memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> داخل غرفة رقم (4) في المسكوبية - أصداء memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
الرئيسية / مقالات
داخل غرفة رقم (4) في المسكوبية
تاريخ النشر: الأربعاء 08/10/2014 11:20
داخل غرفة رقم (4) في المسكوبية
داخل غرفة رقم (4) في المسكوبية

  بقلم عيسى قراقع

رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين

 

اعتقلت سلطات الاحتلال خلال الشهرين السابقين ما يزيد عن ألفي أسير فلسطيني ليرتفع العدد إلى 7000 أسير يقبعون في سجون الاحتلال، وكان نصيب القدس هو الأوسع والأكبر حيث جرى اعتقال ما يزيد عن 600 أسير اغلبهم من الفتيان والقاصرين.

 

الاعتقالات اليومية والليلية جزء أساسي من منهجية سيطرة الاحتلال على الشعب الفلسطيني، والوسيلة الأكثر قمعا وقهرا وخرابا للمجتمع الفلسطيني، وخاصة لما يترك ذلك من آثار على الأجيال الفتية المستهدفة وطنيا ونفسيا، وتحويل مستقبلها إلى اللايقين والمجهول.

 

 

غرفة التحقيق رقم (4) في المسكوبية تشهد عمليات استجواب الأطفال القاصرين المهتمين برشق الحجارة ومقاومة المستوطنين في القدس، وهناك يتفنن المحققون في تعذيب الأطفال والتنكيل بهم وانتزاع اعترافات منهم تحت الضغط والتهديد.

 

وحسب شهادات الاسرى فإن 90% من الأطفال المعتقلين يتعرضون للضرب والتنكيل منذ لحظة اعتقالهم بعد منتصف الليل، ويستجوبون بطريقة غير أخلاقية، وفي أجواء من الإرهاب الجسدي والنفسي، فلا حصانة للأطفال حسب السياسة الإسرائيلية، ولا حقوق لهم ما داموا قنابل موقوتة كما تطلق عليهم أجهزة الأمن في إسرائيل.

 

من يقرأ شهادات الأطفال يصاب بالذهول وبالصدمة، ويكتشف أن غرفة رقم (4) في المسكوبية ليست أكثر من مسلخ للطفولة الفلسطينية، ويجد أن ما صدر عن مؤسسات حقوق الإنسان، وما نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل الدولية ليس لها مكان في هذه الغرفة التي يتوحش فيها المحققون الإسرائيليون، يفترسون كل ما هو جميل ورائع لدى أطفال فلسطين.

 

أطفال القدس يدفعون ثمنا باهظا لأنهم يقاومون المستوطنين المعربدين في أحياء القدس وفي المسجد الأقصى المبارك، يحاولون أن يحموا المدينة من التهويد والعزل والاستيلاء على البيوت والتاريخ المقدس والصلوات في الساحات المباركة.

 

أطفال القدس يحاولون أن يوصلوا صرختهم إلى العالمين العربي والإسلامي، والى دعاة السلام والأمن في المنطقة، محذرين بانتفاضتهم أن من يحر ق الطفل محمد ابو خضير حيا، ويجرف المنازل والأشجار والآثار والتاريخ من المكان، ويستولي على المساجد والكنائس، لا يفهم ولا يريد السلام العادل والمتكافئ على هذه الأرض، وان روح الحرب والعنصرية هي المسيطرة في دولة منفلتة، تحولت إلى دولة فاشية ودولة مستوطنين.

 

 

يقول احد الأطفال انه اعتقل الساعة الثانية بعد منتصف الليل، امسكوا من رقبته وزجوه في جيب عسكري، وأخذ الجنود يضربونه بأحذيتهم ويدعسون على رأسه، ويوجهون له الضربات المؤلمة بأعقاب بنادقهم مسببين له جروحا بالغة.

 

وقال : في غرفة (4) بالمسكوبية علقوه في سقف الغرفة عاريا، وانهالوا عليه بالشتائم البذيئة والنابية، وبالضربات بواسطة ( بربيج)، تقرح جسده ونزف الدماء، فقد الوعي وسط أشباح مستنفرة متوترة تحلق حول جسد طفل لا زال الحجر في قبضة يده والأغنية.

 

ويقول طفل آخر انه في غرفة (4) بالمسكوبية أشعلوا الكهرباء في جسده، انتفض ووقع على الأرض، وتكرر ذلك عدة مرات معه، ثم قام أحد المحققين بإطفاء أعقاب سيجارة في ذراعه الصغيرة، لم يسمع صراخه احد، هددوه بإحضار والدته وأخواته إن لم يوقع على إفادة باللغة العبرية، ويعترف عن كل زملائه الغاضبين ضد المستوطنين والجنود في حي العيسوية.

 

لا ينام الأطفال في القدس، الضوء الأصفر والجدران الخشنة، رائحة البول والعفن تملأ غرفة (4) بالمسكوبية، مشبوحون مقيدون وعراة، أجسامهم منفوخة بسبب الضرب وشد القيود، جوعى وعطاش ومنهكين ويسيل النعاس من أعينهم المتورمة.

 

يقادون إلى المحاكم العسكرية، وتصدر بحقهم أحكاما قاسية، وبعضهم اقامات منزلية أو إبعاد عن مناطق سكناهم، القضاة الإسرائيليون يكرهون أطفال القدس، وهناك تعليمات واضحة بشطب أولاد القدس من طفولتهم، عليهم أن يكبروا داخل السجن، وأن لا يذهبوا إلى المدرسة ولا يحفظوا سورة الإسراء.

 

في غرفة (4) بالمسكوبية تجري معركة بين إسرائيل وأطفال القدس، أحلام تقصف بالتعذيب واستخدام أساليب بشعة، ليس هدفها فقط الاعتراف، بل سحق الطفل وتدميره الآن وغدا.

 

أحد المحققين قال: اتمنى أن لا أرى أولادا في القدس، أريد القدس بلا فلسطينيين، ومعترفا أنهم عنيدون، لا يعترفون بسهولة، يتحملون الضرب، ويحدقون في وجوهنا بطريقة تثير الرعب والقلق في دولة إسرائيل النووية.

 

في غرفة (4) يحتفل أطفال القدس بعيد الأضحى، يتكومون في ساحات الشبح وعلى مكاتب التحقيق، ملفات كثيرة ، اتهامات كثيرة، حجارة كثيرة، بيوت فارغة، مقاعد الدراسة خالية، وينتشرون بسرعة، يولدون بسرعة، يبتسمون رغم وجوههم المهشمة، ويخرجون، المكان مكانهم، والشوارع والأزقة واللغة العربية، يركضون ويلعبون، ويرتلون القدس ترتيلا.

 

 

في غرفة (4) بالمسكوبية كانت أغنية

جناحا طفل في سماء أخرى

صوت صلاة وقرع أجراس

خلف الباب الحديدي تجلس تلك الأم

تسمع الصرخات

تسمع القدس

تستمر الصرخات

أمي أمي أمي

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017