الرئيسية / مقالات
رمضان الثاني في عصر كورونا...
تاريخ النشر: الخميس 08/04/2021 22:43
رمضان الثاني في عصر كورونا...
رمضان الثاني في عصر كورونا...

رمضان الثاني في عصر كورونا...
بقلم: تسنيم صعابنة
أيام قليلة تفصلنا عن صيام أول يوم من شهر رمضان المبارك، الذي يأتي للعام الثاني في ظروف استثنائية غيرت بشكل غير مسبوق مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس، وستغير الوجه المألوف لهذا الشهر الفضيل.
ويحتفل المسلمون في شهر رمضان المبارك للعام الثاني على التوالي في ظل جائحة كورونا، وإجراءات الإغلاق والتشديد، والالتزام بارتداء الكمامة، فهل ستبقى هذه الإجراءات نفسها هذا العام؟؟؟؟؟
يصوم المسلمون في جميع أنحاء العالم تحت قيود وإجراءات متشددة أعاقت شعائرهم الدينية المعتادة، الذي يمارسونها في هذا الشهر الفضيل، ومنها صلاة التراويح في المساجد جماعة، ولكن هذه المرة ليست الأولى التي يحل فيها الشهر الفضيل في ظل الجائحة، فهذا العام الثاني الذي يحل على المسلمين مع انتشار الوباء.
"ومن الأوبئة التي عرفها المسلمون خلال التاريخ الطاعون، والجذام، الجدري، والكوليرا، والملاريا، وكان الطاعون الأشد وطأة بينها، لأنه انتشر على نوبات متكررة عبر عدة قرون، وأودى بحياة كثر، من مصر إلى الشام والعراق والحجاز". (المصدر: البي بي سي)

ولا تقتصر التغييرات التي ستلحق برمضان فقط على مظاهر التعبد الجماعي والزيارات العائلية، والإفطار الجماعي، وإنما حتى على الفريضة الجوهرية نفسها، فقد انطلق جدل حول ضرورة الصوم هذا العام من عدمه بسبب كورونا، وبينما هناك آراء تقول بأن ما يسببه الصوم من جفاف في الحلق يمكن أن يجعل الإصابة بالفيروس أكثر خطورة وعليه فيجوز رفع فريضة الصوم هذا العام استثناءا وتعويضها بإطعام المساكين.
"وسبق لمنظمة الصحة أن أكدت على عدم وجود ما يمنع صيام الأصحاء، داعية المرضى المصابين للتشاور مع أطبائهم بهذا الخصوص، بالإضافة إلى ضرورة اعتناء الجميع بالصحة النفسية "فلا بد من طمأنة الأشخاص بأنه لا يزال بإمكانهم ممارسة طقوسهم واستقبال شهرهم الفضيل، ودعت المنظمة أيضا الحكومات للنظر بجدية في مسألة إلغاء المحافل الاجتماعية والدينية وتعويضها بالبدائل الافتراضية، وذلك تماشيا مع مستوى الخطر، الذي على الحكومات تقييمه". (المصدر: سكاي نيوز)

و"ذهبت آراء أخرى إلى أن الصوم قائم طالما لم يثبت علميا تأثيره على مسألة الإصابة بفيروس كورونا، وهو الرأي الذي اتجهت إليه في مصر لجنة البحوث الفقهية في مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر المصري، وحسمت النقاش بالتأكيد على غياب دليل علمي حتى الآن على وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بكورونا وبالتالي يجب الصوم". (المصدر: DW)

وعلى الرغم من أن الشهر الفضيل سيفقد أبرز وأهم الطقوس الجماعية، والاقتصار على التعبد الفردي داخل البيت، بدلًا من التعبد الجماعي، إلا أن هذا يعتبر تجربة جيدة لممارسة الطقوس الدينية بعيدًا عن الأشكال المظهرية التي يمكن أن تخرج بالبعض عن مقاصده وأهدافه الحقيقية.

ولاشك بأن الإفطار في ظل الإغلاق والتشديد والتباعد مكللًا بالوحدة، وشعور العائلات بانعزالها عن بعضها البعض، ومن المحتمل أن يلجأ الأشخاص إلى منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الالتقاء وجهاً لوجه، مثل تطبيق zoom، وخاصة أثناء تناول الإفطار.

وبالنسبة للصلاة فعادًة تمتلئ المساجد بالمصليين لأداء الصلوات، خاصة صلاة التراويح، ولكن هذا العام الثاني التي تبقى فيه المساجد مغلقة بسبب انتشار الأوبئة، مع العلم أن بعض المساجد تفتح أبوابها أمام المصليين مع الالتزام بالإرشادات والتعليمات للسيطرة على انتشار الفيروس، والحرص على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.
وفي كثير من الدول الإسلامية تم حظر الموائد الجماعية خلال شهر رمضان المبارك، ومنع خيام الإفطار التي كانت تقام في كثير من المناطق.

وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة الشرق الأوسط، من زيادة محتملة في الإصابات بفيروس كورونا في المنطقة خلال شهر رمضان، داعيا إلى أن يحمي الناس أنفسهم.

"وقد أعلنت السلطات في المسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية أن العدد الإجمالي للمصلين في رمضان بالمسجد لن يتخطى 60 ألفاً في وقت واحد، مع الالتزام الإجباري بالتباعد الجسدي. وجدير بالذكر أن سعة المسجد قبل الجائحة كانت تبلغ 350 ألف مصلٍ". (المصدر: عربي بوست)
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017