قبل أكثر من 1000 عام قال الطبيب والفيلسوف والصيدلاني الإيراني ابن سينا، رحمه الله: «احذروا البطنة، فإن أكثر العلل إنما تتولد من فضول الطعام».
العالم - منوعات
هذا التحذير الواضح من الزيادة في تناول الطعام، وترك الشهية مفتوحة دون حسيب ولا رقيب، وأنها تجلب الأمراض التي وصفها بالعلل، لها صداها ووقعها في يومنا هذا، ففي العصر الحديث يتردد الصوت نفسه وتلك التحذيرات نفسها، ولا تكاد تجلس مع طبيب أو متخصص في الرعاية الطبية إلا وتجده ينبه لخطورة السمنة، والزيادة في تناول الطعام، كونها تسبب مشاكل لا حصر لها سواء في الجهاز الهضمي أو غيرها من أجزاء الجسد، والحقيقة أنه في عصرنا هذا الموضوع أكثر استفحالاً، وله خطورة واضحة على صحة الناس، فلقد أسهمت الأنماط المعيشية الجديدة مثل قلة الحركة والكسل، بسبب تزايد المعدات والأجهزة المساعدة، والتي معها تدنى الجهد البدني، حيث تم استبدال الحركة والجهد بالخدمات الإلكترونية، والتي أصبحنا بسببها نقضي معظم مهامنا الحياتية بواسطتها.
زيادة الوزن والسمنة، تعتبرها الكثير من منظمات الرعاية الصحية وباء صامتاً، بسبب جملة الأمراض، التي تحدثها للإنسان، ومن هنا نجد أن التأثيرات جسيمة وكبيرة، وهي شاملة على مستوى الأفراد والمجتمعات.
وفي تقرير لها على موقعها على شبكة الإنترنت منظمة الصحة العالمية تحدثت عن تزايد في البدانة على مستوى العالم، وقالت: إن الأطفال والمراهقين في سن المدرسة، الذين يعانون من زيادة الوزن، بلغ عددهم 338 مليوناً، أما البالغون الذين يعانون من البدانة فعددهم 672 مليوناً، وهذا يعني أن على مستوى العالم نحو مليار نسمة من سكان الكرة الأرضية يعانون من زيادة الوزن والبدانة، وهو ما يشكل ضغطاً هائلاً على ميزانيات الصحة، فضلاً عن تعطل الأعمال وتدهور الوضع المعيشي، والرفاه للكثير من الناس. هي نصيحة بالتقليل من الطعام، وممارسة الرياضة يومياً، وزيادة الحركة والتخلص من الكسل والخمول.