سيشهد يوم الخميس العاشر من يونيو/حزيران الجاري أول كسوف للشمس في العام، يحجب القمر خلاله الشمس تاركا حلقة نارية يمكن مشاهدتها من أقصى شمال القارة الأميركية وفي المناطق القطبية وشرق روسيا، في حين ستشهد مناطق واسعة أخرى كسوفا جزئيا للشمس.
العالم-منوعات
يحدث كسوف الشمس حين يصطف القمر بين الأرض والشمس، مما يحجب ضوء الشمس بصورة كاملة أو جزئية.
وبما أن القمر مر قبل يومين بأبعد نقطة له عن الأرض في مداره حولها فإن حجمه الظاهري يبدو صغيرا نسبيا بحيث لا يحجب قرص الشمس بالكامل، لذلك سيترك الحواف الخارجية للشمس مرئية من الأرض كحلقة مضيئة.
و وفقا لوكالة ناسا، سيتمكن هواة الظواهر الفلكية في أماكن قليلة فقط -في أجزاء من كندا وغرينلاند وشمال روسيا- من رؤية هذه الحلقة النارية، والمعروفة أيضا باسم الكسوف الحلقي، والتي سيغطي خلالها القمر 89% من قرص الشمس.
في الوقت نفسه، سيبدو هذا الكسوف جزئيا من مناطق واسعة من نصف الكرة الشمالي، يظهر خلاله قرص الشمس "مقضوما" بشكل دائري بجزء من قرص القمر.
وتشمل هذه المناطق أجزاء من شرق الولايات المتحدة، ومعظم كندا، وأوروبا وشمال روسيا وشرقها والصين. وستكون المغرب الدولة العربية الوحيدة التي سيكون بالإمكان متابعة الكسوف الجزئي.
وستتفاوت نسب حجب قرص الشمس حسب المناطق، ففي المملكة المتحدة وأيرلندا، سيرى مراقبو السماء ما يصل إلى 38% من الشمس محجوبة أثناء الكسوف الجزئي، وإلى 24% في باريس وأقل من 5% في الشمال الشرقي للمغرب.
كما يمكن متابعة الكسوف بشكل مباشر على عدد من المواقع العلمية المتخصصة مثل موقع "فيرتشوال تلسكوب" (Virtual Telescope).
ويستمر الكسوف الشمسي الحلقي بأكمله حوالي 100 دقيقة، بدءا من شروق الشمس في أونتاريو، كندا (9:30 بالتوقيت العالمي)، قبل أن يتجه شمالا حتى يبلغ الكسوف ذروته، حوالي الساعة 10:41 بالتوقيت العالمي في شمال غرينلاند.
وينتهي مع غروب الشمس في شمال شرق سيبيريا. ويستمر المشهد الفريد حوالي 3 دقائق و51 ثانية في كل نقطة على طول مسار الكسوف الحلقي.
ورغم أن جل قرص الشمس سيكون محجوبا بالقمر خلال الكسوف الحلقي، فإن النظر المباشر لقرص الشمس قد يلحق ضررا فادحا بالبصر حتى مع ارتداء نظارة شمسية، لذلك ينصح باستخدام نظارات كسوف خاصة أو أدوات فلكية أخرى معدة لمتابعة هذه الظاهرة الفلكية.
وإذا فاتتك متابعة كسوف الشمس الحالي، فما يزال لديك فرصة أخرى هذا العام. فمن المنتظر أن يحدث كسوف شمسي ثان هذا العام في 4 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وسيكون هذا الكسوف كليا، وسيكون مرئيا فقط من القارة القطبية الجنوبية، كما سيكون جزئيا عند مشاهدته من ناميبيا وجنوب أفريقيا.