يقارب من 150 عيادة صحة أولية تقدم استشارات طبية لما مجموعه 8,5 مليون مريض سنويا – علاوة على نداءات الطوارئ التي تطلق استجابة للتحديات الإنسانية الحادة في سوريا والضفة الغربية (بما في ذلك في القدس الشرقية) وغزة. إن هذه الأموال ستقدم الدعم للمعونة الغذائية والمساعدة النقدية الطارئة والصحة الطارئة والصحة النفسية والإسناد النفسي الاجتماعي والتعليم في حالات الطوارئ والحماية وتوفير المياه والتصحاح والاستجابة لجائحة كوفيد-19.
وقد أعرب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن امتنانه للعلاقة المتجددة بين الأونروا والولايات المتحدة الأمريكية مرحبا بعودة التمويل بالقول: "إن الأونروا والولايات المتحدة شريكان تاريخيان في العمل سويا، جنبا إلى جنب مع الدول السخية الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة، من أجل ضمان ازدهار لاجئي فلسطين. لا يمكن للأونروا أن تكون أكثر سعادة لأننا سنتشارك مرة أخرى مع الولايات المتحدة لتقديم المساعدة الحرجة لبعض اللاجئين الأشد عرضة للمخاطر في كافة أرجاء الشرق الأوسط والإيفاء بمهام ولايتنا بتعليم وتوفير الرعاية الصحية الأولية لملايين اللاجئين كل يوم. لا توجد مؤسسة أخرى تقوم بما تفعله الأونروا، ونحن ملتزمون بحماية سلامة وصحة ومستقبل ملايين اللاجئين الذين نقوم على خدمتهم. إن التبرع الأمريكي يأتي في وقت حرج، وفي الوقت الذي نواصل فيه التأقلم مع التحديات التي تفرضها جائحة كوفيد-19. إننا نشجع كافة الدول الأعضاء على التبرع للأونروا"..