هل ينجح لبيد بتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل؟
كتبت: تسنيم صعابنة
"أبلغ زعيم المعارضة الإسرائيلي الوسطي يائير لابيد في وقت متأخر مساء الأربعاء رئيس الدولة العبرية أنه تمكن من جمع الأصوات اللازمة لتشكيل ائتلاف حكومي من شأنه إزاحة بنيامين نتانياهو عن منصبه بعد 12 عاما. وفي وقت سابق، وافق رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، التي تضم أربعة نواب في الكنيست، على الانضمام إلى لابيد لتشكيل الائتلاف".
وقع حزب أزرق أبيض الإسرائيلي بزعامة بيني غانتس، على اتفاق تشكيل حكومة ائتلاف حكومي مع رئيس حزب يوجد مستقبل يائير لابيد، ليكون أول الأحزاب الموقعة على تشكيل حكومة قبيل انتهاء مهلة التفويض منتصف الأربعاء، لتنهي سيطرة نتنياهو على رئاسة الوزراء.
قال مردخاي كيدار، خبير في شؤون إسرائيل والشرق الأوسط: "إنه من المبكر الجزم بانتهاء فترة حكم بنيامين نتنياهو، لأن الحكومة التي ستشكل بزعامة يائير لبيد تتكون من 7 أحزاب ولا تتفق في ما بينها، وبعيدة كل البعد بعضها عن بعض، والخلافات الداخلية ستفكك هذه الحكومة إما في الأسبوع الأول أو الأسبوع الثاني".
وأضاف كيدار: "هذا يعني أن عودة نتنياهو ستكون في أول أسبوعين من تشكيل هذه الحكومة".
وتابع كيدار: "الشيء الوحيد الذي يوحد هذه الأحزاب هو الرغبة في خروج نتنياهو من الحرب السياسية، وعندما ستتم هذه المهمة وتنتهي فليس هناك أي قاسم مشترك، وستنشب الخلافات في اللحظة الأولى بين هذه الأحزاب".
وقال كيدر: " أن الحركة الإسلامية وهي الأيدلوجية هي الأخت لحركة حماس ولا تريد أي تراشق أو فعل أي شيء مع قطاع غزة، بينما اليمين الإسرائيلي يريد التخلص من حركة حماس، وهذا يعني أن الحركة الإسلامية في واد واليمين الإسرائيلي في واد آخر، فكيف يمكن للاثنين معًا أن يوافقا على التاريخ؟؟؟
وبين كيدر: "أن أغلبية الإسرائيليين اليوم يميلون إلى اليمين، وهذا خيبة أمل من الربيع العربي، وخيبة أمل من الفلسطينيين، وما حدث مؤخرًا في المدن المختلطة أيضًا دفع الكثير من اليسار الإسرائيلي إلى اليمين الإسرائيلي، لذلك تعتبر هذه الحكومة حكومة مصطنعة، ليس لها أي شعبية".
وأكد صالح النعامي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، "أن هذه الحكومة ستكون حكومة شلل، ولكن ليس بسبب تمايزها بين اليسار واليمين كما ادعى مردخاي، وأن النخب الدينية اليمينية بالغة التطرف وأبعد ما يكون آلية تحليل هذه القضايا بشكل موضوعي".
وأضاف النعامي: "أنه لو تم استثناء حركة ميرس وحزب العمل فإن كل مركبات هذه الحكومة تتراوح ما بين اليمين واليمين المتطرف، كما أن بيني غانتس الذي يٌقدم على أنه يمثل اليسار أو اليسار الوسط هو الذي قاد الحرب الأخير على قطاع غزة، وهو الذي يتباهى بعدد الشهداء الفلسطينيين، وعدد القبور الذي تركها في لبنان عندما كان قائد قوات الجيش في منطقة جنوب لبنان".
وتابع النعامي: "الذي سيتولى رئاسة الحكومة ليس يائير لابيد ولا بيني غانتس، الحكومة سيترأسها في العامين الأولين من عمرها هو نفتالي بنت، فهو الذي وضع أول مخطط لضم منطقة ج الذي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، وهو الذي عارض خطة صفقة القرن، بزعم أنها متساهلة مع الفلسطينيين، وهو صاحب شعار (ما لم يأتي بالقوة يأتي بمزيد من القوة)".
"وشنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوماً على التحالف الائتلافي الذي تم الاتفاق على تشكيله حديثاً والذي يبدو أنه في طريقه إلى إزاحته عن السلطة بعد أن قضى 12 عاماً في منصب رئيس الوزراء. ودعا نتنياهو أعضاء اليمين في البرلمان إلى منع التحالف من تولي السلطة". (المصدر: البي بي سي)
من هو يائير لابيد؟
"ولد لابيد في نوفمبر 1963 في تل أبيب حيث يتركز الدعم له، وكان والده تومي لابيد صحفيًا ووزيرًا للعدل، وسياسيًا معروفًا بتأييده الشديد للعلمانية ومعارضة الأحزاب السياسية الأرثوذكسية المتشددة في إسرائيل. وهو نجم تلفزيوني سابق وكسب مصداقية متزايدة منذ بداياته في السياسة، إلى أن أصبح الخصم الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واختاره الرئيس الإسرائيلي لتشكيل الحكومة.
عمل لابيد في البداية كمراسل عسكري أثناء خدمته في الجيش وكتب مقالات لمجلة الجيش الإسرائيلي، وفي عام 1991 بدأ في كتابة عمود في صحيفة "معاريف" اليومية، ثم انتقل إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" وخلال تلك الفترة اتجه إلى كتابة الأغاني والسيناريوهات وكتب روايات بوليسية ومسلسلات تلفزيونية، وألف وأدى أغنيات، ولعب حتى أدوارًا في أفلام. وفي عام 1994 انطلق في مجال العمل التلفزيوني كمقدم لبرنامج إخباري ثم قدم سلسلة من البرامج الحوارية، كما كتب عدة روايات، ثم أصبح مذيعًا رئيسيًا لبرنامج "استوديو الجمعة" الإخباري في عام 2008. (المصدر: مصراوي)