الرئيسية / مقالات
درس محرج من أسيرة.. بقلم: خالد معالي
تاريخ النشر: الأربعاء 12/02/2014 10:01
درس محرج من أسيرة.. بقلم: خالد معالي
لينا جربوني

 

 دروس وعبر كثيرة يمكن للمرء أن يستقيها من معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال. الأسيرة لينا أحمد صالح جربوني من قرية عرابة، بجوعها الشديد لحريتها، وللزعتر والزيتون، وبصبرها، وإيمانها بعدالة قضيتها، صارت مدرسة في التضحية والعطاء؛ برغم تغييبها قهرا وقسرا لأكثر من 12 عاما خلف قضبان السجون الظالمة.

 

تتربع الأسيرة الجربوني على عرش البطلات والقدوة الايجابية والصالحة في قهر عذابات الأسر الطويلة؛ فالأشد معاناة باتت هي لطول فترة أسرها الظالمة، وتنوب عن الأمة في اضعف أوقاتها، حيث لا نصير ولا حليف لها، ولا لأخواتها الأسيرات.

هزأت الأسيرة البطلة جربوني بسجانيها؛ برغم شراسة ووحشية الهجمة المسعورة من قبل إدارة السجون عليها وعلى بقية الأسيرات؛ فصارت من داخل أسرها شعلة في العلم والصبر والصمود، لا تبخل به على أخواتها الأسيرات اللواتي يتعجبن من قوة صبرها وحبها لوطنها، وقدرتها على زرع معاني الصبر والوحدة بين الأسيرات.

عميدة الأسيرات الفلسطينيات؛ هي الأسيرة لينا الجربوني، وهي الوحيدة التي تبقت في السجن بعد صفقة وفاء الأحرار، وهي معتقلة منذ 18/4/2002، وتقضي حكماً بالسجن لمدة 17 عاماً، بتهمة تقديم مساعدات لفصائل المقاومة في تنفيذ عمليات ضد أهداف للاحتلال، فهي لم تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى شعبها يظلم.

الأسيرة جربوني تتلمذن العشرات من النساء والفتيات الأسيرات على يديها، ونهلن من صبرها وصمودها، فكل أسيرة تدخل السجن ترحب بها جروني، وتصبرها على مصابها،وترفع من عزيمتها ومعنوياتها في مواجهة السجان؛ برغم أن الأسيرة الجربوني تعاني من عدة أمراض؛ الا ان ذلك لا يقعدها عن خدمة أخواتها الأسيرات ومن مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية المختلفة.

الأسيرة جربوني؛ تعاني من صلف السجان؛ حيث يرفض بشكل متكرر الإفراج عنها بعد قضاء ثلثي المدة، التي يطلق عليها الاسرى "شليش".

وتشكو الاسيرة جربوني ومعها قرابة 19 اسيرة، من ظروف الاسر القاسية؛ فسياسة التضييق عليهن وإذلالهن وخاصة بإستمرار سياسة التفتيش العاري، والعزل بجانب الجنائيات ومنع عدد منهن من زيارة ذويهم ووضع كاميرات لمراقبة تحركاتهن، وإقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل، بالاضافة إلى عدم السماح لهن بإقتناء مكتبة داخل السجن، وحرمانهن من التعليم، كل ذلك لم يفت في عضدهن في مقارعة السجان.

نعتذر؛ فالكل مقصر في حق الأسيرات؛ فما دمت أنت أيتها الأسيرة جربوني وبقية الأسيرات والأسرى خلف القضبان، فلا عذر لمن اعتذر، ولا يقبل تبرير أي شخص او فرد في تقاعسه عن نصرة الأسرى والأسيرات .

درس قاس وحرج؛ ترسله لنا الأسيرة جربوني من داخل أسرها، تقول فيه: انا الفلسطينية المسجونة والأسيرة خلف القضبان لأجل عيون فلسطين، أتحدى كل يوم بطش السجان وأقهره بصمودي، وانتم في الخارج هناك رجال يأبوا إلا أن يكونوا أشباه رجال؛ يستكثرون علينا وقوف ساعة تضامن معنا على دوار المنارة في نابلس أو رام الله أو الخليل... ؟!

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017