يتأثر استهلاك التلفزيون في شهر رمضان بشكل واضح، كما يفرض عاداته وطقوسه على كل شيء، بما في ذلك استخدام الإنترنت والأجهزة الإلكترونية. والعام الماضي، أضيفت إلى أجواء الشهر ظروف جائحة كورونا التي فرضت قواعدها على قواعد رمضان السنوية.
مشاهدات التلفزيون
في شهر رمضان الماضي، أول رمضان في زمن كورونا، أظهرت أرقام مشاهدة التلفزيون نمواً. ويوضح تقرير صادر من شركة قياس المشاهدات العالمية "نيلسون" أن عدد مشاهدي التلفزيون زاد 4 مرات أكثر خلال شهر رمضان الماضي، مع زيادة المشاهدين الأطفال والمراهقين بنسبة 45 في المئة.
وتسبب فيروس كورونا عموماً بزيادة عدد مشاهدي التلفزيون بمتوسط 12 في المئة أعلى من الفترة العادية، مع مدة مشاهدة التلفزيون التي زادت إلى 5 ساعات و46 دقيقة. كما زاد عدد المشاهدين إلى 4 أضعاف (372 في المئة) من وقت السحور حتى الصباح الباكر. وحدثت الزيادة في جميع الشرائح العمرية، حيث كانت أعلى نسبة (أكثر من 45 في المئة) في فئة الأطفال والمراهقين (10-14 عاماً).
ويشاهد متابعو التلفزيون المزيد من المسلسلات والبرامج الإخبارية منذ فرض الإغلاق. وخلال شهر رمضان، لا يشاهدون المزيد من المسلسلات فحسب، بل أيضاً البرامج الترفيهية والدينية والتعليمية.
"فيسبوك" وعائلته
أفادت إحصائية نشرتها شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن 86 في المائة من المسلمين الصائمين يستخدمون الهاتف المحمول بانتظام خلال شهر رمضان. وقال 66 في المائة من المستجوبين إنهم يستخدمون أجهزتهم المحمولة أثناء مشاهدة التلفزيون خلال شهر رمضان. وتقول شركة "فيسبوك" إن الصائمين يستخدمون التطبيقات وخدماتها من أجل وضع تذكيرات لجداول الصيام، والاستمتاع بالألعاب في المساء، وإرسال تحيات العيد، والمساعدة في تبسيط حياتهم حتى يتمكنوا من التركيز على الأشياء الأكثر أهمية.
ووجد بحث الشركة أن العديد من المجتمعات التي تحتفل بشهر رمضان تستخدم مجموعة تطبيقات "فيسبوك" طوال هذه الفترة. إذ قال 94 في المائة من المشاركين في الاستطلاع العالمي إنهم يستخدمون منصة "فيسبوك" واحدة على الأقل (فيسبوك، إنستغرام، واتساب، ماسينجر) غالباً للتواصل مع مجتمعهم وأحبائهم. وتلعب تطبيقات التراسل دوراً كبيراً في بقاء المسلمين على اتصال خلال شهر رمضان. وقال 85 في المائة من المشاركين في الاستطلاع العالمي إنهم يستخدمون هذه التطبيقات للتواصل مع الأصدقاء والعائلة خلال هذا الشهر. وخلال كورونا والإغلاق، لجأ المستخدمون إلى خدمات الدردشة مثل "ماسينجر" و"واتساب" للتواصل. وتضاعف الوقت في مكالمات الفيديو الجماعية على مستوى العالم، أسبوعاً بعد أسبوع، وكان الصائمون ضمن حشود المستخدمين.
"غوغل" وخدماتها
قالت "غوغل" إن تطبيقاتها شهدت قفزة مضاعفة للتنزيلات في رمضان الماضي، مثل تطبيق القبلة و"قلم" لإنشاء بطاقات تهنئة. حتى أن حفلات الإفطار تمت عبر الإنترنت، مما أدى إلى تسجيل رقم قياسي لأكبر تجمع في العالم لتناول الإفطار.
واستهلك الناس بشكل متزايد المحتوى الرقمي كوسيلة للهروب من توتر كورونا والإحساس بالمجهول.
كما نَمَت مشاهدة مقاطع الفيديو المسلية بشكل كبير مقارنة بالطرق التقليدية لقضاء وقت الفراغ. وقضى المستخدمون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من 50 في المئة من وقتهم في استهلاك الترفيه عبر الإنترنت، بما في ذلك عبر التطبيقات و"يوتيوب". كان هناك أيضاً ضعف عدد تنزيلات التطبيقات الترفيهية حيث بحث المستخدمون عن المزيد من الطرق للاستمتاع بالمحتوى الرقمي خلال هذه الفترة.
"تيك توك" بين الليل والنهار
من جانبها، نشرت "تيك توك" إحصائيات تقول إن المستخدمين خلال شهر رمضان كانوا أكثر نشاطًا على أجهزتهم، وانخرطوا في المحتوى في مجموعة متنوعة من الفئات، أبرزها الطبخ والصحة والترفيه العائلي والألعاب. وفي رمضان 2020، زاد استهلاك المحتوى بنسبة 17 بالمئة من حيث نسبة مشاهدة الفيديو، و91 بالمئة من حيث مشاركة الفيديو، بحسب ذات الإحصائية.
وتقضي عائلات وقتاً أطول مع بعضها، مما أدى إلى زيادة استهلاك المحتوى المرتبط بالألعاب، بينما استهلكت المزيد من النساء محتوى قصيراً يتعلق بالطهي في وقت الظهيرة. وانخفض التفاعل مع المحتوى في وقت متأخر من بعد الظهر، لكنه زاد بشكل ملحوظ بعد الإفطار، حيث أنشأ الأشخاص مقاطع فيديو ونشروها أثناء قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء. وينخفض حجم نشر الفيديو في "تيك توك" ومشاهدته خلال ساعات الصيام لكنه يرتفع بعد الإفطار.
الشراء من الإنترنت فائز كبير
تظهر أرقام شركة الدراسات "أدجست" أن النشاط داخل التطبيقات يرتفع عبر القطاعات خلال شهر رمضان، وأنّ تطبيقات التجارة من أبرز الرابحين. وسجلت تطبيقت الشراء في 2019 زيادة بنسبة 34 في المئة في الجلسات وزيادة بنسبة 63 في المئة في الإيرادات مقارنة بالشهر السابق.
وبحسب أرقام "غوغل"، شهدت تطبيقات البقالة وتوصيل الطعام ذروتها في رمضان الماضي. أخذ توصيل الطعام، الذي ينخفض عادةً خلال شهر رمضان، مساراً تصاعدياً مفاجئاً حيث سعى الناس إلى الإفطار بوجبات من مطاعمهم المفضلة في المنزل. وبلغت الإيرادات من الشراء عبر الإنترنت ذروتها قبل أكثر من أسبوع بقليل من عيد الفطر، حيث اشترى المستجوبون هدايا اللحظة الأخيرة واستعدوا للاحتفالات.
المصدر: العربي الجديد