لوحظ في الآونة الأخيرة في فلسطين ارتفاع عدد الوفيات بسبب "موت الفجأة"، خاصة في جيل الشباب الذين لم يكونوا يعانوا من أي أعراض مرضية مسبقة، وسرعان ما يعلن عن موت الشخص دون معرفة الأسباب الطبية وراء ذلك.
وموت الفجأة، أو ما يعرف بمتلازمة الموت المفاجئ هو حالة تسبب الوفاة من دون أسباب واضحة أو معروفة، وتُسمى هذه المتلازمة بعدة تسميات منها أعراض الموت المفاجئ غير المتوقع، أو أعراض الموت الليلي المفاجئ غير المتوقع، أو أعراض الموت المفاجئ غير المعروف .
ويموت سنوياً بسبب موت الفجأة 8 ملايين شخص سنوياً على مستوى العالم، منهم 300 ألف شخص من الولايات المتحدة الأمريكية، في حين تقدر نسبة الوفاة فوق سن الـ(35 عاماً)، بموت الفجأة 85 %.
وقال أخصائي جراحة أمراض القلب و الأوعية الدموية الدكتور محمود الزغاري، إن أسباب موت الفجأة تقسم حسب الفئة العمرية، تحت سن الـ35 عاماً، وفوق سن الـ35 عاماً.
تحت سن الـ35 عاماً
وأوضح الزغاري، في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن أكثر أسباب موت الفجأة للفئة العمرية (35 عاماً) وما دون لم تكن بسبب النوبات القلبية ولم يكونوا يعانون من أعراض مرضية مسبقة في القلب، وما يحدث قد يكون لسببين خلل في كهرباء القلب "خلقي"، وهذا الخلل يكون لدى الشخص تحت سن الثلاثين منذ الولادة دون أن يشعر به، ولو أجرى تخطيطاً للقلب لاتضحت المشكلة ومن الممكن أن تنقذ حياته.
وأشار إلى أن هذا الشخص ممكن أن يتوفى وهو يمارس الرياضة، أو أثناء النوم – بمعنى أنه يكون في وضع طبيعي-.
وبين الزغاري، أن السبب الثاني لموت الفجأة هو تضخم عضلة القلب، وهذا التضخم يؤدي إلى إنتاج بؤرة كهربائية جديدة، وتؤدي إلى خلل كهربائي في القلب ينتج عنه سكته قلبية.
وأكد الزغاري، أنه من خلال عمل صورة "إيكو" للقلب من الممكن اكتشاف تضخم العضلة ومتابعتها وإنقاذها، قبل أن يصل إلى حد وفاة الشخص المريض.
وأوضح أن السبب الثالث يتعلق بنمط الحياة والتوتر والأزمات التي يعاني منها الشباب، والتي تدفعهم إلى شراهة في التدخين، وتعاطي المخدرات ما يحدث عنه تشنجات في شرايين القلب، وبالتالي نقص التروية عن العضلة وفشل في القلب، أو أزمة قلبية تؤدي لوفاته.
أسباب أخرى ثانوية
ولفت الزغاري، إلى أن هناك أسباب أخرى لموت الفجأة كالحزن والذي يسمى علمياً "متلازمة القلب المكسور"، "وقد سمعنا كثيراً لحالات شخص توفي والده ثم توفي بعد والده بأيام، أو شخص يشجع فريق كرة قدم بشراسة كبيرة وتوفي خلال حدث الخسارة".
وأضاف، أن تناول أدوية غير مناسبة وكثرة المضادات الحيوية، والمهدئات النفسية، "ما يعني جميع الأدوية التي تؤخذ بجرعات زائدة أو دون استشارة طبيب دون العلم أن هذا الشخص لديه خلل في القلب ممكن أن تؤدي لموت الفجأة".
السكتات القلبية
وقال أخصائي جراحة أمراض القلب و الأوعية الدموية، إن ما يتعلق بالسكتة القلبية يتم تقسيم فئة الشباب تحت سن الثلاثين، وفئة ما فوق الثلاثين .
ولفت إلى أن هناك اعتقاد خاطئ لدى جمهور المواطنين بأن جميع الذين يتوفوا فجأة هو بسبب نوبة قلبية، أو أزمة قلبية أو جلطة قلبية وهذا خطأ كبير وفادح.
وبين أن فوق سن الـ(35 عاماً)، تتمثل أسباب موت الفجأة في الأزمة القلبية، أو الذبحة الصدرية، الجلطة، حيث هؤلاء الناس يكونوا معرضين لانسداد شرايين القلب وبالتالي الجلطات.
وتقدر نسبة الوفاة فوق سن الـ(35 عاماً)، بموت الفجأة 85 %.
أشكال موت الفجأة
وبين الزغاري، أن موت الفجأة يأخذ شكلان أولهما في علم الطب الشرعي، "وهو أي موت يكون ناتج عن حادث مؤسف يتعرض له الإنسان مثل "حالات غرق، أو سقوط من علو، ....".
والشكل الثاني موت الفجأة المتعلق بالسكتة القلبية وأمراض القلب، بحيث لا يؤدي القلب الوظيفة المطلوبة منه مثل ضخ الدم للأعضاء لتقوم بوظيفتها ومن ثم يحدث خلل في الجسم بشكل عام، ومشاكل مثل الإغماء وتوقف عملية التنفس وتوقف النبض في الشرايين الطرفية ومن هنا يحدث ما يعرف بموت الفجأة.
مؤشرات لموت الفجأة
وأوضح الدكتور الزغاري، أن لموت الفجأة بعض المؤشرات التي تكون واضحة، بحيث إذا شعرت بأن أحد أفراد العائلة توفي بسبب موت الفجأة وكان يعاني من مشاكل في القلب، يتوجب هنا من جميع أفراد العائلة من صلة قرابة درجة أولى، أو درجة ثانية إجراء فحوصات قلب.
وأضاف، أن حالات الإغماء الغير المفسرة والمفاجئة، تتوجب إجراء فحوصات لأنه قد يكون سببه خلل في كهرباء القلب، وبالتالي أدى لسكتة قلبية مؤقتة ثم عاد القلب للعمل.
وأوضح، أن طبيعة الإنسان ومعرفته بحاله، بحيث يكون هناك إعياء وهزل عام، ووجع على منطقة الصدر فهذه علامات تحذيرية لحدوث نوبة قلبية قريبة.
نصائح لتفادي حوادث موت الفجأة
ودعا أخصائي جراحة أمراض القلب و الأوعية الدموية، لأن يكون هناك نظام لتوعية الجمهور بإجراء تخطيط قلب وصورة "إيكو" ككشف مبكر عن أسباب موت الفجأة في أقرب مستوصف، والاسعافات الأولية المتعلقة بإنعاش القلب.
ولفت إلى أنه في إيطاليا لا يتم قبول الطالب في المدرسة بتاتاً دون إجراء هذه الفحوصات، وفحوصات أخرى تشمل جميع أنحاء الجسم.
وطالب الزغاري، بأن يتواجد في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمعية جهاز صاعق كهربائي، لإنعاش أي حالة توقف قلب بشكل مفاجئ، وذلك يكون من خلال التوعية ودورات تثقيف الشباب.
ولفت، إلى أنه تحت سن الثلاثين "لو حدث موت فجأة وكان هناك طاقم طبي قريب أو شخص قادر على إنعاش القلب، يمكن إعادة الحياة لهذا الشخص بنسبة 80 إلى 85 %، وهذا ما يحدث في الدول الأوروبية".
سند