كتبت ريم زيدان ابو عالول
لم يعد الاتصال المؤسسي شعارا يرفع، بل اصبح منهجا اداريا يلعب دورا رياديا ومحوريا في تطوير اداء المؤسسة بكل تصنيفاتها وانواعها في عالم يتصف بحدة المنافسة والقدرة على مواكبة التطور والتقدم التقني و البقاء في السوق المفتوحة والمزدحمة، والاهم من ذلك القدرة على الوصول الى الجمهور والاستحواذ على حصة من السوق باستخدام الادوات والوسائل الاكثر نجاعة بهدف تحشيد الجمهور وكسب دعمهم بل وتبنيهم للرسالة التي تود المؤسسة ايصالها بغية اقناع الجمهور بهذه المؤسسة.
اصبح الاتصال المؤسسي "في عالمنا اليوم" علم له اصوله وقواعده ومنهجية عمل يقوم عليها، لما له من اهمية في حياة المؤسسة وأثر على تطوير أدائها وبنائها من خلال انتشارها في المحيط بل في الفضاء الذي تعمل به، كما اكتسب الاتصال المؤسسي اهمية استثنائية في عالم اليوم كونه اصبح البوابة التي تفتح امام المؤسسة لتشكل رقما في عالم مليء بالصراع والمنافسة لكسب السوق و الزبائن ، فكما يعد ايضا هو الباروميتر الذي يعكس مكانة المؤسسة واداؤها على الصعيدين الداخلي والخارجي، فعلى الصعيد الداخلي يوحد وينظم الجهد والعمل ، اما على الصعيد الخارجي فهو يحشد ويفتح افاق للمؤسسة ويكسب زبائن ، و مما لاشك فيه ان نجاح أي مؤسسة يقوم بالأساس على ركيزة اساسية وهامة جدا هي الاتصال المؤسسي الفعال الذي من خلاله نصل برسالتنا الى اوسع جمهور، كما يحمل هذه الرسالة طاقم عمل منسجم ويعي مسؤولياته بدقة تقوده ادارة ناجحة قادرة على الوصول بالمؤسسة نحو العلى والتميز.
ما المقصود بالاتصال المؤسسي؟
الاتصال المؤسسي هو تناول المعلومات داخل المؤسسة من خلال مجموعه من الممارسات التي تمكن المؤسسة من تنظيم الاتصالات الخارجية والداخلية للتطوير والحفاظ على العلامة التجارية للشركاء والجمهور، كما يعرف على انه العملية الادارية التي توفر اطارا للتنسيق الفعال للاتصالات الداخلية والخارجية جميعها، وانشاء وبناء السمعة المؤسسية والحفاظ عليها، ونجد ان هذا النوع من الاتصال اليوم هو رؤية استراتيجية تبدأ بالتخطيط ضمن رسالة لهوية المؤسسة تنفذ من خلال البرامج والانشطة والمبادرات لبناء وتطوير اداء المؤسسة وتعزيز مكانتها، وتوثيق العلاقة مع وسائل الاعلام المتنوعة عبر ابراز الانجازات والخدمات مرورا ببناء السمعة، وتعزيز الاتصال المجتمعي بمبادرات هادفة . ان بداية الاتصال المؤسسي تكون من داخل المؤسسة مع الموظفين وذلك لخلق الرضا الوظيفي وترسيخه والعمل على تلبية احتياجاتهم كونهم سفراء المؤسسة، وهذا ينعكس بحد ذاته على بيئة العمل وتطورها، وزيادة الاداء الوظيفي والانتاج والعطاء في المؤسسة.
الاتصال المؤسسي اداة بناء:
بناء المؤسسة بطريقة علمية وعلى اسس واضحة هو سر نجاحها لهذا تستخدم كافة الموارد والامكانيات لهذا الغرض وفي المقدمة منها يتم استخدام الاتصال المؤسسي كأحد اهم روافد العمل، حيث يعني تحقيق الاهداف مكافاة عالية وتكاليف اقل من خلال وضع المهام والمسؤوليات وعدم تداخل الصلاحيات، ووضوح المرجعيات، الامر الذي يحتم على وجود هيكل تنظيمي واضح بالعلاقة والمسؤولية من الاسفل الى الاعلى والعكس ايضا، فبدون هذا لا نستطيع ممارسة الاتصال المؤسسي الداخلي والخارجي بشكل صحيح، لهذا يعد الاتصال المؤسسي احد اهم روافع البناء المؤسسي ويساهم في حل الازمات والخلافات التي قد تحدث بين الموظفين من خلال توجيه الاختلافات والصراعات نحو المصلحة والاتحاد، كما يعمل على تفعيل العمل الجماعي وترابط الموظفين مما يتيح المجال للتعارف والاحتكاك والتضامن، وبالتالي العمل بروح الفريق الذي يؤدي الى سلامة البناء في المؤسسة.
ان ترابط وتكاتف الموظفين بالمؤسسة يؤدي الى توحيد الجهود وسهولة التواصل وبالتالي حمل رسالة المؤسسة بشكل واضح، والعمل بشكل جماعي وجهد موحد لإيصالها الى جمهورها بهدف تطوير وترسيخ الصورة الذهنية الجيدة للمؤسسة ورفع مكانتها في السوق و كسب التأييد والدعم والمساندة، كما ان العلاقة الإيجابية الجيدة داخل المؤسسة تساهم في تبادل المعرفة وكسب الخبرات عبر قنوات اتصال واضحة وسلسة الأمر الذي يرفع مكانة المؤسسة ويساهم في تعزيز بناؤها الداخلي والخارجي.
يعتبر الاتصال المؤسسي بشتى انواعه ونماذجه من الركائز الاساسية التي تعتمد عليها المؤسسات في تحقيق جملة من اهدافها، ويكمن اساسها في التأثير على عملائها وزبائنها وجمهورها عبر حمل رسالتها بطريقة احترافية قائمة على الوضوح والثبات، مما يعطي عملية الاتصال الداخلي اهمية بالغة لتحسين نوعية ادارة كافة الانشطة والمهام في المؤسسة، حيث توفر قنوات الاتصال الفعال المعلومات بشكل سريع بغرض ايجاد نوع من التفاهم المتبادل بين العاملين والمسؤولين من جهة وبين العاملين والمكلفين بالاتصال مع الجمهور الخارجي من الجهة الاخرى، بهدف ايجاد فهم مشترك وثقة متبادلة، الأمر الذي يؤدي الى رفعة مكانة المؤسسة والاستطاف حولها وحمل رسالتها بشكل يجعل لها مكانة في السوق وفي مجال عملها.
ما اهمية التطوير في اداء المؤسسة؟؟
لاشك ان التطوير في اداء أي مؤسسة هو الشغل الشاغل لإدارتها، ويتم ذلك من خلال تبني العديد من الخطط والبرامج والاستراتيجيات وفي المقدمة منها عملية الاتصال المؤسسي، والذي يتم عبر توحيد المفاهيم والاليات المتبعة من خلال الوضوح التام بالرسالة والطرق التي تتبناها المؤسسة لإيصال رسالتها الى الجمهور وزيادة حصتها السوقية وهو الهدف الاسمى لها .
ان عملية الاتصال المؤسسي والتي تعد اهم اركانها التواصل مع الجمهور الخارجي، والحصول على التغذية الراجعة، والتي تعد من اهم محاور تقييم العمل والذي يحتم على الادارة دراسة توجهات الجمهور واثر عملها، والاخذ بذلك بهدف الرقي بالمؤسسة وتطوير اداءها بما يحقق اهدافها، كما ان تبني سياسية اتصال ناجحة وتعمل على الاستخدام الامثل للموارد المتاحة بغية الحصول على افضل النتائج هو غاية الاتصال، كما ان استخدام وسائل الاتصال المكتوبة و المقروءة و المرئية والمسموعة وغيرها من الوسائل بهدف الوصول الى الجمهور وايصال الرسالة المحد