رامي مهداوي
2021-05-08
تزداد الضغوطات المختلفة التي تحيط بنا على الصعيد الداخلي والخارجي المتمثلة بمواجهة الاحتلال وسرطانه المُتكاثر في جسد الأرض الفلسطينية وخنقه لنا في كافة مناحي الحياة، وعلى صعيد تراجع القضية الفلسطينية ودعمها وعدم الاكتراث والاهتمام بها كقضية عربية وإسلامية جامعة للكل، بل هناك من انساق بانسيابية عالية مع الرواية الاستعمارية تحت تبرير الحفاظ على الذات!!
أما بيتنا الداخلي ـــ حدث ولا حرج ـــ بحاجة وبشكل سريع وطارئ إلى استنهاض وجراحات على شكل استئصال في كثير من الأحيان بمختلف مكوناته البنوية المؤسساتية للوصول إلى جبهة داخلية منيعة حصينة تستطيع التعامل مع الواقع الحالي بلياقة عالية.
كما ذكرت لكم مراراً في مقالاتي السابقة؛ على أهمية إنجازات الانتخابات المختلفة من تشريعي، رئاسة، بلدية، مجلس وطني، غرف تجارية، مجالس طلبة، حزبية وفصائلية داخلية، أندية رياضية وحتى مجالس إدارة وأمناء في مختلف المؤسسات، إلاّ ان المطلوب بالدرجة الأولى وبهذا الوقت بالتحديد عملية شاملة كاملة قطاعية لنفض التكلُسات والصدأ الذي يمنع العمل بطريقة تتلاءم مع إرادتنا الوطنية التحررية والمهام المؤسساتية.
خير مثال ما قامت به الحكومة في إعادة حوكة المؤسسات الحكومية والهيئات من خلال الدمج والاتباع، لهذا على الحكومة أن تستمر في مثل هذه الخطوات الجراحية المهمة، وتنفض الغبار عن أي معيقات تنموية لما له فوائد مختلفة للحفاظ على المال العام وتحقيق الأهداف المناط تنفيذها.
استنهاض همم الشباب الفلسطيني نحو الإيجابية في التعامل والبعد عن السلبية ونبذ الشائعات وجلد الذات يبدأ من خلال توجيهه للعمل والإرادة والتطوير والإصلاح لنصل جميعا الى الإنجاز ودولة المؤسسات. علينا جميعاً استنهاض الدولة وإنعاش روحها المؤسساتية والاقتصادية والإنمائية والخدماتية والمعيشية، وأن نعزز الثقة الوطنية من خلال قدرتنا على نفض الغبار والصدأ الذي أثقل كاهل الشعب الفلسطيني طيلة المراحل الماضية.
أيضاً نفض واستنهاض الشباب بإعطائه مساحة في العمل الدبلوماسي الشعبي، وأن يأخذ فرصه في جميع سفاراتنا وقنصلياتنا من أجل تكثيف النشاط الأممي السياسي والدبلوماسي الرسمي والشعبي والثقافي مع كل دول وشعوب العالم لتعزيز مكانة وحضور القضية الفلسطينية.
كذلك استنهاض جالياتنا لتعزيز العلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم على المستويات الرسمية والشعبية، والعمل على استعادة واستنهاض الروح عبر تعزيز الشراكة مع كل القوى صاحبة المصلحة الحقيقية في إعادة الاعتبار لقضيتنا الفلسطينية.
من وقت آخر، نسمع الإنجازات الفردية لشبابنا على الصعيد العالمي، ومحزن ان هذه الطاقات الشبابية لا يتم استثمارها وتحريكها وتوجيهها لمسارات وطنية مهنية نهضوية تدعم عجلة التحرر والبناء، ولكن ليس هذا بالكافي قياسا بالطاقات الكبيرة التي يمتلكها شبابنا أينما تواجد من القدس حتى جمهورية تشيلي.
للأسف، الشباب الفلسطيني في حالة اغتراب وهو في وطنه، لهذا لا بد ان يأخذ زمام الأمور ويمنح دور قيادي في جميع مسارات التنمية المستدامة والإنتاجية والتعمير وفتح العلاقات الدولية فهو من يستطيع أن يخاطب الشباب العالمي.
نحن أمام تحولات سياسية وميدانية سيشهدها الشارع الفلسطيني في قادمات الأيام، وسنرى تحالفات وائتلافات لم نعتد عليها من قبل على الصعيد الداخلي أو/و الإقليمي، من بوابة حفظ الذات والمصالح الشخصية، لهذا على كافة القيادات بمختلف تواجدها وبالأخص داخل مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني أن تستنهض وتنفض ذاتها بذاتها من خلال دعم الشباب؛ ولا بد ان يقوم الإعلام بدوره لشحن الهمم ونفض الغبار والتوجيه لمسارات تتلاءم مع الواقع العالمي سريع التغير، كل هذا وغيره بذرته كامنة في شبابنا فاستنهضوا هممهم وانفضوا غيرهم بأسرع وقت ممكن.