كيف يستولي الإسرائيليون على الألحان والمأكولات العربية؟
كتبت: تسنيم صعابنة
لا شك بأن الاحتلال منذ آلاف السنين يحاول خلق هوية مفبركة له، من خلال محو الهوية الأصلية للشعب الفلسطيني، ومحو التراث العربي الفلسطيني التي يشكل جزءًا أساسيًا من تكوينها.
الفلافل المصرية، والشكشوكة الفلسطينية، والحمص اللبناني، والمنسف الأردني، والشاورما السورية، مأكولات أصبحت جميعها أكلات عبرية، وإدراجها تحت المأكولات الشعبية الإسرائيلية، بالإشارة إلى أنها من أكلاتهم الشعبية الفلكلورية التي نقلوها من مواطنهم الأصلية إلى فلسطين. كيف؟؟؟؟؟؟
أصبح من المعروف أن الناشطين لدى الاحتلال الإسرائيلي يجتهدون في سرقة الكثير من المأكولات الفلسطينية والأردنية واللبنانية وحتى السورية، ووصلت هذه السرقة إلى الأغاني العربية، ومحاولة إضفاء طابع غربي أثناء الترويج لها على أنها إسرائيلية.
وانتشرت هذه السرقات في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حتى أن الملحنين والمغنيين الإسرائيليين استخدموا موسيقى عربية في تلحين كلمات إسرائيلية، وتكون حقوق المؤلف غير محفوظة، ومنذ عام 1948 أطلقوا عليها اسم موسيقى البحر المتوسط، وأصبحت الأغنيات المسروقة ألحانها من العربية، والتي تمتاز بشرقيتها.
والمتابع يكتشف أن الإسرائيليون الذين جاؤوا من الدول العربية إلى الكيان الصهيوني لعبوا دورًا في نقل الألحان العربية والموسيقى الشرقية إلى الوسط الفني الإسرائيلي، ووصل بهم الأمر إلى إدخال لهجتهم العربية إلى الأغنيات العبرية.
قُسمت الموسيقى منذ البداية إلى موسيقى إسرائيلية شرقية يقدمها المطربون الشرقيون، الذي هاجروا من الدول العربية الإسلامية، والموسيقى الغربية التي كانت تسيطر على المهاجرين من أوروبا، ومع حلول عام 2000 سميت الموسيقى الشرقية باسم "موسيقى حوض البحر المتوسط"، تيمّناً بالمنطقة المحيطة بفلسطين المحتلّة، وتضم ألحانًا تركية وفارسية ويونانية وعربية.
"بدأ عدد كبير من الموسيقيين والمغنين الإسرائيليين باستنساخ أغنيات عربية، وغيّروا في توزيعها الموسيقي ونقلوا الكلمات العربية إلى العبرية بالإضافة إلى المحافظة على بعض الكلمات العربية، كما هو حال فرقة "تركواز" الإسرائيلية التي اقتبست أغنيات فيروز، من بينها "يا كرم العلالي". (المصدر: العربي الجديد)
لحن أغنية لفارس كرم
"اللي بيكذب على مرتو"، أغنية صدرت للمغني اللبناني فارس كرم قبل 9 سنوات لكن كاتب الأغنية وملحنها وائل الأشقر تفاجأ مؤخرًا أن مغنيًا إسرائيليًا استولى على لحن الأغنية منذ عام 2013.
ليست المرة الأولى
سرقت في السابق مجموعة ألحان عربية منها لحن أغنية على بالي حبيبي للفنانة اللبنانية أليسا، التي استولت عليها المغنية الإسرائيلية سريت حداد، وغلطة عمري، للملحن والمغني المصري عمرو مصطفى، استولى عليها ليئور نركيس، كما استولت نتالي بيرتس على أغنية "تي رش رش"، للمغني اللبناني رامز حسين.
ألحان عربية في الكنيس اليهودي الشرقي
يقول الملحن الفلسطيني حبيب شحادة حنا: أن غالبية المرتلين والمبتهلين في الكنيس اليهودي الشرقي يرتلون ويبتهلون صلواتهم بكلمات دينية، يرددونها بمرافقة ألحان محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش وكبار الملحنين العرب.
ماذا عن حقوق الملكية؟
قد يحصل بعض المغنين الإسرائيليين على الألحان من خلال شركات أمريكية ودولية لها اتفاقيات مع الشركات العربية الأصلية المنتجة للأعمال الموسيقية، وقد أظهرت تحقيقات سابقة أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إلى قرصنة العديد من الأعمال حول العالم بموجب قانون خاص بها.
وحسب موقع العربية أن "قصة الفلافل مع الاحتلال الإسرائيلي قديمة، ولا تقتصر على لبنان فقط، ففي آذار (مارس) العام 2007 توترت الحال بين وفدين، فلسطيني وإسرائيلي، في أحد المطاعم الإيرانية بطوكيو، خلال دعوة إلى الغداء نظمتها وزارة الخارجية اليابانية للوفدين، حيث كان الوفد الفلسطيني برئاسة السفير الفلسطيني في طوكيو، وليد صيام، وخلال الحديث عند المائدة وجه صحافي ياباني سؤالا عن أهم الوجبات الشعبية في فلسطين وإسرائيل، فأسرعت إحدى أعضاء الوفد الإسرائيلي، وكانت عراقية الأصل، وردت أن من أهم المأكولات الإسرائيلية الشعبية هي الفلافل، كطبق وسندويتشات، فلم يحتمل صحافي فلسطيني اسمه سامي أبو سام، كان مرافقا لوفد بلاده، ما قالته فقام غاضبا وألقى الشوكة من يده على الأرض، ولم يعيدوه إلى المائدة إلا بعد الكثير من تطييب الخاطر."